معالجة التهميش التنظيمي 5/6 “العمل الجماعي” ..

 بقلم د.مازن صافي

حتى ننجح في عملنا  التنظيمي يجب أن يسود التعاون، لأن أي قرار يحتاج إلى أن يكون محميا، والحماية هنا تعني الالتزام والتنفيذ والنقد في داخل الأطر، وبالتالي يصبح التوافق والانسجام بين الفريق الواحد “الخلية – الجناح – الشعبة – المنطقة – الاقليم وصولا إلى كل المستويات” هو أمر حتمي، فالجميع شركاء في رفعة التنظيم وقوته وحمايته من الانفلاش والضعف والترهل، وهذا التوافق يناسب القاعدة الجماهيرية العريضة للحركة ومنها التنظيم، التوافق يعني استثمار كل الطاقات دون تهميش أي منها، ويتحول الجميع مدافعا صلبا عن القرارات نفسها، ويشارك في تعميمها وتطوير أدوات وآليات تنفيذها (حسن التنظيم).

إن العمل الجماعي في التنظيم، يزيد من الاستعداد للعمل وتكوين الحافز للانجاز ويقوِي الانتماء في كل عضو، وتسود روح العطاء والإيثار والإيجابية، ويؤسس الى “تغذية راجعة Feedback ” مما يساهم هذا في رفع مستوى المعلومات ووضع الحلول للعوائق والمشكلات، ونجاح إصدار القرارات المتعلقة بالعمل اليومي والبرامج والخطط ويؤدي ذلك في النهاية الى نجاح وضع الرؤية الشاملة.

إن الفكر المتحجر والشخصيات التي تتصف بالجمود وتعمل من خلال مبدأ التهميش والتقزيم للغير، لا تسمح بالعمل الجماعي او نجاحه، وبالتالي فهي تدمر أسس العمل التنظيمي “مدمرة” وتشيع التخريب في الأفكار وتقتل روح المبادرة في الأعضاء “مخربة”.

على القوى القيادية أن تمنع وجود “التهميش”، وعليها أن تقوم بنقل المعلومات الى الأعضاء في المستويات المختلفة والمترابطة، وتشجيع المتميزين على طرح أفكارهم، وتشجيع الجميع للمشاركة في التثقيف الحركي، وأن تكون التوجيهات والتعليمات والتكليفات بالمهام من نص القانون وليست قفزا عنه، وتطوير الدور الرقابي الذي يحافظ على هيبة النظام وتطبيقه وصيانته وبالتالي يحمي العضوية والأعضاء “الحقوق والواجبات”، وكما أن تشجيع النقد البناء يعني عدم المزاحمة والتشويش ورفضا لأسلوب التهميش .

إن الإصرار على الخطأ هو غباء محكم، لا يمكن إلا أن يؤدي الى الفشل، وفي نفس الوقت فإن معالجة الخطأ ولو بمحاولات فاشلة يعتبر فضيلة يجب أن يتم دعمها وتحفيزها وصيانتها حتى نصل الى الصواب. وفي النهاية نقول : ما يُبنى على باطل فهو باطل .