البلابل تصدح فى أخطاب

مشاهدة
أخر تحديث : الخميس 27 نوفمبر 2014 - 10:00 مساءً
البلابل تصدح فى أخطاب

لا أدري كيف أبدأ الموضوع , فالحكاية أن اليوم الخميس موعد الصالون الثقافي بقرية اخطاب بالدقهلية والسماء تمطر والجدران باردة وصوت المطر يتناثر بعنف علي زجاج النافذة, فأهرب منه جاذبة الغطاء فوق رأسي قائلة مثل الطفل الذي لم أعد أتذكر اسمه في كتاب القراءة وأنا في المرحلة الابتدائية : ( ياليت اليوم جمعه ) لكن اليوم سبت أقصد خميس , مضطرة , سارعت وألقيت الغطاء , هاتفني الأستاذ محمد حنفي : أين أنت ؟ اضطررت للكذب قلت : في الطريق جاية حالا , ارتاد السيارة أصل للقصر لم أجد سواي , أصابني الإحباط , تساءلت هل ألغي موعد الصالون وأمنع البلابل من أن تصدح , فكرت قليلا ..لا سوف تصدح البلابل برغم الشتاء ألقيت بنفسي في السيارة وترنمت بأغنية لشادية الدلوعة..سوق علي مهلك سوق…بكره الدنيا تروق..والدنيا عمالة ترخ..يا ستي اهدي مفيش فايدة ..يا دنيا روقي…ولا حياة لمن تنادي ..يا منادي..وندخل في الجد :

 

تنفك الصلة بين الثقافة والمكان من خلال انتقال الصور والرسائل الإعلامية التي تنقل أفكارا وطرقا للحياة ومعان عبر الحدود القومية لتصل إلي أصغر وأبعد القري , مثل أن يتلقي شباب في قرية مصرية مسلسلات وأفلاما درامية تدور أحداثها في ضواحي لوس أنجيلوس الأمريكية ويتفاعلون من خلال الإنترنت مع شباب من خلفيات مختلفة تماما . هذا الأمر يسهل من خلق انتماءات ثقافية وجماعية متخيلة ومنفصلة عن الموقع الجغرافي المباشر , مما يمثل تحديا للمفهوم التقليدي عن ثقافة وطنية مرتبطة بأرض معينة أو ثقافة متجذرة في مكان معين .

 

ومن ناحية أخري فإن إمكانيات الاتصال والتواصل التي تتيحها شبكة الإنترنت تساعد المهاجرين كأفراد علي استمرار الاتصال بالوطن الأصلي واستمرار طريقة حياتهم ذاتها أو ثقافتهم بالرغم من انفصالهم المكاني . بعبارة أخري يمكن القول أن الثقافة كأسلوب حياة أصبحت لا تنتهي عند حدود الدول القومية , حيث أصبح من السهل تبني أساليب حياة مختلفة من أماكن أخري .

ولكننا بالفعل حين نفكر في المجتمعات البشرية , نجد أن هناك ثمة ارتباط فعلي بين الثقافة والمجتمع , ففي تعريف رايموند ويليامز رائد الدراسات الثقافية في بريطانيا : كل مجتمع إنساني له شكله الخاص وأهدافه ومعانيه : وهو يعبر عن تلك الخصوصية في مؤسساته وفي فنونه وتعلمه . وأن بناء مجتمع يعني في المقام الأول البحث عن معان مشتركة واتجاهات مشتركة . لكن بالرغم من وضوح الارتباط بين الثقافة والمجتمع حسب هذا التعريف إلا أنه لا يعني ارتباط المجتمع بمكان محدد أيضا . فالمجتمعات الآن في ظل العولمة تتكون وتنقسم وتتقاطع وتتصل بصرف النظر عن عامل المكان أو المساحة الجغرافية المشتركة

من هنا كان لابد الاختيار والدقة فيمن يتولي العمل الثقافي بمفهومه الواسع خاصة في المجتمعات المحلية التي أصبح مثلها مثل المجتمعات العالمية بفضل وسائل الاتصال الالكترونية الهائلة , لذلك أصبح علي المدرس أن يتعامل مع الطلبة بأسلوب مغاير تماما , أسلوب يتفق والمنطق والرؤي الجديدة , فالهوة بين الجيلين أصبحت صعبة بل ومعقدة , لذلك برز دور الثقافة واضحا وجليا والاهتمام الأول هو سؤال نسأله لأنفسنا هل كل الطلبة موهوبون ؟, والإجابة نعم ولكن في مجالات متعددة ومختلفة وهذا ما رأيناه في القافلة التي خرجت من إقليم شرق الدلتا الثقافي ومعنا رئيس الإقليم نفسه الدكتور محمد رضا الشيني ومجموعة العمل الثقافي محمد الحنفي مدير عام الثقافة بالدقهلية وأيمن المنطاوي مدير بيت ثقافة طلخا وسهام بلح بالعلاقات العامة , وكاتبة السطور الشاعرة فاطمة الزهراء فلا والصالون الثقافي للمبدعات الذي نظمناه بقصر ثقافة إخطاب مركز أجا بالدقهلية , لنعقد حلقة استكشافية بيننا وبين الطلبة ونسألهم : ماذا لديكم من مواهب ؟ ماذا تريدون من الأسرة والمجتمع والهيئات الثقافية , وكم كانت الإجابة رائعة حين قدموا لنا مواهبهم في الشعر والتمثيل والغناء قائلين في سعادة : نحن نعرف ماذا نريد , نحن نتعلم من العالم كله بلا نقاش , الحقيقة لم أخف من إجاباتهم وتيقنت بأنهم جيل واعي يعرف تماما ماذا يريد الوطن

شكرا لقرية إخطاب التي خرجت بكاملها لتستقبلنا رغم البرد والمطر

شكرا لعزفي المزمار بفنهم الشعبي الرائع برغم الآراب وشعبولا وباحبك ياحما فطار البرد واندهش المطر

شكرا لمبدعات الصالون الدماء الجديدة التي ضخت في شراينهوهن…

أماني وندي وعلياء

ونسرين وإيمانواسراء

ومن الشباب احمد وائل , ونصر اسماعيل , وسامي العوضي

 

 

وتحية لمديرة القصرأماني محمد عبد العظيم

رابط مختصر

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات

* الإسم
* البريد الألكتروني
* حقل مطلوب

البريد الالكتروني لن يتم نشره في الموقع

شروط النشر:

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة بوابة شموس نيوز الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.