الداعية أنس الفقي: ألا يحق لأمتنا الإعتصام بحبل الله؟

كتب: عبد الرحمن هاشم

أكد الداعية الدكتور أنس عطية الفقي المشرف العام على متطلبات جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا أن المسلم لا يزال في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حرماً. وقال في الخطبة التي ألقاها أمس من فوق منبر مسجد طارق بن زياد بمدينة السادس من أكتوبر إن شريعة الإسلام تحذر أتباعها كل الحذر وتحظر عليهم سفك الدماء التي حرمها الله.

قال الله تعالى في سورة المائدة: “من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيراً منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون“.

وقال تعالى في سورة الإسراء: “ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ومن قتل مظلوماً فقد جعلنا لوليه سلطاناً فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا“.

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “لا يزال الرجل في فسحة من دينه ما لم يصب دماً حراماً”.

وأرسل عدي بن أرطأة أحد عمال عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يستأذنه في استجواب قوم ولاهم على الخراج (أموال المسلمين العامة) فسرقوا منه لكن لا دليل معه كي يأخذهم به، فاستأذن عمر قائلاً: إذا أذنت لي سأمسهم بشيء من العذاب حتى أخرج ما أخذوه، فكان رد أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز: “أما بعد، فالعجب كل العجب من استئذانك إياي في عذاب بشر كأني لك جنة من عذاب الله، وكأن رضاي عنك ينجيك من سخط الله، فانظر من قامت عليه بينة عدول فخذه بما قامت عليه البينة، ومن أقر لك بشيء فخذه بما أقر به، ومن أنكر فاستحلفه بالله العظيم، فإن حلف فدعه واتركه لله، فوالله لأن يلقوا الله بخياناتهم خير لي من أن ألقى الله بدمائهم”.

فعلى المسلم أن يجلس مع نفسه يلومها ويراجعها.. هل أنا مؤمن حقاً بأن الله المالك لكل شيء.. العالم بكل شيء.. المحيط بجميع الأكوان والخلائق.. له الأمر وله الحكم؟ وإذا أمر فيجب أن يطاع أمره، وإذا نهي فيجب الامتثال لنهيه.. لو فهم المسلم ذلك لوصل إلى درجة “رضيت بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولا”، ثم انشغل بنفسه عن غيره. لو انشغل الإنسان بنفسه يراقبها ويكاشفها لوجد القصور تلو القصور ولوجد الهوة تتسع بينه وبين أداء حق الله عليه؛ ذلك أن حق الله على العباد بحسب قول رسوله صلى الله عليه وسلم: “أن يطاع فلا يعصى، وأن يذكر فلا ينسى وأن يشكر فلا يكفر”.. قال تعالى في سورة آل عمران: ” يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون”. هذا القصور وهذا التقصير لا ينبغي أن يؤدي بالمسلم إلى التكاسل بل المفترض أن يؤدي به إلى التوبة والأوبة والإنابة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كل ابن آدم خطاء وخير الخطائين التوابون”.

وقال د. أنس الفقي: أمتنا أمة مباركة بدينها العظيم وبرسولها الكريم وبكتابها المحفوظ إلى يوم الدين. قضى الله وقدر أن لا يكون على ظهر الأرض كتاب متحدث عن رب العالمين إلا القرآن الكريم ومن إعجازه أنه الكتاب السماوي الوحيد الذي لا يوجد عليه اسم مؤلف.. سمعنا عن صحف إبراهيم وموسى وقرأنا عن مزامير داود وأناجيل يوحنا وبطرس، لكن كلام الله المنزل على محمد صلى الله عليه وسلم عن طريق الوحي جبريل عليه السلام والمتعبد بتلاوته والمتحدى بأقصر سورة منه والمنقول إلينا بالتواتر، والموجود بين دفتي المصحف، لا يوجد له اسم سوى “القرآن الكريم”. كما أن الناس قد اختلفوا في مقام كل رسول إلا رسولنا صلى الله عليه وسلم فمقامه معروف وواضح وقبره الشريف يزار إلى يوم الدين. ولا توجد تشريعات نظمت حياة البشر بحسب فطرة البشر التي فطرهم الله عليها وكأحسن ما يكون إلا في القرآن الكريم. بعد كل ذلك وغير ذلك، ألا يحق لأتباع هذا الدين وهذه الشريعة أن يعتصموا بحبل الله جميعاً وأن لا يتفرقوا.. ألا يحق لهم أن يتحابوا كما أمرهم الله وأن يتآخوا كما أوصاهم، وأن يكونوا خير أمة أخرجت للناس.. أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. ألا هل بلغت.. اللهم فاشهد.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *