الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير

بقلم الشاعر حسن طلب
قصيدة: (رسالتان: إلى أهلنا وأهل الكهف)!- مع لوحة للفنان الليبى “عمر جهان” بعنوان: الثورة المصرية بعد 5 سنوات
رسالتان: إلى أهلِنا.. وأهلِ الكهف!
===============
1- إلى أهلنا:
يا أهْلَنا.. لا تَتْركُونا وحْدَنا
لا بدَّ مِن أنْ نَحتشِدْ!
لو اجْتَمعْنا كلُّنا
فلنْ يَرُدَّنا أحَدْ
***
لا تَترُكونا نَكتُبُ التَّاريخَ وحدَنا
فأنتُمُ المِدادُ والمَدَدْ
يا أهلَنا.. لا بدَّ مِن أنْ نتَّحِدْ
***
أمسلِمٌ أنتَ؟ مَسيحِىٌّ؟
طبيبٌ.. عامِلٌ.. مُهَندسٌ؟
فتًى.. فتاةٌ؟ رجُلٌ.. سيِّدَةٌ؟ بنْتٌ؟ ولَدْ؟
لو اتَّفقْنا كلُّنا سنُنقِذُ البلَدْ
ونحنُ بالإصرارِ والجلَدْ
سنصنعُ المُعجزَةَ الكبْرَى
لِتَخلُدَ الذِّكرَى
إلى الأبَدْ!
***
ما يَنفَعُ الناسَ- كما قِيلَ لكُمْ-
يَمكُثُ فى الميْدانِ..
حيثُ يَذهَبُ الزَّبَدْ!
***
لا تَتركُونا
وقِفُوا إذا استطعْتُمْ بيْنَنا أن تَقِفوا
ولْتَهتِفوا مِن قبْلِ أنْ تَنصرِفُوا:
فلْيَسقُطِ النِّظامُ.. بعدَ اليومِ لا إِخافةٌ!
لا ظُلمَ.. لا استبْدادَ.. لا خِلافةٌ
إنْ يَحكُمِ العقلُ.. فلا خُرافَةٌ!
لا جِنَّ.. لا إبليسَ.. لا عفريتَ يلبسُ الجَسَدْ!
***
يا أهلَنا.. لا تَحزَنوا مِن أجْلِنا
كلُّ شَهيدٍ قد فَقدْناهُ: إضافَةٌ!
يَحدثُ فى مَلْحَمةٍ
أنْ يَنقُصَ المعْدودُ أحْيانًا.. فيَزدادَ العدَدْ!
*****************
2- إلى أهل الكهف:
ويْلُ المَغيظِ إذا استَشاطَ..
ولمْ يُطِقْ صبرًا إزاءَ حماقةِ الغائظْ!
يا أيُّها الكهْفىُّ دَعْنا
كىْ يَمرَّ بما نُريدُ شِتاؤنا القائظْ!
***
مِن أىِّ كهفٍ جئْتَنا
فأنَخْتَ فى ميدانِنا
وبرَكْتَ فيهِ بظِلِّكَ الباهظْ؟
عُدْ حيثُ كنتَ..
وظَلَّ حتَّى يَرجِعَ القارِظْ!
***
وفِّرْ عليكَ عِظاتِكَ..
الميدانُ صارَ وقد مَلأناهُ: هو الواعظْ!
لا تُفْتِ فى علمِ التُّراثِ..
تُراثُنا ليسَ “ابنَ تَيْميَةَ” الذى أفْتَى
فحَرَّمَ الاجْتهادَ!
وزادَ فى تَحريمِهِ مَن بَعدَهُ!
ليسَ “ابنَ حَنْبلَ” وحدَهُ
بلْ كانَ فى الصفِّ الأمامِىِّ:
الجَديرُ المُستنيرُ “أبو العَلاءِ”
وكانَ “مُحْيِى الدينِ” و”الجَاحظْ”
***
فإليكَ عن ميدانِنا
نحنُ استبَقْنا الآخَرينَ إليهِ..
كانتْ ساحةُ الميدانِ تُشبِهُ سطْحَ مرآةٍ
رَأَى التاريخُ فيها كيفَ أقْبلْنا بمِشكاةٍ
وأنتَ بمُصحَفٍ.. من تحتِهِ سيفٌ
وسوفَ يُسجِّلُ التاريخُ ما لاحَظْ!
***
وغدًا سيُصدِرُ حُكمَهُ القاسِى
غدًا يَتبيَّنُ النَّاسِى
مِن الحافِظْ!