الدراما التلفزيونية.. متى ينبغي التحرر من أسرها؟

بقلم/ م. إيناس رمضان إبراهيم

تعد الدراما التلفزيونية إحدى القوى المستترة الناعمة شديدة الخطورة التي تتسلل في انسيابية مستهدفة عقول المشاهدين بل والمؤثرة على سلوكيات أفراد المجتمع بمختلف الأعمار والطبقات لما تروج له من قضايا مجتمعية متعددة تشغل ذهن المتلقي في سياق فني جذاب ولكنه من واقع الحياة..

ولكن كيف يتم تناول تلك القضايا؟
وهنا ندق ناقوس الخطر، حيث قد تنعكس بالسلب إذا لم يتم معالجتها دراميا بالصورة المثلى التي تسهم في تحقيق المغزى الأساسي الذي من المفترض أن يكون إعلاء قيمة معينة أو إيجاد حلول لبعض المشكلات المطروحة التي تشغل الرأي العام من خلال صناع الدراما وأحيانا لعرض أحد الموضوعات المهمة الشائكة مع كيفية وطريقة التعامل معها وتقديم نصائح غير مباشرة للمشاهد تساعده في التمسك بالمبادئ والمشاركة كعضو فعال في إصلاح المجتمع.

هنا يقع على عاتق صناع الدراما مسؤولية كبرى من بداية الفكرة الدرامية وانتقاء النص والانتباه إلى الكلمات مرورا بلغة الجسد في الأداء واختيار الأبطال لما لهم من تأثير قوى يدفع الأطفال إلى تقليدهم خاصة إذا كان البطل محبوبا، ولا يقع الضرر على الأطفال فقط وإنما قد يصاب البالغون من نساء ورجال بالاضطراب في العلاقات وأحيانا التشوه النفسي عند عقد مقارنة بما يعرض على الشاشات.

كما لا يمكن أن نغفل دور الرقابة وأهميتها في متابعة الأعمال الفنية ليس لتحديد ما هو صالح للعرض من عدمه ولكن لحماية المجتمع من الفساد والانحدار وراء أفكار مسمومة.

وإذا كان صناع العمل ليس لهم هدف سوى السعي وراء جمع المادة وإن كان على حساب الفكرة والقيمة فإننا نناشدك أيها المشاهد ألا تسمح لعواطفك أن تكون أسيرة بل لا بد أن تتحرر من عبودية الدراما الزائفة وأيضا تحطيم القضبان الواهية