الخطة الأمريكية لاحتلال مصر!

      من الوهلة الأولي لقراءة الأحداث الجارية في مصر من استمرار للعنف بل وتصاعد وتيرته ، مع توقف شبه تام للعملية الاستثمارية والإنتاجية ، وتآكل الاحتياطي النقدي لدي البنك المركزي المصري ووصوله حد الخطر وعدم وضوح الرؤية لدي الحكومة لإيقاف هذا النزيف ! يشعر المواطن المصري بحسه الوطني ودروسه المستخلصة من التاريخ عامة وتاريخ الاحتلال الأجنبي لمصر خاصة أن هناك خطة مبيتة لاحتلال مصر مجهزة ومعدة سلفا للتنفيذ منذ سقوط النظام السابق ورحيل مبارك عن السلطة منذ عامين تقريبا!.
ولكن السؤال : لماذ تفكر امريكا الآن في احتلال مصر ولم تفكر في ذلك في عصر مبارك ؟
    ولكن علينا أن نسأل أنفسنا :
ولماذا تفكر امريكا في احتلال مصر أيام مبارك ونظامه ؟! 
     لقد كان مبارك أكثر المؤيدين والتابعين المخلصين للولايات المتحدة الامريكية وسياساتها في الشرق الأوسط  ! لقد كان ينفذ لها كل ما تطلب هي وابنتها المدللة اسرائيل! بل كان يتفاني في تقديم الخدمات المجانية لهما علي حساب الإرادة المصرية والكرامة المصرية ، وعلي حساب الشعوب العربية عامة والشعب الفلسطيني خاصة ! بل كان يساعد اسرائيل في تنفيذ مخططها في القضاء علي حماس والمقاومة الاسلامية في غزة بكل الوسائل بدءا من الصمت عن جرائم اسرائيل ضد الانسانية وانتهاءا بحصار غزة ومنع استقبال أي مصاب أو تقديم أي دعم غذائي وقت عمليات اسرائيل المتكررة علي غزة انتهاءا بعناقيد الغضب !.
    فإذا كان مبارك ونظامه يفعل ذلك طواعية وبتفاني فلماذا تكبد امريكا نفسها عناء احتلال مصر عسكريا أو الاحتفاظ بقواعد عسكرية امريكية علي الأرض المصرية ؟! فالنظام السابق كان يفعل أكثر مما تريد!.
    وازدادت رغبة مبارك ونظامه في تقديم المزيد من التنازلات السياسية بعد التخطيط لتوريث ابنه الأصغر الحكم في مصر فاستغلت الولايات المتحدة الموقف لتساعد اسرائيل أقصي مساعدة !.
    أما وقد قامت الثورة فقد بدأ الموقف الامريكي يتغير تجاه مصر بدءا من التلويح بوقف المعونة الامريكية السنوية ! والتي لا تعني سوي تشغيل مصانع امريكا وتوريد منتجاتها لمصر خصما من قيمة المعونة الامريكية! حتي أن قيمة المعونة الامريكية تقل كثيرا عن قيمة أطعمة الكلاب المستوردة من أوروبا والخارج لكلاب أغنياء مصر وكبار رجال الأعمال! رغم أن المعونة الامريكية جزء من اتفاقية السلام المبرمة مع اسرائيل وليست منحة وهبة مجانية من امريكا لمصر!.
    مع مرور أيام الثورة وبدء الانتخابات البرلمانية وصعود التيار الاسلامي الذي اختتم بوصول رئيس ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين إلي سدة الحكم في مصر ومع أول اعتداء اسرائيلي علي غزة كشرت مصر الثورة ورئيسها الاسلامي عن أنيابها لهذا العدوان مما كان له الأثر الكبير في إيقاف هذا العدوان وعقد اتفاق هدنة أو تهدئة – أيا كان الاسم- ولأول مرة تسعي اسرائيل لوقف الحرب والعدوان!.
   كانت هذه التجربة ماهي إلا اختبار مصر الثورة ذات التوجه الاسلامي !.
    أيقنت امريكا واسرائيل أن الخريطة ستتغير حتما حال استمرار الاسلاميين في السلطة والبرلمان ! فكان لابد من تنفيذ الخطة الجاهزة لدي الولايات المتحدة واسرائيل لاحتلال مصر في المستقبل القريب!.
     تلعب السفيرة الامريكية في مصر دورا بارزا في هذه الخطة ! فهي تعمل علي التواصل مع المعارضة المصرية بصفة دائمة بحجة أنها تريد تقريب وجهات النظر ! ولكن الحقيقة علي الأرض أنها تؤيد المعارضة والعنف الموجود في الشارع بدعوي أنها تشجع التجربة الديموقراطية في مصر فيزيد هذا التشجيع من تمادي المعارضة في طلباتها وضغطها علي الرئيس والحكومة وتأجيج الغضب في الشارع المصري وتأصيل العنف بل وإعطائه الغطاء السياسي المبرر له!.
    وعلي الجهة الأخري تضغط الحكومة الامريكية علي مصر فتصدر قرارا بمنع سفر الامريكيين إلي مصر بحجة عدم الاستقرار وازدياد وتيرة العنف في الشارع المصري مما يشكل خطرا كبيرا علي حياة السياح الامريكيين!.
     وامريكا تدرك أنها عندما تصدر تحذيرا لرعاياها بعدم السفر إلي مصر فلن يقتصر الأمر علي رعاياها بل سيمتد حتما إلي رعايا الدول التي تسير في ركابها من دول الاتحاد الأوروبي ودول الخليج العربي مما يؤثر سلبا علي الاحتياطي النقدي المصري ليزيد الأزمة الاقتصادية المصرية ويدعم من تدهور الافتصاد المصري سريعا !.
    في الوقت الذي تعجز فيه الحكومة المصرية عن تلبية أبسط مطالب الحياة اليومية وزيادة الضغط النفسي لتآكل الاحتياطي  النقدي وتوقف حركة السياحة الأجنبية واستمرار العنف وتوقف عجلة الإنتاج مما يزيد من إلحاح مصر علي البنك الدولي للموافقة علي القرض المقترح بقيمة 4.8 مليار دولار!.
    ستعمل امريكا علي تنفيذ خطتها السرية والمسبقة لاحتلال مصر بالضغط علي البنك الدولي لتأخير أو تعطيل منح مصر القرض المطلوب حتي يتآكل الاحتياطي النقدي تماما فتضطر مصر لقبول جميع شروط البنك الدولي من ناحية ! ثم تدخل الولايات المتحدة الامريكية بخطتها لاحتلال مصر بناءا علي طلب مصر نفسها !.
   وهذه هي الخطة التي تسير فيها مصر بفضل عجز الحكومة ورغبة المعارضة في إقصاء التيار الاسلامي ولو باحتلال امريكا لمصر!.
    عندما يتآكل الاحتياطي النقدي تماما وهذا الأمر لن يستغرق أكثر من شهرين من الآن كما تسير الخطة الامريكية ! وقتها ستملي امريكا شروطها كاملة علي مصر حتي يتم إعطاء مصر المزيد من القروض الدولارية  وسيكون من ضمن هذه الشروط السرية – التي ربما تكون المعارضة المصرية علي علم مسبق بها من السفيرة الامريكية بالقاهرة أو بقراءة الأحداث !-  ستكون القواعد الامريكية في مصر أول تلك الشروط ليتحرك الأسطول السادس الامريكي من البحر المتوسط إلي الشواطيء المصرية علي البحرين الأبيض والأحمر ليتخذ قواعدا عسكرية دائمة لن يقل عمرها عن 99 سنة! وسيكون لهم بالتأكيد قاعدة عسكرية أو أكثر في سيناء لتأمين اسرائيل بشكل أكبر وأقوي ضد أي هجوم إيراني محتمل!.
   * النتيجة النهائية لهذه الخطة الامريكية وجود ما لايقل عن خمس قواعد امريكية كبيرة علي الأراضي المصرية لتخفيض الإنفاق علي الاسطول السادس المرابط بالبحر الأبيض مع ما للقواعد العسكرية الأرضية من امكانيات عالية بتكاليف أقل!.
     وبوجود هذه القواعد يكون القرار المصري تحت رحمة وسيادة القرار الامريكي وهذا هو الاحتلال المقصود وليس احتلالا عسكريا مثل احتلال القوات الامريكية للعراق أو افغانستان او الصومال!.
    فالولايات المتحدة الامريكية أذكي أن تقع في هذا الفخ باحتلال مصر كلها بل يكفيها خمس قواعد عسكرية لتتحكم في القرار والإرادة المصرية وهل يعني الاحتلال العسكري أكثر من ذلك ؟! خاصة مع خفض التكاليف عن الاحتلال الكامل للأراضي المصرية التي لن يكون لها معني بل سيكلفهم الكثير من الخسائر البشرية والمعنوية في المحافل الدولية التي يسيطرون عليها من الأساس!.
   * إن هذه الخطة تذكرنا بخطة بريطانيا العظمي وفرنسا إبان حكم الخديوي اسماعيل وما ترتب عليها في النهاية من السيطرة الكاملة علي قناة السويس ونزول القوات البريطانية لتأمين المجري الملاحي وتوجيه القرار المصري تبعا للإرادة البريطانية  التي آل إليها الأمر في النهاية إلي احتلال مصر عسكريا بالكامل ! ولكن امريكا لن تفعل ذلك حتي لا تشجع روح المقاومة الاسلامية لدي المصريين فتتكبد المزيد من الخسائر في الأرواح والمعدات!.
 * إن هذه الخطة تذكرنا بحكاية بناء السد العالي ،عندما  رفض البنك الدولي تمويل عملية إقامة السد العالي ورفض العالم الغربي كله فلجأ عبد الناصر إلي تأميم القناة في خطوة دعائية أكثر منها اقتصادية ! ثم لجأ إلي الاتحاد السوفييتي في نهاية المطاف لتنفيذ عملية إقامة السد العالي ففرض الاتحاد السوفييتي شروطه التي بدأت بإلغاء الأزهر والتعليم الديني بالأزهر ففاوضهم جمال عبدالناصر – الذي يتشدقون بزعامته!- حتي أرضاهم بخطوتين خطيرتين:
 –  أولهما شغل منصب  شيخ الأزهر بالتعيين وليس بالانتخاب ! فرفض المشايخ فقام بتعيين شيخ تونسي للأزهر حتي رضخ العلماء وقبلوا منصب شيخ الأزهر بالتعيين!
– ثم كانت الخطوة الثانية الأكثر خطورة وهي عدم اقتصار التعليم بالأزهر علي العلوم الدينية بل تم إدخال جميع العلوم الأخري حتي يتم تفريغ الأزهر من مضمونه الحقيقي وهو نشر العلوم الدينية الاسلامية واللغة العربية والدعوة!  وقد كانت هذه الخطوة أولي الخطوات العملية لتقييد الأزهر عمليا وعلميا !.
    * اليوم وبعد الثورة عاد منصب شيخ الأزهر والمفتي بالانتخاب كما كان قبل الرضوخ لشروط الاتحاد السوفييتي للمساهمة في بناء السد العالي ! ولا ندري متي سيعود الأزهر جامعة للعلوم الدينية الإسلامية واللغة العربية والدعوة دون العلوم الأخري ؟!
    قد يكون من الصعب تنفيذ ذلك علي أرض الواقع حاليا ولكنه ليس بمستحيل في المستقبل!.
 * إن هذه الدروس من فرض الخارج شروطه عند انهيار اقتصادنا المصري وتراكم الديون أكبر دليل علي وجود خطة امريكية سرية لاحتلال مصر قريبا وذلك بفضل الغباء السياسي لدي السلطة والمعارضة !.
   **  فإذا قدر الله ونفذت امريكا خطتها السرية باحتلال مصر فيجب علينا أن نعمل علي تقديم النخبة الحالية وجميع قادة الفصائل السياسية من سلطة ومعارضة وقوي شبابية ونسائية وإعلامية للمحاكمة الشعبية وإصدار حكم واحد عليهم جميعا بلا استثناء وهو الإعدام شنقا في ميدان التحرير!.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *