تقرير من القاهرة إلى أمي في سوهاج

منذ أكثر من ثلاثين سنة، عندما كنت مجندا بالقوات المسلحة، كتبت إلى أمي هذه القصيدة، التي نشرت في ديواني الثاني “مكابدات سيد المتعبين”
وبمناسبة عيد الأم اسمحوا لي أن أعيد نشرها هنا، منتهزا هذه الفرصة لأقول لأمي
“يارب يخليكي يا أمي يا ست الحبايب”
تقرير من القاهرة إلى أمي في سوهاج
أقول لكِ الحقَّ
كل نساء المدينة يعجزن يصنعن لي كوب شاي
كما تصنعين
فشوفي إذن للمصيبةِ حلا
أنا – بعدُ – عطشان للشاي
ولا أستطيع السفر
فقد كبّلتني البنادقُ
والخوذة الضيقة
هنا
ألنساء يفضلن يصنعه
باردًا
وخفيفًا
وحلوًا
يعاندنني
وأنا
مثلما تعلمين عنيدٌ
وأركب رأسي
فشوفي إذن للمصيبةِ
حلا .