قال النبي  صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. لعن الله الراشي والمرتشي والرائش الذي يمشي بينهما
الراشي : هو دافع الرشوة ومعطيها
المرتشي : هو الذي ياخذالرشوة ويقبلها
الرائش : هو الذي يمشي بينهذا وهذا يستزيد وينقص  .

أن كانت هذه الكلمة سهلة في النطق خفيفة على اللسان يقدراللافظ يلوكهاو ويكررها بدون تعب ولا كلفة . فهي على الوجد لغات طاهرة تقع كشواظ من نار .. وعلى الضمير النقي تنزل نزول الحوامض المخنقة ؟

سأتناول حالة مؤلمة من حالات يعاني منها شعبنا لاستشرائه في جميع مؤسساتنا مبتدأً القول :

شلت يدك يامن بسطتها لتناول نزر من عرض الدنيا للتلاعب بمايجب أن يقدس من الحقوق .. فالمال يفنى وينفذ ، وتنتهي الزخارف بانواعها والصحيفةالسوداء لايبيضها شيء ولاينسخ ماسطر بها من المعرات تعاقب الليل والنهار .. ولعذاب الاخرة اكبر لوكانوا يعلمون .

يعتدي القوى على الضعيف فيلتجىء هذا الى الحكام كي ينصفوه .. يجنح اليهم والامل يملا قلبه والظواهر تحدثه بالانتصار وتحقق له القبض على زمام حقه ..  ولكن اذا قذفه سوء الطالع الى حاكم يرضى عن نفسه ويسعفها على الدنس وبالاحرى لايحسب للاخرة حسابا فانه يعودبصفقة المغبون يعض على يديه .

ويلعن الحال الذي يشاهده اليوم من خلال وسائط السوء التي تصل لليد الاثيمة والضمير النجس والوضع القاسى فتقع حول الحق موقع الحامض الفحمى تعدم هوائه النقي فتزهق روحه قبل ارتداد الطرف فيحل الباطل محله ويسير القضاء على عكس الواجب المفروض ..

الضمير الذي يعاتب ربه ويبكي صاحبه ويصده عن سبل الدنس والعار هو الذي يكون صاحبه قد شب على مبادي الشرف وقواعد المروءة والاحتفاظ بنقاوةالعرض .

اما الذي لا يلومه وجدانه .. ولايسمع لضميره صوتا يحذره من الوقوع في مهاوى الدناءة فذلك ولاريب ممن تربوا على مبادى اللؤم والخسةوالمهانة وعادات السوء .

فيامن يدفعك الشره الى تناولها .انك ولاشك حريص على كافةانواع الاحتياط حتى لاتصل اليك العيون والارصاد ولكن الاتذكر أن الله يري ولايخفى عليه شي في الارض ولا في السماء .. افلا تخشى يوم لاينجدنك مال ولا وظيفة ولاتنفعك شفاعة الشافعين ..

ايها المرتشي .. أن ذلك الضعيف الذي ضحى اليوم بحقه مجبرافي سبيل غاية بنفسك الخبيثة سوف ياخذ يوم الدين بأطواقك ويتضرع الى صاحب الحق طالباانصافه منك والعباد احباء الله وهو غيور على ابنائه .

فتب الى بارئك يامن لاتخاف النفس في ضلالها ولاتمنع الكفمن التلوث بأدران هاتيك اللعينة وألا فويل لك من عذب الخزي  يوم تجتمع الخصوم ..

“معاذ الله” أن تذهب دموع الضعيف هدرا .. وتتموج زفرات صدره عبثا .. بدون أن ينال الهضم عقاب بالدنيا والاخرة ..

“معاذ الله” أن يزهق الحق تحت السماء بدون ردع وفي الوجود رب عادل يجازى المقترف طبق عمله وحسب اقترافه وما ربك مظلام للعبيدمثقال ذرة من مال الاثم اذ هو امتزج بدم امريء صار عيشه حراما .. ونسله حراما .. وكلعمله حراما .

ومن المؤكدات ان المرتشي تحيط به عوامل الجبن فيرى خياله رقيبا عليه ويستحوذ الوهم على عقله فيظن الهواء ينم بارتكابه ويوشى بفعله لمخلوق مثله ترتعد منه فرائصه من دون الله والله احق أن يخشاء أن هو وقع من مأزق رفع الستارعن سيئاته ونبذ من منصبه مذموما مدحورا لحقه الشنار الذي لا ناسخ له ولامزيل وقضى بقية حياته في نكد وشقاء ونصب وعناء وعوز واستعطاء ذلك في الدنيا وفي الاخرة مطعمه شجرة الزقوم المعدة لكل اثيم .

هذه ذكرى لمن القى السمع والله ولي التوفيق 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *