الكاتب السوري الياس جرجوس: العالم يغص بالحروب حروب المصالح و العولمة وكأنه على صفيح ساخن

لبلاد الشام أعلن الولاء، فهي لصافيتا المحتضن، للقلم دائما أعزّ الأصدقاء فهو على إحساسه المؤتمن، حرفه دوما في ارتقاء فالصدق لكتاباته هو الوطن، فما أصاب كلمته الإعياء و لا مسّها أي وهن، بحث في مواقف العظماء و أجاد اختيار الزمن، فأطلعنا معه على ما بناه الفلاسفة و الحكماء و ما تركوه من ثقافة و فن.
نثر العبارات ليصنّف في خانة الشعراء و حاك للمعاني كساء رفعه لمرتبة البلغاء هو الشاعر و الكاتب و الصحفي السوري الياس جرجوس.
أهلا بك سيدي
شكرا على هذه المقدمة الجميلة – أهلا و سهلا بك
“أنا مواطن عادي أحب صافيتا”، في عبارة ، ماذا تمثّل صافيتا بالنسبة للإنسان “الياس جرجوس” و ماذا أضافت للشاعر و الكاتب و الصحفي “الياس جرجوس؟
كثيرة هي المدن التي تسكن بها لكنها ليست بكثيرة تلك التي تسكن فيك … صافيتا أو صافي إيتا أي بالسريانية النسيم العليل .. تسكن جوارحي لا ينازعها إلى ذلك سوى دمشق… عاصمتي السرمدية و عشقي الأزلي. صافيتا و برجها العالي الشامخ شموخ الألف في اللغة علمتني كثيرا و أعطتني كثيرا ولا تسعني حروف الأبجدية لأصف فضلها علي، هي مدينتي التي كنت و مازلت اعتبرها مركز الأرض.
شام أنت التي لا تكذبين أنت صدق الياسمين، حبيبتي هل تسمعين ؟ لا تبلغي العشرين”، بماذا تتصف ملامح هذا النداء؟”
كما قلت تلك الشام عشقي السرمدي، و كم جميل أن تبقى الحبيبة شابة، نضرة و نحن نكبر حتى نعود لترابها كما خلقنا، حلقة الحياة التي لا يقف عندها أي إنسان.
“و كي لا يموت البرتقال في دمي مرتين أعلنت من على هذا المنبر عنواناً يحتمل الكثير من التأويلات و الجدل، (بوهيميا) ، كيف تعرّفنا على “بوهيميا” و لماذا هي مثار جدل؟
“بوهيميا” صرح ثقافي حورب كثيرا و أوقف لسنتين بعد عام كامل من التألق كلّلها قسم الدراسات و الأبحاث بمقابلات حصرية مع المؤرخ اللبناني الشهير د “كمال صليبي” رحمه الله … اليوم في بوهيميا لم نختلف عما كنا عليه سابقا لا بالعكس زدنا إصرارا على نشر المعرفة في عالم عربي انتشر فيه فكر التكفير و الإلغاء و سعدنا في تلك الرسالة كوكبة من المبدعين من كل أنحاء الوطني العربي من المحيط غربا إلى العراق شرقا. في “بوهيميا” لا نجادل، نناقش بكل حرية و ليس هناك خطوط حمر تحدّنا أو توقفنا هنا أو هناك، و سبق و أعلنت مرة و أعيدها اليوم على جمهورك العزيز و الذي افتخر أن تصل إليه رسالتي أن أبواب “بوهيميا” مفتوحة للجميع و نحن جاهزين لنشر أي توجه اعتبرها منبرا للرأي الحر و النقاش البناء محيدا ايها أنا و أسرة التحرير عن سياسات التشهير و السباب و التخوين في عالم عربي تعمّه الفوضى و تسوده سياسات الإلغاء.
للشاعر و الكاتب و الصحفي “الياس جرجوس” نظرة تجاه المجتمعات العربية، ما هي خاصيات هذه النظرة و هل يمكن نعتها بأنها صواعق غضب نتاج القيود و علاقات الخضوع أم هي هزء صريح بواقع يرفض الانتقال في أطوار مختلفة و حالات متجدّدة و أبى إلا أن تحتلّ رتابته مكان الصدارة؟
عالمنا العربي فوت ثلاث فرص لتحقيق العولمة الحقيقية، هي المعتزلة و ابن رشد و انطون سعادة. الفرصة الذهبية التي و فرها عصر النفط للعرب فاتهم استغلالها كما يجب، مال النفط لم يستثمر فيما يصلح حال العرب و يساعدهم على تغيير ما بأنفسهم، معظمه ذهب هباءً، و الذي تبقى منه استثمر سياسياً و في ما هو غير ذلك من المجالات في مشاريع فساد و إفساد لم تستثنى أي قطر من أقطارنا، و ما أخشاه هو أنه عندما ننتهي من عصر النفط ستكون أحوالنا -على الصعيد الإنساني العام – أسوأ بكثير مما كانت عليه عند بداية هذا العصر، عندما كانت لدينا بعد تقاليد إنسانية جميلة نحافظ عليها، و الحق في ذلك ليس على أحد غيرنا لأننا جميعاً بشكل أو بآخر قبضنا و سكتنا أو هُوّل علينا فسكتنا، لكن لا شيء يمنع أن نستفيق على وضعنا السيئ و أن نعمل على تغيير ما بأنفسنا بعد أن يزول عنا أثر مال النفط لكي تصلح أحوالنا، و عسى أن تأتينا بعد ذلك فرص ذهبية مستقبلية من نوع أو آخر نتمكن من استغلالها لخيرنا، و أيضاً لخير البشرية لأننا من الآن فصاعداً لن نتمكن من الاستمرار في العيش منفصلين عن سائر البشرية و إن تقنا أحياناً إلى ذلك لأن الأرض أصبحت صغيرة و سوف تصبح أصغر فأصغر. الأقليات التي تتآمر مع قوى من خارج مجتمعها للنيل من مكانة الأكثرية في هذا المجتمع هي، في رأيي، شرّ مطلق، بقدر كون “تمقطع” الأكثرية أو اضطهادها السافر للأقليات التي تتعايش معها، كذلك شر مطلق و ما الفارق بين الشر و الآخر سوى أن الأكثرية لا تحتاج إلى مساعدة خارجية للنيل من الأقلية على عكس الأقليات التي تحتاج إلى ذلك، تنمّر الأكثرية و استئسادها على الأقليات التي تعيش في كنفها هو شيء مقرف للغاية و هو دليل جبن بخاصة لكون الأكثرية بطبيعة الحال أقوى من الأقلية و قادرة على لوي ذراعها بكل سهولة، لكن لا شيء يثير الاشمئزاز أكثر من تجبّر الأكثرية إلا نقيق الأقليات مهما كان السبب بخاصة إذا جاء هذا النقيق مقروناً بالتآمر و الاستقواء بقوى خارجية لتحقيق أهداف مضرة بالمجموعة، في ذلك ما يجعل من الأقليات، على أنواعها، المدخل المثالي للاستعمار إلى البلاد التي يصبو إلى استعمارها و التمكن من مقاديرها و لا استثناء لهذه القاعدة حسب علمي.
هل وجهة نظرك هذه تفسّر لنا تصريحك القائل “أنا، الفرد، اتخذت قراراً بأن لا أكون عضواً في أقلية، بل عضواً في مجتمع مدني”؟ و كيف ترى مميّزات المجتمع المدني؟
في الحقيقة الأديان السماوية اجتمعت على تقديس الله و افترق فيما بينها على الأرض. يمكن أن أوصف نفسي كما سبق و قلت أني مسيحي انتمي إلى أقلية لكن أفضل أن أكون مواطن سوري أتساوى في الحقوق و الواجبات مثلي مثل أي مواطن آخر … المجتمع المدني هو المجتمع الذي يطبق مبدأ بسيط، الدين، لله و الوطن للجميع، مجتمع مواطنة حقيقي لا يفرق بين هذا و ذاك على الصعيد الطائفي، ملوك الطوائف الذين قادوا ما يسمى الربيع العربي كلهم فشلوا و الأمر بات جليا في تونس و مصر و سوريا … و لمذا يجب أن نصل إلى توافق مبني على أساس الطوائف كما في لبنان … الأفضل هو الذي يصل و يحكم قد يكون بوذيا ما الضير في ذلك.
القومية العربية بين الإخفاق و عدم النجاح، ما هي مسبّباتها و الأطراف المدعّمة لها حسب الشاعر و الكاتب و الصحفي “إلياس جرجوس”؟
البيروقراطيات الإدارية و الأعلام و الأناشيد الوطنية لا تكفي وحدها لتحويل الأراضي و الشعوب التي تعيش فيها إلى أوطان و أمم بالمعنى الكامل،  في العالم العربي الجديد الخارج من خرائب الإمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى كانت العروبة فكرة تتمتع بشعبية واسعة لكنها لم تكن في ذلك الوقت أكثر من مفهوم شعري لم تعالج مضامينه الكاملة بعد بما يلزم من العناية، و باختصار،  كان للعروبة،  بلا شك،  ايجابيات كثيرة كفكرة قومية صالحة،  لكن معظم العرب الذين تبنوها كانوا من جماعات عشائرية أو شبه عشائرية من أنواع مختلفة، و كذلك من أديان مختلفة و طوائف مختلفة  لم يتطوروا تطورا اجتماعيا منسجما  و مازالوا بالتالي بعيدين عن التوصل إلى مواصفات الأمة بالمعنى الصحيح و في هذا تكمن المشكلة.
أضف أن القادة السياسيين الداعين إلى القومية العربية كانوا غير معدين لمواجهة هذه المشكلة وغير متأكدين من الأهداف الدقيقة لحركتهم  و كانوا _و في الوقت نفسه_ يعلنون الإصرار على تحقيق هذه الأهداف في ظل ظروف تميّزت بصعوبات دولية جدّية  و هذا اقل ما يقال فيها.
و كانت النتيجة أن القومية العربية أصيبت بالخيبة تلو الخيبة و انزلقات إلى كنتونات طائفية ديمقراطية ديكتاتورية
و لم يبق لقادتها في النهاية إلا دور حَكَم الفصل في لعبة خصوصيات قبلية و طائفية و إقليمية لا نهاية لها، يصدرون أحكاما ايجابية في صالح أي طرف يلعب اللعبة حسب قواعدهم التي كانت تقوم في الدرجة الأولى على النفاق حيال العروبة و أحكاما سلبية ضد أي طرف لا يفعل ذلك.
في العام 1948، كتب ساطع الحصري الذي كان من كبار دعاة القومية العربية  و شخصية سياسية بارزة في العراق ملاحظاً أن العرب المسلمين و خلافاً للعرب المسيحيين  قد فهموا تاريخهم في البداية كتاريخ للخلافة الإسلامية متابعين إياها في فترات مختلفة، مرحلة بعد مرحلة، و أسرة بعد أسرة من الخلفاء الراشدين إلى الأمويين و العباسيين ثم أخيراً إلى العثمانيين،  و قال الحصري أيضاً أن القومية العربية كانت تعني بالنسبة إلى أوائل القوميين العرب المسلمين المطالبة بالخلافة الإسلامية،  و هي التي كانت يومها للأتراك العثمانيين الخليفة من أصل عربي.
 و انتهى الحصري إلى القول أن هذا ما جعل القومية العربية تصاغ أول ما صيغت على يد مفكرين من العرب المسيحيين.
ـ ” و بالإضافة إلى هذا، فقد كان القوميون العرب مصممين على اكتشاف عناصر الوحدة في الماضي العربي مشددين على هذه العناصر و ليس على عناصر الاختلاف و مهما تكن عناصر هذه الوحدة الموجودة فإنه لا يمكن العثور عليها إلا في القرون المبكرة للإسلام  أي في الفترة ما بين القرنين السابع و التاسع من التقويم المسيحي عندما كان تاريخ العرب يسير جنباً إلى جنب مع تاريخ الإسلام”.
و مع صعود المد الإسلامي و تراجع القومية العربية خصوصا عبر بعدها العلماني الذي طالما جذب إليها اغلب الأقليات في العالم العربي،  و هذا التراجع كان لصالح تعاظم تأثير البعد الإسلامي ضمنها  و ضمن ما هو أوسع منها أي دار الإسلام ككل.
إن المد الإسلامي الذي يبدو اليوم قادراً على جرف كل ما في طريقه هو مد لا جزر بعده، ربما نستفيق غداً و نجد الأمر على غير ذلك. القومية العربية لم تخفق لكونها فكرة طارئة لا تاريخ لها و لا هي أخفقت بسبب عمقها العلماني الذي تبرهن أنه أقوى منها، القومية العربية أخفقت لأنها كانت في زمانها قومية منافقة و لأن عمقها العلماني كان زيفاً و لأن الأقليات في العالم العربي، مثلها مثل الأكثريات، تبنّت هذه القومية زيفاً و في نيتها النفاق. الصادقون من الفريقين كانوا قلائل، و هؤلاء وحدهم يستحقون التحية. العروبة ليست مجرد فكرة اخترعتها الإرساليات في القرن التاسع عشر، الإرساليّات وجدتها على تربتها و حاولت تنشيطها، ربما بدافع المثالية في الأقل بداية و إذا نحن تمعّنا في تاريخنا في ذلك العصر، لربما وجدنا أننا نحن الذين بدأنا بإفساد هذه الفكرة، أو إننا شاركنا في ذلك منذ البداية إلى أن جعلنا منها سلعة رخيصة تشترى و تباع في البازارات الدولية.
يقدّم المفكر السوري “ساطع الحصري” وحدة اللغة على سائر عوامل الرابطة القومية حيث كتب يقول”اضمنوا لي وحدة الثقافة و أنا اضمن لكم ما بقي من ضروب الوحدة”، و يدعّم هذا الموقف رأي أستاذ العلوم السياسية الجزائري “عمار بوحوش” القائل ” إن مجتمع المعرفة يتطلب حماية الهوية الوطنية، وتدعيم اللغة في أرضها، لأن اللغة هي تجسيد حي لكل معارف الإنسان، وخيراته، و دليل على شخصيته و هويته الثقافية” و هذا ما يفسر لنا ما قاله المستشرق و الأديب و العالم الأمريكي “كرنيليوس فان بك” “إني ما نزلت أرض الشام إلا لأخدم العرب بتدريس العلوم بلغتهم”، على ضوء هذا التوافق الجلي بين مثقفي القرن التاسع عشر و القرن العشرين و القرن الحادي و العشرين حول أهمية اللغة الأم، كيف يفسّر لنا الشاعر و الكاتب و الصحفي “الياس جرجوس” تخلي مجتمعاتنا العربية عن لغتها الرسمية و الاستعاضة عنها باللغات الأجنبية و هل تعتبر هذا من المسببات الرئيسية في الرجعية و عدم الوحدة إلى يومنا هذا؟
“كرنيليوس فان ديك” شخصية مهمة، زار ارض الشام مع البعثات التبشيرية الإنجيلية … و أسس العديد من المدارس أهمها مدرسة عبيه و أيضا هو حجر الأساس في الكلية الإنجيلية في بيروت ما يعرف اليوم بالجامعة الأمريكانية، و دفاعه عن اللغة العربية كمستشرق جلي و واضح خاصة عند أزمة 1882 و أول ثورة طلابية في العالم العربي التي نشرت عنها بحث مطول في جريدة البناء اللبنانية و أيضا نقلتها لبوهيميا.
اللغة العربية عامل مهم لتحقيق وحدة العرب لكن ليس الأساس و الجغرافيا و التاريخ المشترك و و و و إلخ، كل هذا أدبيات، المهم أن تتوفر إرادة التوحيد عند عقول صناع القرار في الوطن العربي، إذ لم تنجح أي محاولة اتحادية عربية حتى اللحظ ، الأوروبيون نجحوا رغم أنهم يتكلمون لغات مختلفة و لهم عادات و تقاليد مختلفة، فلماذا فشل العرب.
اللغة العربية ما تزال اللغة الرسمية الأولى في كل دول وطننا العربي، أما بالنسبة للغات الأجنبية فهي صلة تواصل مع العالم المحيط بنا. اللغة الأجنبية اليوم و نتيجة للعولمة و الانفتاح حتى أن العالم بدا قرية صغيرة يحتاج إلى معرفة للغة قادر فيها على التداول مع الآخرين و هذا ما حققته الإنجليزية و الفرنسية و غيرها، و مقابل هذه الهيمنة، بدت اللغة العربية غير قادرة على الانتشار بشكل واسع بالرغم من أنها لغة القرآن الكريم.
“المشكلة الأساسية في التفكير الإنساني أنه يفهم الحياة انطلاقا مما يحب أن تكون ، لا انطلاقا مما هو واقع”، ما هي القيم التي يجب أن يلقّح بها الفكر البشري حتى يستقيم فيه الاعتدال بين الواقع و التمني؟
المصالحة مع الذات أمر ضروري و حتمي في أي علاقة تحكم الجاذبات الاجتماعية في المجتمع.
عندما تناقش نقاط الاستفهام قلم الشاعر و الكاتب و الصحفي “الياس جرجوس” أي منها تستوجب صمت حروفه؟
هناك الكثير من الأفكار المعلنة التي تحمل التأويل كل على هواه، أفضل الصمت عندما أجد أن مواقفي ستصنع شرخ اجتماعي و أفضل الابتعاد أيضا عن الوزائع الدينية لان الأديان كانت و ماتزال مصدر للفرقة بين بني البشر.
و لكن المؤرخ اللبناني “كمال الصليبي” يؤكد أنه لا يوجد اختلاف بين الكتب السماوية، فعلى أي أساس تبني اختلافك معه و كيف تجزم بصدق اعتقادك؟
له رأيه الذي اقدره و احترمه جدا، فهو عرابي الفكري رحمه الله لكن اختلف معه فيما يخص موضوع الكتب السماوية و الديانات لي أسبابي التي لا أحب الغوص بها، و سبق و أسلفت أني يمكن أن أوصف نفسي كشاب مسيحي انتمي لأقلية لكن أفضل أن أكون مواطن في مجتمع مدني.
“أحب الكتابة فهي شغفي منذ زمن، و لكني كلما كتبت اتجه عكس السير أو أنني اكتب بفلسفتي المعهودة”، بما أن الكتابة تستحضر كل ما يدور في خلد المؤلّف، ما هي الخاصيات الثابتة و المميّزة لدواخل الشاعر و الكاتب و الصحفي “الياس جرجوس؟
لا تزوير لا تهميش، البحث عن الحقيقة الصرفة.
“حتى نكتب … يجب علينا الفصل ” ذهنياً ” ما لا يقبل الفصل “واقعياً””، ما العلاقة التي تربط بين ذهن الشاعر و الكاتب و الصحفي “الياس جرجوس” بواقعه؟
تلك الشعرة التي تفصل الرغبة عن الحقيقة الصرفة. في عقل الإنسان الكثير من التمنيات،  التي يرغب أن تكون واقعا، عندما يكتب الإنسان يجب أن يكتب بتجرد بمعنى أن يحيد عواطفه و تمنياته فيما يكتب و هذا أمر صعب و يحتاج إلى الدقة و الموضوعية.
في أي بوتقة يضع الشاعر و الكاتب و الصحفي “الياس جرجوس” نفسه، ضمن تلك التي تبتهج لأن كأسها مملوءة للنصف أم ضمن الأخرى التي تتحسّر لأن نصف كأسها فارغة؟
كأسها مملوءة للنصف طبعا، و لا ضير عندي أن يكون مملوء للربع، الإناء نهاية ينضح بما فيه.
متى يفقد الشاعر و الكاتب و الصحفي “الياس جرجوس” لجام الأمل و ينساب الكسر في عروقه؟
لم أفتقد الأمل يوما و لن افتقده، لاني اعمل و بكل جهدي ليكون غدا أفضل، قد لا أرى ذلك الغد و قد يروه أبنائي ربما أو أحفادي، لكن الأمل مشروع طويل يبدأ بخطوة نحو الأمام.
عندما يخون الشاعر و الكاتب و الصحفي “الياس جرجوس” أحزانه كيف يمكن له مواصلة الرحلة؟
ما أصعب العيش لولا فسحة الأمل…
هل ينصهر المبدأ مع المتغيرات في دواخل الشاعر و الكاتب و الصحفي “الياس جرجوس”؟
الحياة وقفة عز فقط.
عندما يغصّ حلق العاصفة هل يمكن للريح أن تهدأ؟
و هل الحياة تتوقف؟؟
هل تحس بوجودك في متاهات الأفكار؟
اعرف ماذا أريد .. لا اعتقد أن هناك متاهات بالنسبة لي.
“اليوم استوقفني عنوان رائع … شدني لدرجة الهذيان ” التكوين الثقافي في عالم متوتر”، أي تصوّرات أثارها هذا العنوان لدى الشاعر و الكاتب و الصحفي “الياس جرجوس” و كيف تفاعلت مع مفهومه و ماذا استخلصت كنتيجة؟
العالم يغص بالحروب حروب المصالح و العولمة وكأنه على صفيح ساخن  خاصة في عالمنا العربي وبعد ما سمي بالربيع العربي، فأي تكوين ثقافي يمكن أن يتبن الإنسان لنفسه في ظل هذه الحرب الشعواء من المتاقضات.

إذا ما قيل يستحيل جمع ما كان من الوقت مسكوب فناهيك بتغير ما هو مكتوب، هل ستتفاءل بالتطور نحو الأفضل؟
كل ما تحت الشمس في تناغم دقيق و واضح لكن الشمس يخسفها القمر … لا أحكام مطلقة لكن أتمنى أن يكون التطور إلى الأفضل لكنه بعيد المنال في وطننا المعذب اقله حاليا.
شكرا لك الشاعر و الكاتب و الصحفي “الياس جرجوس” على حسن تواصلك و إلى اللقاء إن شاء الله
أهلا وسهلا بك و أشكرك على هذا المجهود الكبير و أتمنى أن تصل فكرتي إلى الناس التي أحب دون استثناء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *