الأدب العربي والغربي في إطار حوار ثقافي حول الحب

الأديبة روعة محسن الدندن والدكتور السيد إبراهيم

ولنتحدث عن الحب في الأدب العربي مع ضيفي هو

الدكتور السيد إبراهيم أحمد، رئيس قسم الأدب العربي باتحاد الكتَّاب والمثقفين والعرب

يقول عالم الإثنولوجيا من جامعة هاله الألمانية يقول
“الشيء المدهش بالنسبة للزائر الغربي أنه لا يكاد يرى أثراً للحب – فهو لا يرى تقارباً جسدياً إلا في القليل النادر، ناهيك عن تبادل القبل على قارعة الطريق. إنك تتحدث إذن مع الناس عن الطماطم التي ارتفعت أسعارها أو عن السياسة، ثم تكتشف مندهشاً أن ما يشغلهم بحق هو الحب”.

“يا أحلى غنوة سمعها قلبي، ولا تتنسيش،

خد عمري كله، بس النهاردة خليني أعيش،

خليني جنبك، خليني في حضن قلبك، خليني،

وسيبني أحلم، سبني، يا ريت زماني ما يصحنيش”.

(أم كلثوم، أغنية “أمل حياتي”)

أرحب بكم مجددًا الأستاذ الدكتور السيد إبراهيم في “حوارات روعة” وأبدأ معكم بطرح الأسئلة:

ـ لتحدثني، دكتور عن الحب في الأدب العربي الجاهلي؟

ونحن نتحدث عن الحب كقيمة إنسانية رفيعة القدر في كل العصور والآداب، غير أنه يجب تصحيح ما استقرت عليه بعض الدراسات التي تشير إلى الأدب الجاهلي عند العرب وتحصره في كونه يسبق العصر الإسلامي بقرنين أو بقرن ونصف القرن وينسون أن هذه المدة تشير إلى فترة التدوين لا إلى فترة التكوين، ويضم الأدب الجاهلي النثر والشعر على اختلاف الأغراض منه وأشهرها وصف الأطلال والأحباب، والفراق والهيام، ولا أبالغ حين أقول ما قرره علماء كُثر أن الأدب العربي كان أسبق الآداب في العالم إلى تصوير الحب وعاطفته، بل أن أهل النقد في أوروبا يقررون أن الشعر اليوناني القديم أتى خاليا من عاطفة الحب، وليس أدل على هذا مما ذكره أبو منصور الثعالبي في فصل كامل بكتابه “فقه اللغة” عن مراتب الحب عند العرب ومنازله المتعددة التي تبدأ من الهوى ثم الشوق ثم الحنين وبعدها يأتي الحب الذي هو بمثابة الألفة يعقبه الشغف ثم الغرام ثم العشق ثم التتيُم بعدها يأتي الهيام ثم النهاية بالمحب إلى أعلى المراتب وآخرها الجنون. وقد تصل مراتب الحب عند العرب إلى ستين مرتبة تصف حالة من حالات الحب والمحب.

ـ وهل هذه المراتب لم تكن في الأدب الغربي؟

كانت محصورة في أربعة مراتب ذكرها الروائي الفرنسي ستندال أنها تدور حول أربعة مراتب وذلك في القرن التاسع عشر الميلادي، وهي: الحب العاطفي وأهم ما يميزه القوة وشدة التعلق والشوق الجارف، والحب الاستلطافي تهيمن عليه روح الألفة والصداقة، ثم الحب الحسي ويغلب عليه الاشتهاء الجنسي، والحب العابث وهو ما يكون عن ترف كأن يغرم الشاب بامرأة جميلة مثل ولعه بالفرس الجميلة. والذي أود أن أخلص منه إلى أن الأدب الجاهلي وإن كان لا يعرف التفكير المنظم إلا أنه كان غنيا بالعواطف، وإن كان دليلا على صراحتهم في التشبيب بالمرأة بالغزل الذي قد يراه البعض ميالا نحو الإباحية، حيث لم تكن للمرأة مكانتها في نفس الشاعر من قدسية أو تكريم ويأتي ذلك استشفافا من بعض القصائد لبعض الشعراء، في الوقت الذي يرى البعض أن الحب البدوي كان أصدق من حب الحواضر والمدن، ولقد كان الشريف الرضي يتمنى للعهد الجاهلي لما فيه من صدق وحمية، وعلى هذا لقد كان العاشق الجاهلي العربي تغلب عليه التلقائية في علاقته بالمرأة، غير أنه كان مقيدا بأغلال الأعراف القبلية لكن هذا لا يحول بينه وبين امتطاء صهوة العشق لو شعر بما يبعد عنه العار أو المذلة، كما كانت المرأة هي الموحية بالحب في بعض الأحيان.

ـ الغزل العربي منذ العصر الأندلسي أصبح فاحشا بينما الغزل الغربي أخذ منحى مختلف لأنه اتجه للطبيعة لأن المرأة لا تشكل محورا اساسيا لعنصر الجمال والغزل كما هو الحال عند الشرق.. هل هذا عائد لاختلاف الثقافة بين الاثنين؟

هذا كلام يجافي تماما الحقيقة إن لم يكن أتى بعكسها، ذلك أن الشعر الجاهلي كان في بعضه فاحشا ثم جاء الإسلام بالحب العذري الذي حاول بعض المستشرقين أن يدفعه عن العرب والمسلمين، من كون الإسلام لا يعرف إلا الحب الحسي بينما تعرف المسيحية العفة، وقد ثبت أن قبيلة بني عذرة قبيلة عربية بدوية لا تأخذ سوى بالدين السهل، وكان الحب العذري موجودا في بعض القبائل في الجاهلية كما في الإسلام، وهو ما ينفي أيضا تأثر هذه القبائل بالحب الأفلاطوني بالتبعية، ومن القصص الذائعة الصيت مجنون ليلى قيس بن الملوح، وكثير عزة، وجميل وبثينة، وقيس ولبنى.

ولعل ما يؤكد تأثر الأدب الأوروبي بالأدب العربي وخاصة الأندلسي ما ذهب إليه المستشرق هاملتون جب” في كتابه “تراث الإسلام”: (في آخر القرن الحادي عشر ظهر فجأة طراز جديد من الشعر الغزلي في جنوب فرنسا، كان طرازًا جديدًا في موضوعه وفي أسلوبه ومعانيه، ولم يكن لهذا النوع من الشعر أساس في الأدب الفرنسي القديم: وهو يشبه الشعر الأندلسي شبهًا قويًّا جدًّا، إذ هو ضرب من الموشحات والأزجال الأندلسية الغنائية التي تدور موضوعاتها على الغزل والحب العذري .. أليس من المعقول إذن أن نرد هذا الضرب من الشعر الفرنسي الجديد، إلى الشعر العربي الأندلسي، وخاصة إذا علمنا أن نظرية “الحب العذري” التي يدور عليها هذا الشعر الفرنسي الجنوبي، ليس لها أصل في الأدبين اللاتيني والإغريقي؟).

كما تميَّز الشعر الأندلسي في الغزل فجاء رقيقا استمدادا من بيئة الشاعر أي من طبيعة الأندلس نفسها، ولذا فقد اقترن الغزل ـ في الغالب ـ بوصف الطبيعة التي مازجت بين جمال المرأة وجمال الطبيعة. فكيف يكون الشعراء الأندلسيين ممن يأتون بالفحش في قصائدهم وهم من علموا الشعراء في جنوب فرنسا “التربادور” الرومنتيكية، وقد تأثر الأندلسيون بالشعراء المشارقة الذين كانوا قد تأثروا بالآداب الإسلامية وهجروا المقدمات الغزلية الطللية والخمرية واستبدلوا بها مقدمات دينية، وهكذا فعل شعراء الأندلس حتى في أزجالهم.

ـ لتحدثني، دكتور عن الحب في الأدب العربي المعاصر؟

الحب في مضمونه وهيكله واحد مع تعدد المراتب والمنازل فيه، ومهما اختلف مذاق الحب بين العصور سيظل مزروعا في أرضية كل أدب قديم ومعاصر، ولا يغرنك أن المعاصرة
ولا يغرنك أن المعاصرة في الأدب قادرة على أن تنفي الحب وتلفظه كقيمة إنسانية؛ فالحب قيمة قديمة جديدة حار فيها الشعراء، ودار حولها الأدباء، وحاول غزوها الفلاسفة، ولذا فالأدب العربي في قديمه ومعاصره لم يتأخر عن التعاطي معه من خلال الشعر الذي تعامل مع كافة المدارس الأدبية من كلاسيكية ورومانسية والنيو كلاسيكية والنيو رومانسية، وقد كان للحب قيمته ورونقه وبعده عن الامتهان والابتذال والحط من قيمة المرأة من خلال الشعر المحافظ وشعراء المهجر الذين تمردوا على الدين واللغة العربية عند بعضهم، إلا أن الحب والمرأة والتعامل معها عاطفيا كان لم يزل بعيدا عن الإسفاف، ولكن مع خروج الفتاة لطلب العلم والمرأة للعمل جعل العلاقات بين الرجل والمرأة تتناقص تدريجيا حتى غزتنا الموجات الشعرية الجديدة والروايات التي وضعت نصب أعينها السينما، ومنها التي تأثرت بمفاهيم عن الحب التي قرأتها في روايات غربية ثم عملت على تمصيرها وتعريبها وألصقتها بالجسد والجنس العربي وكأنها منها، وهي منبتة الصلة عن واقعنا في التعامل مع الحب والمرأة ومن ثم باتت الفجوة بعيدة عن الأدب العربي المعاصر وبين الإنسان العربي المعاصر.

غير أن الظاهرة التي يمتاز بها أدبنا العربي والتي تمكننا من درسه وتتبع أطواره، هي أنه قديم جدًّا وحديث جدًّا قد اتصل قديمه بحديثه اتصالًا مستقيمًا لا انقطاع فيه ولا التواء، ففيه خصائص الآداب القديمة، وفيه خصائص الآداب الحديثة، وفيه ما يمكننا من استخلاص حديثه من قديمه، وما يغنينا عن كثير من الفروض، وذلك لأن أدبنا العربي كائن حي، أشبه شيء بالشجرة العظيمة التي ثبتت جذورها وامتدت في أعماق الأرض، والتي ارتفعت غصونها وانتشرت في أجواز السماء، والتي مضت عليها القرون والقرون وما زال ماء الحياة فيها غزيرًا يجري في أصلها الثابت في الأرض وفي فروعها الشاهقة في السماء، كما قال عميد الأدب العربي دكتور طه حسين. وهو ما يعني أن المعاصرة في الأدب العربي لا تعني بالضرورة انقطاع الصلة بقديمه، وما يعني أن الحب في الأدب العربي له مكانته كما أسلفنا القول.

ـ كيف تجد الحب في زمننا المعاصر وخاصة في ظل الثورات والمستجدات التي تحدث بوطننا العربي؟

لم تتضح رؤية الثورات العربية في الجانب الإنساني لأنها حتى الآن لم تفرز أدبا أو فلسفة أو مفاهيم غزت الشباب الثوري أو الشباب غير الثوري، والثورات المعاصرة انقسمت حولها الآراء بين معارض ومؤيد، ولذا فالحب في ظل الثورات صار امتدادا للنظرة العربية المستقرة في الوجدان العربي حتى ولو اختلف الحب في تقديره وتقديسه في نفوس أكثر الناس حيث صارت الماديات هي المسيطرة على أحوال الناس؛ فتأخرت مفاهيم التضحية في الحب في أغلب العلاقات العاطفية، إلا أنه مازال هناك من ينتحر من أجل فقد حبيبته بالزواج من غيره، ومازالت الأغنيات العاطفية هي الرائجة بين الناس، وزاد بين الشباب في العصر الثوري المعاصر الإقبال على نشر الروايات التي يكتبونها حتى ولو لم يكونوا قد بلغوا مبلغ النضج الأدبي، غير أنهم أقاموها على بعض العلاقات العاطفية التي مروا بها أو تأثروا بها من خلال قراءتهم أو نقلا عن أصدقائهم، وهو ما يعني أن الحب موجود في وطننا العربي بشكلٍ ما ولا نستطيع إنكاره ولو قَلْ.
هل تجد الحب المعاصر يتجه نحو الشهوات وهذا نتيجة العولمة أو بسبب تقليد الغرب؟

العولمة وحدت بين مفاهيم الحب عند الشرق والغرب، أو بمعنى أكثر دقة صارت قيمة الحب في عهد الحداثة وما بعد الحداثة تعاني من حالة السيولة التي رأى فيها “زيجمونت باومان” أن مرحلة الصلابة في العلاقات الإنسانية وأهمها الحب قد دخلت في العولمة الشاملة أو مرحلة السيولة التي ستفقد ذلك التواصل الناجح بين شخصين؛ فالعلاقات الافتراضية علاقات هشة تفتقد الصلابة ومتانة العلاقات الطويلة المدى، وهو ما يعني أن العلاقات الواقعية المتماسكة لا تسمح بالدخول فيها والخروج منها بنفس سهولة العلاقات الافتراضية، والرجل يعلن في صراحة أننا كبشر خرجنا من عصر الحب الرومانتيكي الذي انتهى وانتهت معه كافة الأمنيات الحالمة والساعية إلى الديمومة وأبدية العلاقة حتى الموت.

لقد تناولتُ مع سيادتك روعة هانم مشكلات تفسخ العلاقات الزواجية بسبب وسائل التواصل الاجتماعي في حوار سابق، وهناك أسئلة لم تزل تدور في رأسي: لماذا هدم “الحب الافتراضي” “الحب الواقعي” ليقدم بديلا عنه “واقعيا” أيضا وينتهي عند بدايات إقامة علاقة افتراضية جديدة؟! لماذا يبحث الإنسان بصفة عامة عن الحب في العالم الافتراضي؟ ما المفقود منه في حياته حتى يراه موجودا على الإنترنت؟ لماذا يثق الرجل أو المرأة في الشخص الافتراضي كل هذه الثقة؟ ربما كان هذا الجوع العاطفي أساسه الجشع العاطفي، وليس الحرمان منه بكثرة المعروض الذي يغري بالتكرار في اطمئنان!

لقد صارت العلاقات الواقعية هي الأخرى هشة في انتهائها بالطلاق الباكر؛ فتفسخت مبادئ الحفاظ على الأسرة بما فيها الزوج والأولاد أو الزوجة والأولاد، صار بناء العلاقات العاطفية سريعا فكان هشا، وسريعا في هدمه أيضا. أنه يعكس حالة من مقاربة كيفية وكمية في نتاج ممارسة الحب السريع بدافع الرغبة أو الاشتهاء الموقوت دون عقل، والمؤسف عودة العلاقات المهشمة سريعا ـ في الغالب ـ دون تفكير أو روية ولكن أيضا عن رغبة غير مفهومة وغير حقيقية في التواصل حتى صار الحب اليوم عادة أو هواية أو لعبة.

ـ ما مدى تأثير الروايات الرومانسية على المجتمع العربي، وهل قدمت قضايا عنه، أو سلطت الأضواء على العلاقات بين الرجل والمرأة؟

ـ مشكلة الاتجاه الرومانسي بصفة عامة في محاربته لما تعارف عليه الناس من التقاليد التي يهاجمها الرومانسيون بكل شراسة، ويتهمونها بأوصاف التخلف والرجعية لكونها تحول دون المرور بأفكارهم ورغباتهم نحو منطقتي التحقيق والإشباع، وهو ما يعني أن الرومانسية قدمت قضايا مجتمعية في حالة كونها ثورة قامت ضد البورجوازية وهو ما يعني أنه ـ أي الاتجاه الرومانسي ـ يحمل داخله النزعة الثورية التي تتوافق مع حماسة الشباب الثائر على التقاليد المجتمعية في كل جوانبها سواء السياسية أو العاطفية أو الدينية على السواء.
قد استطاعت الرومانسية كمذهب واتجاه أن ينسل إلى الرواية العربية بفضل تأثر الرواد الذين مارسوا كتابتها مبكرا، ومنهم الدكتور طه حسين في “دعاء الكروان” والدكتور محمد حسين هيكل في “زينب” على أنه يمكن النظر إلى الروائي يوسف السباعي الذي كان من أهم أعلام هذا المذهب لمدة تقارب الربع قرن لتميز أسلوبه بالسهولة في التصوير والسرد، وكان هناك إلى جانبه إحسان عبد القدوس، وأمين يوسف غراب، ويويسف جوهر، يضاف إليهم في غير الروايات الرومانسية الأديب العالمي نجيب محفوظ في اتجاهه الواقعي وقدموا من خلال أدبهم الذي غزا السينما علاقات متنوعة من تلك التي تدور بين الرجل والمرأة وفي أغلب الأحيان شكلت وجدان الذهنية العربية بل وشكلت الواقع الاجتماعي، وقد تم من خلالها عرض القضايا التي تتصل بالأسرة، ومنها: الطلاق، وتعدد الزوجات، والخيانات الزوجية من الطرفين وآثارها على حياة الأسرة، وساهمت في تغيير النظرة المجتمعية نحو زواج الفتاة بالزوج المطلق وغيرها من القضايا التي تتصل بمفهوم الحرية، ومفهوم الشرف غير أنها إلى جانب هذا أثرت بشكل سلبي في تزييف الواقع العربي وقضاياه حين استعارت قضايا أخرى لا تمس المجتمع ولم تنبع منه ومع ذلك ألصقتها به.

ـ دور السينما العالمية تعتمد في انتاجها على الأفلام الرومانسية لأكثر النصوص إقبالا من القراء، فهل قدمت السينما العربية الأفلام الرومانسية بنفس المنهج أم أخذت منحى مختلف؟

ـ نفس النهج تقوم به شركات السينما في كافة البلدان النامية اقتداءً بالسينما الأمريكية، وتطبيقا لأبجديات صناعة السينما الباحثة عن جني المال من خلال تقديم “وجبة” فنية ترضي أذواق أغلب المشاهدين من كافة الطبقات المجتمعية والفئات العمرية فاتجهت السينما العالمية نحو الاقتباس من الروايات الأكثر حظا في الشهرة والتوزيع، وكانت هناك الأفلام الرومانسية التي جاءت من وحي المجتمع العربي المحلي ومنها ما جاء عن طريق الاقتباس ومحاولة زرع جنين في غير بطن أمه وكذا محاولة تسويغه وتمريره على عقلية المشاهد العربي بدعوى حدوثه في جغرافية دولة عربية ما.

ويعلم المشاهد العربي أن أحداث الفيلم كلها مستقاة من قصة أو فيلم غربي حتى ولو لم يُشِر منتج الفيلم العربي إلى هذا، بل أن هناك مخرجين عرب تميزوا بنقل أحداث الأفلام بمشاهدها وكادراتها وديكوراتها وزوايا تصويرها كما هي ولكن بأبطال من السينما العربية، وهذا يحدث في الأفلام ذات الطابع الرومانسي وغيرها.

ولعل من الأفلام التي تركت أثرا في نفسية المشاهد العربي تلك الأفلام التي أحس فيها بأنها منتزعة من واقعه الرومانسي الحياتي المجتمعي والتي يمكن أن تحدث بالفعل، مثل: فيلم “نادية” ليوسف السباعي، و”اذكريني” لإحسان عبد القدوس، و”دعاء الكروان” و”الحب الضائع” للدكتور طه حسين، وفيلم “حسن ونعيمة” قصة عبد الرحمن الخميسي، وبعض الأفلام المقتبسة من السينما العالمية ولكن لكونها إنسانية فقد جاز أن تحدث في كل المجتمعات، ومنها فيلم “نهر الحب” المأخوذ عن “أنا كارنينا” للكاتب ليو تولستوي وغيرها من الأفلام التي نقلتها السينما العربية عن بعض الروايات الأمريكية والروسية والفرنسية.

ومع نهاية الحوار أجد من الضروري تقديم وافر التحية للدكتورة المتميزة رانيا الوردي وما أثرت به هذا الحوار من معلومات قيمة، ونظرة متعمقة، وآراء سديدة وبطبيعة الحال يمتد الشكر والتقدير لجنابك الكريم كاتبتنا القديرة الأستاذة روعة محسن الدندن، وللقراء الأعزاء.

ولكما كل التحية والتقدير ضيوفي الكرام ولجميع القراء
على أمل اللقاء مجددا بموضوعات جديدة
وحوارات جديدة ضمن سلسلة حوارات روعة