الحج .. عبادة العمر

القاهرة – من جمال الدين طاهر
كتاب الحج عبادة العمر للمهندس محمود عبد الوهاب عبد المنعم
العمرة :
وهي زيارة المسجد الحرام في مكة للقيام بمناسك خاصة، كالطواف، السعي والحلق.
والعمرة مشروعة بأصل الإسلام، أما حكمها فذهب العلماء إلى قولان؛ الأول يرى أنها واجب، وهو مذهب أحمد بن حنبل والشافعي، واستندوا في رأيهم على ما رواه أهل السنن عن أبي رزين العقيلي أنه أتى النبي محمد صلى الله عليه وسلم فقال: “إن أبي شيخ كبير لا يستطيع الحج ولا العمرة، فقال النبي: حج عن أبيك واعتمر”، وما ذكر في القرآن: {وَأَتِمُّواْ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ…}،
أما الرأي الثاني فيرى أنها سنة وهو مذهب مالك بن أنس وأبي حنيفة واستندوا في ذلك إلى ما رواه جابر بن عبد الله أن النبي محمد سئل عن العمرة: “أواجبة هي؟ قال: لا وأن تعتمر خير لك”.
فرضت العمرة في السنة التاسعة للهجرة،ويصح أداء العمرة طوال أيام السنة، بمعنى أنه لا وقت محدد لها باستثناء أيام الحج، والعمرة تختلف عن الحج؛ إذ أن الحج ركن من أركان الإسلام وواجب على كل مسلم قادر، كما أن له وقت محدد لأداء مناسكه وهذا عكس العمرة.
وتبدأ مناسك العمرة بأن يقوم المعتمر بالإحرام من المواقيت المحددة، ثم التوجه إلى مكة ودخول المسجد الحرام، يقوم المعتمر بعد ذلك بأداء الطواف ثم السعي بين الصفا والمروة، وتنتهي المناسك بالحلق أوالتقصير.
وإذا كان المعتمر في مكة ويريد أن يؤدي عمرة أخرى فيحرم من مسجد السيدة عائشة رضي الله عنها (التنعيم) ثم يعود إلى مكة لأداء للطواف والسعي.
فضل العمرة:
وردت عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم العديد من الأحاديث النبوية التي تتحدث عن فضل أداء مناسك العمرة :
1- عن الثواب الذي يجنيه المسلم جراء أداء هذا النسك،ومن أبرز هذه الأحاديث: ما رواه أبو هريرة عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم أنه قال: “العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة”.
2- ما ورد في سنن ابن ماجة عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم أنه قال: “الغازي في سبيل الله والحاج والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه وسألوه فأعطاهم”.
3- ما رواه عبد الله بن عمر عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم أنه قال: “من طاف بالبيت، لم يرفع قدما ولم يضع أخرى إلا كتب الله له حسنة، وحط عنه بها خطيئة ورفع له بها درجة”.
4- ما ورد في صحيح البخاري عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم أنه قال: “عمرة في رمضان تعدل حجة”.
5- ما ورد في سنن الترمذي عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم أنه قال: “تابعوا بين الحج والعمرة، فإن متابعة بينهما تنفي الذنوب بالمغفرة كما ينفي الكير خبث الحديد”.
6- ما روته عائشة بنت أبي بكر عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم أنه قال لها في عمرتها: “إن لك من الأجر على قدر نصبك ونفقتك”.
ولكن ما هى أنواع العمرة ؟
1- العمرة المفردة.
2- عمرة التمتع، وهي بمثابة الجزء من حجُ التَّمَتُّع.
في العمرة المفردة يخيّر الرجل بين حلق شعره وتقصيره, أما في عمرة التمتع فعليه أن يقصرّ ولا يجوز أن يحلق.
علماً بأن العمرة المفردة تقع في أي يوم من السنة.
وأما عمرة التمتع فيجب أن تكون في أشهر الحج (شوال, ذو القعدة, ذو الحجة) وتلحق بحج التمتع في نفس السنة.
إحرام عمرة التمتع يجب أن يقع في أحد المواقيت البعيدة ولا يصح في أدنى الحل .
أما إحرام العمرة المفردة فيمكن إيقاعه في أدنى الحل.
خطوات اداء العمرة :
الإحرام :
ويقصد بـ الإحرام أن يكون المسلم ناويا البدء بالعمرة وقاصدا الذهاب إلى بيت الله الحرام ، ويستحب للمسلم المعتمر أن ينطق بلفظة لبيك عمرة، وذلك للدخول في الإحرام ، ثم يلبس أو يحرم في إزار ورداء غير مخيط من جميع الجهات ، ويفضل أن يكون لونه أبيض، إيضا من السنة أن يغتسل المعتمر ويتطيب ويتنظف قبل نية الإحرام.
لا يوجد للإحرام ركعة تسمى ركعتي الإحرام فذلك ليس مما ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام، وإذا كان وقت إحرامه حضور أي صلاة من صلوات الفرض فإنه ينبغي أن يحرم بعد هذه الصلاة، فمن سنة نبينا عليه الصلاة والسلام بعد الإحرام قول المعتمر التلبية: (لبيك اللهم لبيك ، لبيك لا شريك لك لبيك ,إن الحمد والنعمة لك والملك لا شريك لك)،
وينبغي على الرجال أن يرفعوا أصواتهم ، أما النساء فيخفضن أصواتهن عند النطق بها،
أيضا من سنة نبينا الكريم أنه يجوز للمسلم أن يخلع ملابسه عند الطواف ، ويجوز له تغييرها وتبديلها إذا اتسخت.
لا يجوز للمرأة أن تلبس النقاب والقفاز على يديها وذلك أنهما مفصلان على العضو ، وهذا من سنة نبينا الكريم حيث قال عليه الصلاة والسلام : ” لا تنتقب المحرمة ولا تلبس القفاز” ، يجوز لها أن تستر يديها و وجهها بغير النقاب والقفاز ، وذلك حماية لها.
الطواف:
بعد الإحرام ينبغي للمعتمر أن يطوف الكعبة سبعة أشواط ، كل شوط يبدأ به من أمام الحجر الأسود ، وينتهي عنده ، وتكون الكعبة على يسار المعتمر .. ومن سنة نبينا أن يسارع المعتمر في الأشواط الأولى ، ويجوز للمعتمر أن يجعل ردائه تحت كتفه الأيمن وطرفه على كتفه الأيسر ، كذلك يجوز لمس الحجر الأسود ، فإن لم يستطع أشار له من بعيد .
من السنة أن يقول المعتمر وهو بين الركن اليماني والحجر الأسود : ( ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ).
ويجوز للمعتمر أن يقرأ القرآن، وبعض الأحاديث أو الأدعية النبوية.
إذا كانت صلاة الفرض قد أقيمت ينبغي أن يصليها ، ثم يكمل الطواف.
الصلاة عند المقام:
من السنة أن يقرأ المعتمر عند المقام بعض الآيات القرآنية مثل:” واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى” ، كذلك من السنة أن يصلي المعتمر ركعتين عند المقام وهذا بعد طوافه ، في الركعة الأولى يقرأ ” قل يا أيها الكافرون”، في الركعة الثانية يقرأ” قل هو الله أحد”. كذلك من السنة شرب ماء زمزم ، ثم يتوجه إلى الحجر الأسود أن استطاع.، بعد ذلك يتوجه إلى الصفا.
السعي:
وهو سبعة أشواط بين الصفا والمروة يبدأ من الصفا وينتهي بالمروة وفي ذلك وردت الكثير من الأمور المستحبة من تلاوة الآيات القرآنية والأدعية .
الحلق أو التقصير:
وهو من واجبات العمرة ، فالرجل يحلق رأسه كاملا ولا يقصره ، أما المرأة فهي تقصر من شعرها ولا تحلق شعرها . بعد الحلق يتحلل المعتمر من إحرامه ، وتنتهي العمرة.