أعمال شرق أوسطية شهيرة من الفنّ الحديث والمعاصر في مزاد بلندن

من إبداع فنانين بارزين من مصر وإيران وسوريا ولبنان
دبي/لندن – شموس نيوز – خاص
من المقرّر أن تقيم دار كريستيز للمزادات في 24 أكتوبر المقبل مزادها لفنون الشرق الأوسط الحديثة والمعاصرة في لندن مرة أخرى، بعدما نجحت العام الماضي في إعادة مزادات شهر أكتوبر إلى العاصمة البريطانية لتنظيمها هناك. ومن المقرّر أن تقيم كريستيز في العشرين من أكتوبر معرضاً عاماً مفتوحاً للأعمال الفنية التي تعتزم بيعها في المزاد المرتقب.
وتعتبر لوحة “ودن من طين وودن من عجين”، التي رسمها الفنان المصري عبدالهادي الجزَّار (1925 – 1966) أحد روّاد فنّ التصوير المصري الحديث، أبرز ما سيشتمل عليه المزاد. ويُقدّر سعر اللوحة بين 350,000 و450,000 جنيه إسترليني، وقد رُسمت في العام 1951 وبقيت محفوظة بخصوصية منذ العام 1986. وكان الكاتب والناقد التشكيلي الدكتور حسام رشوان والكاتب الفرنسي ڤاليري هيس اختارا تضمين أعمال عبدالهادي الجزار الفنية في دليل توثيقي (كتالوغ) هو الثاني لهما، من المقرر أن ينشراه في وقت لاحق من العام 2019، بمساعدة من مؤسسة عبدالهادي الجزّار. وكان الثنائي رشوان وهيس أصدرا في العام 2017 دليلاً توثيقياً فنيّاً يتناول لأول مرة على الإطلاق فناناً شرق أوسطياً، هو محمود سعيد.
ويعكس عمل فني آخر فسيفسائي أبدعته الفنانة الإيرانية منير فرمانفارميان (المولودة في 1924)، والمسمّى “الرسم على الزجاج رقم 3” (Drawing in Glass Number 3)، شغف الفنانة بتراثها الإيراني وتأثّرها بفنانين أمريكيين شباب معروفين مثل جاكسون بولوك وويليم دي كونينغ ومارك روثكو وخوان ميتشل، الذين خالطتهم في نيويورك خلال الفترة التي شهدت أوج تألق مسرح “ستوديو 54”. ويتألف العمل الفني من ترتيب نمطي من القطع الماسية الشكل لسطح عاكس مثبت باللصق على لوح خشبي، ويبلغ السعر التقديري للعمل بين 120,000 و150,000 جنيه إسترليني.
وتمثل إيرانَ كذلك إصدارة مهمة من خمس منحوتات معروفة من سلسلة أعمال “الجدار” الشهيرة للفنان برويز تانافولي (المولود في 1937). ويتراوح السعر التقديري للمنحوتة البرونزية المسمّاة “الجدار والنصوص”، والتي أبدعت في العام 2007 ويبلغ ارتفاعها متراً واحداً والمزينة بنصوص كُتبت بخطوط جميلة، بين 120,000 و180,000 جنيه إسترليني.
ومن الأعمال الفنية البارزة التي ستُعرض في المزاد لوحة “أمريكا” للفنان المصري حامد عويس (1919 – 2011)، الذي تُعرف لوحاته عادة بـ “اللوحات الحية” التي تُصوِّر مجموعة واسعة من الشخصيات المصرية على خلفيات تشير إلى أحداث سياسية أو وقائع اجتماعية حدثت في مصر. ويقدّم عويس في لوحته هذه، “أمريكا”، التي رسمها في العام 1970، رؤية بصرية تحمل تعليقاً لاذعاً بشأن الأفق الدبلوماسي المسدود بين مصر وحلفائها أمام إسرائيل بين العامين 1967 و1970. وتبدو الشخصية المركزية في هذا العمل الفني، وهي حصان طروادة ميكانيكي، متمتعة بقدرات تدميرية كبيرة نظراً لسماته الهندسية المعقدة، بما يحمله من رمزية تشير إلى تقدم مصر العسكري. ويبدو في اللوحة تمثال الحرية، برمزيته الكبيرة، أمام المشهد المليء بمعالم الأرض المصرية. وبوسع المتأمل في اللوحة إدراك الرسالة السياسية المهمة التي تنطوي عليها والمتمثلة بحماية الأرض المصرية وتراث البلاد وهويتها وحضارتها برمّتها من القوى الأجنبية (السعر التقديري للوحة يتراوح بين 70,000 و100,000 جنيه إسترليني).
وتدمج لوحةٌ بلا عنوان للفنان الإيراني محمد إحسائي (المولود في 1939)، النص الفارسي مع أساليب الكتابة المعاصرة، في انتقال سلس بين القديم والحديث يجلب وجهاً جديداً كلياً لفن الشِّعر الغنائي الإيراني. رُسمت هذه اللوحة التي تنتمي لسلسلة من الأعمال الفنية التي تحمل لفظ الجلالة (الله)، في العام 1975 باستخدام اللونين الأبيض للخلفية والأخضر للنص المخطوط. (السعر التقديري للوحة يتراوح بين 60,000 و80,000 جنيه إسترليني).
وتصوّر لوحة أخرى بلا عنوان، رسمها الفنان الإيراني سهراب سبهري (1929 – 1980) في ستينيات القرن الماضي، جذع شجرة، وهي تنتمي إلى سلسلة من اللوحات التي تصور الأشجار وتشكل جزءاً من مجموعة أعمال فنية خاصة. وتبحث اللوحة في الصلة الدقيقة بين الطبيعة والقُدسية، وهي من بين اللوحات المرغوبة بشدة لهذا الفنان. وكان سبهري ذهب في العام 1960 إلى اليابان لتعلّم الطباعة الحجرية والطباعة على الخشب، ومن هناك سافر إلى الهند لمعرفة المزيد عن البوذية، ومن ثَمّ توجّه إلى باريس لإجراء دراسة مستفيضة عن الطباعة الحجرية. واستطاع سهراب إنشاء أسلوبه الفني المميز لرسوماته عبر الاستعارة من المدرسة التبسيطية التي تعلّم فنونها في اليابان ومن البوذية، ودمجِها بالحداثية الغربية التي تعلمها في باريس. (السعر التقديري للوحة يتراوح بين: 60,000 و80,000 جنيه إسترليني).
أما لوحة “حياة جامدة”، التي سيشتمل عليها المزاد المرتقب في أكتوبر، فهي للفنان السوري مروان (1964 – 2016) الذي حظي بشهرة عالمية بسبب أساليبه الفنية المنتمية إلى مرحلة ما بعد السريالية في فن تصوير مظاهر الحياة الجامدة. في هذه اللوحة التي رُسمت في العام 1977، ويتراوح سعرها التقديري بين 30,000 و40,000 جنيه إسترليني، يستخدم الفنان هذا الأسلوب في تشكيل طبقات الطلاء المتداخلة لتسليط الضوء على مزايا اللوحة المرسومة بضربات عميقة بالفرشاة. وقد أصبح مروان، السوري الذي قضى معظم حياته في ألمانيا، أول عضو عربي في أكاديمية الفنون الألمانية. وغالباً ما تناولت أعماله الفنية آراءه بشأن حقوق الإنسان في سوريا والعراق وفلسطين.
ويشتمل المزاد في مجموعة الأعمال الفنية المعاصرة على لوحة لبيروت معنونة بالاسم “مدينتي #6” للفنانة اللبنانية زينة عاصي، المولودة في العام 1974، والتي رسمتها في العام 2011 باستخدام الأكريليك والحبر على القماش، وهي معروضة للبيع بسعر تقديري يتراوح بين 2,000 و4,000 جنية إسترليني. وتشتمل اللوحة على إشارات قوية تعود لبيروت وتعقيدات المعيشة في مشهدها الفوضوي. وقد اهتمّت عاصي بالتفاصيل في التكوين متعدد الطبقات لهذا العمل، الذي تبرز فيه المباني ولوحات الإعلانات وأسلاك الكهرباء المجاورة للجدران والملصقات الملونة. ما يخلق مشهداً خانقاً ومزدحماً، يبدو إما احتفالياً تبدو فيه النباتات المنزلية والغسيل المنشور على الحبال، أو سياسياً بلافتات تعبّر عن “الحرب” و”الفن” في بيروت.