إفتتاح حاشد لمعرض “القط الأسود.. تجربة سجن” لمحسن شعلان
وسط حشد من جمهوره ومحبيه وزملائه إفتتح الفنان محسن شعلان معرضه ” القط الأسود.. تجربة سجن” تقدم الحضور د. محمد صابر عرب وزير الثقافة، وا.د. صلاح المليجي رئيس قطاع الفنون التشكيلية، الكاتب الكبير محمد سلماوي، الكاتب الصحفي منير عامر، د. أشرف رضا، الفنان محمد دياب رئيس الإدارة المركزية لمراكز الفنون ولفيف من الشخصيات العامة والثقافية والفنية.
ضم المعرض 120 عمل فني ما بين لوحات زيتية وإسكتشات رسمها الفنان في محبسه، جسدت جميعها حجم المعاناه التي واجهها الفنان الذي سُجن لمدة عام في قضية إختفاء لوحة “زهرة الخشخاش” لفان جوخ من متحف محمد محمود خليل بالجيزة في أغسطس 2010 في آخر قضية رأي عام شغلت المصريين قبل الثورة، ووجدوا فيها رمزاً قوياً لإستفحال الفساد في معظم مؤسسات الدولة ومنها وزارة الثقافة.. وحملت للمتلقي رسالة راقية من الفنان مفادها إنه قُدم كبش فداء لتراكم أخطاء شديدة الفجاجة والعبث في حكومات تعاقبت قبل ثورة 2011.
أعرب د. صابر عرب عن سعادته بعودة الصديق والفنان الكبير محسن شعلان لميدان الثقافة والإبداع بهذا المعرض المتميز والفريد كونه ينقل لنا تجربة ذاتية لفنان عانى من الظلم والسجن، وهو شعور بالغ القسوة استطاع شعلان ان يحوله إلى طاقة إيجابية تفاعلت معها ريشته وألوانه مسجلاً وموثقاً لحظاتها المريرة أعمالاً فنية مبدعة.
وعن فكرة المعرض قال الفنان محسن شعلان : ” لم أكن أعلم وأنا أفرغ شحناتي الثقيلة التي بدأت تترسب بداخلي في محبسي بقسم الدقي على ذمة التحقيق، أو بسجن عنبر الزراعة بطرة لمدة شهرين، أو في سجن العقرب شديد الحراسة بطرة لمدة خمسة أشهر على ذمة مالا ذمة لهم!! وأيضاً بعد نقلي لسجن ملحق المزرعة لمدة شهرين ليكتمل تنفيذ الحكم الذي أُعد لي بعناية فجة، ومصر تودع عهداً لتستقبل آخر قبيل قيام ثورة 25 يناير .. أن ما أرسمه هو نواة لإقامة معرض لي ..”.
مضيفاً .. رسمت بمشاعر مقهورة غير عابئ بشح الأدوات وشح نسائم الحرية أيضاً، فالزنزانة أصبحت مرسمي والرفاق من المساجين هم جمهوري وأبطال لوحاتي .. ظللت أرسم وكأنها حالة التشبث الوحيدة بالحرية .. وفي السجن إكتشفت القط الأسود، كان يراقبني، يحوم حولي وكأنه سجاني العتيد الذي ساقني في كل مراحل قهري، كان تيمة ثرية فرضها هو بنفسه على كل أعمالي…!! فالقط الأسود هو ظلم .. سُعار .. غدر .. مباغته دنيئة .. خيانة .. فساد .. وهو أيضاً بعض أشباع الرجال !!!.
وفي معرضي هذا كل ما رسمت هي رسائلي للناس، للأصدقاء، للوطن الذي غاب عني وظننت أنه هجرني فوجدته ينتظرني على باب السجن حين غادرت… هو توثيق لرسالة أبعث بها إلى ذلك القط الأسود الذي لفظته كل القطط الأخرى … الملونة!!!.
محسن شعلان مواليد القاهرة 1951، بكالوريوس فنون وتربية 1974، أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية بمصر والخارج .. له مقتنيات في العديد من المتاحف القومية والدولية وعدد من البنوك والمؤسسات والسفارات المصرية بالخارج والسفارات الأجنبية بمصر من أبرزها مقتنيات في متحف المكتبة الكونجرس الأمريكي ضمن المجموعة الخاصة بالرئيس جيمي كارتر، مبنى محافظة اليكانتي – أسبانيا، متحف الفن المصري الحديث بالقاهرة.
مشواره حافل بالكثير من الإسهامات الهامة الفكرية والفنية، وتقلد العديد من المهام من مدير التجهيزات الفنية بالمطابع الأميرية حتى 1988، ثم متدرجاً بقطاع الفنون التشكيلية إلى أن تولى رئاسته في إبريل 2006 وحتى أغسطس 2010. يستمر المعرض حتى 28 فبراير.