الرمال المتحركة

روعة محسن الدندن/ سوريا
منذ زمن بعيد توقفت عن رؤية وجهي في المرآة ولم تكن لي هواية للوقوف أمامها ولذلك بقيت الصور الذكرى الوحيدة لأكتشف ملامحي ولم تقنعني يوما كل الكلمات التي كانت تقال وكثيرا ما اعتبرتها نوعا من الجنون أو مبالغا بها.
ولم أعلم أن تلك الكلمات سأحتاجها يوما لأن هناك نوعا من البشر سيجبروك على الوقوف طويلا لتتأكد من ملامحك التي بدأت تشيخ باكرا وأن لهم وجوه مختلفة
لا يدركون ما يحطموه فيك ولا يهتمون لأوجاعك ولا يقيمون أي وزن لمشاعرك وأحاسيسك وتعاملك ومسامحتك التي بدأت بالتنازلات لأنك تتنازل عن نفسك وحقوقك وعن قيمتك وعن كل شيء لتبقى ممسكا بهم لتجد أنك كنت أنت المجرم الحقيقي بحق نفسك
رغم أن العلاج المؤقت لا ينقذك ومع ذلك تستمر
كلما تخلصت من تلك المسكنات أرغمت على العودة إليها للهروب ربما وربما ليس سواها يبقيني على قيد السكينة ولو فقدت الحياة بسببها ،هي مجرد سكينة لا أكثر
لم أنجح بالتخلص من الدائرة المغلقة ولكن ابتعدت عن مركزها ومع ذلك تكون الجاذبية اقوى من الأرض المتحركة
وكأنني هربت لرمال متحركة لا أمان لها
روعة محسن الدندن