الدواء المصري ..الحصان الرابح

بقلم داليا جمال

رغم ان كل ما نتذكره من جائحة كورونا ، يسبب لنا غصة في الحلق ، كل منا فقد بسببها أحباء ، أو فارق صديقا مخلصا ، او تجرع حزنا علي جار أو زميل لم يتمكن من مواجهة ذلك الفيروس الغامض الذي قضي علي ملايين الأفراد حول العالم ، وتسبب في خسائر اقتصاديه جسيمه لكل الدول ، وشل حركة التجاره العالميه .
ببساطه …أزمة كورونا أكدت للجميع ، أن أضعف الدول هي تلك التي تعتمد علي استيراد غذاؤها و دواءها من الخارج ، جاءت كورونا لتوجه صفعه علي وجه الجميع ، البعض أربكته المفاجأة وشلت حركته فضاعت منه بوصلة الطريق ، والبعض أفاقته الصفعه من غيبوبة مؤقته ، فسارع لتصحيح مساره ، وأدرك الدروس المستفاده من كابوس كورونا .
ولعل أهم درس قدمته كورونا للجميع أن الدول لابد ان تعتمد علي نفسها في تحقيق امنها الغذائي ، لأن من لا يزرع طعامه لا يملك قراره ، ناهيك عن ان الاعتماد علي الاخرين يمنحهم حق المنع والمنح والتحكم في مصيرك،
أما الدرس الأقوي فهو أن تمتلك دواءك.
خاصة ان هناك أوقات حرجه يكون الدواء فيها اهم من الغذاء لبقاء البشر وانقاذ حياتهم .
ولنا ان نتخيل ماذا لو ان مصر لم يكن فيها صناعات دوائيه وطنيه قويه ، ساهمت في تجاوز أزمة كورونا بأقل الخسائر ، ووفرت للمصريين بروتوكولات علاج المرض ، ولولا ماقدمته صروح صناعة الدواء الوطنيه لواجهت مصر أزمه حقيقيه في الأدويه والأمصال والتطعيمات خلال فتره حرجه لم يكن متاحا فيها استيراد أدويه او تطعيمات من الخارج .
صحيح. أن جائحة كورونا كانت قاسية علينا ، لكنها بين السطور أرسلت رساله مفادها ، أن صناعة الدواء في مصر جوهرة كامنه ، وحصان رابح لابد من استغلاله .