فــــي عيــــد المعلــــم ال 9 مـــن آذار

بقلم طه دخل الله عبد الرحمن – فلسطين
قم للمعلم وفه التبجيلا **** كاد المعلم أن يكون رسولا
إن مهنة التعليم هي أشرف وأكرم المهن على الإطلاق، ولقد بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم معلما ً . . وأي شرف أعظم من هذا الشرف وأي علو يسمو على هذه المكانة الرفيعة للمعلم .
فالمعلم مشعل نور وفكر حضارة ، انه الإنسان الذي امتلئ صدره بالفضائل والذي اتخذ من الإخلاص شعارا في كل شأن من شؤون حياته .
المعلم هو ذاك الربان الماهر الذي يستطيع أن يدير دفة مركبه ، ليوصل من معه في المركب إلى الشاطئ الذي يريدون ، انه الشمعة التي تحترق لتضيء الدرب للآخرين ، انه الزهرة التي تذبل مع الزمن لتجعل غيرها من البراعم تنمو وتتفتح ، وتأخذ دورها في الحياة.
إن من يربي الأولاد بجهده لأحق بالاحترام والإكرام من الذين ينجبنهم فلا توجد مهنة في الدنيا تستحق التقدير والإكبار والوقوف عندها كمهنة التعليم والتعلم ، فهو القادر على إعداد الأجيال ورجال المستقبل ليقوموا بوظائف البلاد وينهضوا بحضارة الأمة في جميع المجالات وهو الأساس ومرتكز الأمة في التقدم والعطاء .
إن الهدف السامي من التربية هو الإنسان السوي المتزن بكل معنى الكلمة من التزام بمحاسن الأخلاق وترك المنكرات والمحرمات وكيفية مواجهة العقبات التي تواجهه في الحياة اليومية والتطلع بنظرة تفاؤلية للمستقبل والتغلب على العوائق بطرق تدفعه للتميز والإبداع يلتزم فيها الإنسان المطيع لربه فيحقق بذلك المعادلة الصعبة ، وهي الوصول للاستقامة النفسية والاجتماعية والخلقية في آن واحد، وفي هذا الصدد كان لابد من التطرق لقضية جوهرية وهامة في عملية تربية الأبناء التربية السليمة ، حيث يلاحظ أن بعض الآباء والأمهات أو الأخوان وغيرهم من أفراد الأسرة والمجتمع عندما يتحدثون عن المعلم والمربي لا يجعلون في حديثهم قسط من الاحترام والوقار لهذا المربي الفاضل ، فكثير من الآباء لا يوجهون أبنائهم إلى ضرورة احترام المعلم وغرس حب وتقدير هذا الإنسان في نفوسهم وذلك لشرف الرسالة التي يحملها وهي الرسالة التي قام بها النبي صلى الله عليه وسلم خير قيام كيف لا وهي أشرف رسالة عرفتها البشرية اذ يقول : ( إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في حجرها وحتى الحوت في البحر ليصلون على معلم الناس في الخير ).
ان مكانة المعلم الرفيعة ومقدار كرامة مقامه يُعد أهم عنصر في العملية التعليمية والتربوية مما يدعو إلى بذل الاهتمام الكافي من قبل الأسرة والطفل فالتربية لا تنهض إلا على حب المربي لطلابه وحب الطلاب لمربيهم بل كيف سيتمكن المربي من تغيير الطالب نحو الأفضل من غير دافع الحب والاحترام في الصبر والتعب على الطالب وحبه وحرصه عليه. بل كيف سيتقبل الطالب ممن لا يحبه ، وهل يستطيع أن يصارح مربيه بمشاكله وهمومه من غير حب؟ إذن فالحلقة الأساسية للتحصيل والتعلم هي علاقة الحب والاحترام المتبادل بين الطرفين المعلم والطالب ونحن كأولياء أمور يجب علينا أن نقوي هذه الحلقة من خلال امتداحنا للمعلم في البيت وأمام الأبناء وتوصية الأبناء بإيصال السلام إلى المعلم كذلك لا ضير في كتابة رسائل شكر للمعلم يكتبها الأبناء للمعلم على لسان الآباء ، كل هذه الأساليب التحفيزية للطالب على حب المعلم تنتج لنا تميز أبنائنا في دراستهم حيث يعد احترام الإباء للمعلم خطوة وشرط من شروط احترام الطالب لمعلمه.إن المعلم يعد الركيزة الأساسية في عملية التربية والتعليم، مع الأسف وأنا ممن سمع مثل هذه العبارات النابية التي يقولها بعض الآباء عن المعلم حيث يصفه البعض بأنه جاهل لا يعرف شيء وأمام أبنائه وبعد ذلك يطالب هذا الأب من المعلم أن يرفع من مستوى ابنه العلمي والثقافي؟ كيف يكون ذلك وقد اهتزت صورة هذا المعلم بنظر الطالب نتيجة ما سمعه في البيت من التقليل من شأن هذا المربي الفاضل ولو تساءلنا : من منا أثنى وامتدح أداء المعلم أمام أبنائه؟ من منا طلب من أبناءه أن يحترموا ويقدروا المعلم مثل ما يحترموا أبويهم؟ نعم هناك أباء يقللوا من قدر ومكانة المعلم أمام أبنائهم ويتلفظون بألفاظ غير أخلاقية بحق المربين وبحق المؤسسة التعليمية، كما إن هناك من يحرص على أن لا يذكر المعلم إلا بالتي هي أحسن فهو المربي وهو شمعة تحترق لتضيء لأبنائنا طريق الهداية.