المسرح فى مصر

بقلم: داليا جمال طاهر
المسرح هو أول الفنون الترفيهية والتثقيفية التي عرفها الشعب المصري، فاستطاع أن يغير ويطور من فكر الشعب المصري.
ومصر عرفت المسرح الحديث فى عهد نابليون بونابرت عندما احتل مصر فى أواخر القرن الثامن عشر.
وبدأ المسرح مع يعقوب صنوع وأبو خليل القباني ثم تدرج الحال إلى فرق مسرحية حرة منها فرقة يوسف بك وهبى التي تقدم التراجيديا أو المأساة وأبو السعود الإبياري وإسماعيل ياسين وبديع خيري وعلي الكسار ونجيب الريحاني في تقديم الكوميديا على نحو آخر.
وبعد ثورة 23 يوليو 1952 كان هناك مجموعة من الكتاب المسرحيين أمثال ألفريد فرج .. وعلي سالم .. نعمان عاشور .. سعد الدين وهبة .. وغيرهم.
هذا بالإضافة إلى رواد المسرح الشعري أمثال صلاح عبد الصبور .. عبد الرحمن الشرقاوي وغيرهما.
نشأة المسرح المصري:
يختلف الباحثون وعلماء الآثار حول حقيقة المسرح المصري وهل عرف المصريون القدماء فن المسرح…؟
فالنقوش التي اكتشفت على جدران المعابد،تدل على وجود عنصر الدراما في ذلك المسرح القائم على الأساطير الدينية وخاصة أسطورة ((إيزيس وأوزوريس)) _إله الخير_ في صراعه مع إله الشر ((ست)) ولكن ((حورس)) ابن ((أوزوريس))ينتقم لأبيه.
وقد أغرى وجود هذه الأسطورة بعض العلماء إلى الاعتقاد في وجود مسرح فرعوني.
لكن على الرغم من وجود الأساطير عند الفراعنة، ووجود ما يصلح مضمونا للفن المسرحي، فرغم ذلك، لم تتطور هذه الأساطير، وتـأخذ الصورة المسرحية كما ظهرت عند اليونان، ورغم ما يحسب للفراعنة القدماء من تقدمهم في شتى العلوم والفنون إلا أنه لم يكن لديهم فن مسرحي، وإنما مجرد طقوس دينية تقام للآلهة فقط.
العرب وفن المسرح:
كذلك العرب القدماء، فقد نبغوا في فنون القول وتعددت أيامهم التي تشبه الملاحم، إلا أنهم لم يعرفوا فن الدراما في صورته التي خلقها اليونانيون… وبعد دخول العرب في الإسلام انفتحوا على الحضارات الأخرى فنقلوا عن اليونان فلسفتها وكتبها ومنها ((فن الشعر)) لأرسطو.
البداية الحقيقية للمسرح العربي:
فن المسرح بمفهومه الحالي لم يعرفه العرب إلا أثناء وجود الحملة الفرنسية في مصر.
إذ كانوا قد جلبوا معهم الممثلين والمخرجين والكتاب، وأقاموا بعض المسارح الخشبية ليمثلوا فيها باللغة الفرنسية بعض الروايات للترويح عن جنودهم، وكان الشعب يسترق النظر من خلال الألواح الخشبية لكى يشاهد ما يجرى على تلك المسارح.
وبعد خروج الحملة الفرنسية من مصر عام 1801، فتح الباب على مصراعيه أمام تدفق عدد كبير من تلك الفرق لترسخ شكل المسرح الغربي في البيئة المصرية.
ثم بدأ المسرح يأخذ وجهته العربية، ويرجع الفضل في ذلك إلى مارون النقاش اللبناني الذي كان مشتغلا في مجالات الإدارة والتجارة إلى جانب ثقافته التركية والإيطالية والفرنسية علاوة على العربية.
وفى تلك الفترة التي ظهر فيها الفن المسرحي على أيدي مارون النقاش في لبنان، وأبى خليل القباني في سورية، نجد الخديوى إسماعيل يرحب بالفرق المسرحية الأوروبية ولاقت هذه الفرق تشجيعًا كبيرًا في مصر، وقد استقبل الخديوى إسماعيل الفرق الإيطالية والفرنسية والأرمينية التي قدمت الأوبرا والباليه(الباللو)، وشيد في عام 1869 بمناسبة افتتاح قناة السويس (دار الأوبرا الخديوية) التي قدمت عليها لأول مرة أوبرا (ريجوليتو).
كما قدمت أوبرا (عايدة) المستوحاة من التاريخ المصري القديم بناء على طلب الخديو نفسه، ولم يكتف الخديوى إسماعيل بذلك ،بل أنشأ عدة مسارح مثل الكوميدي الذي أقيم عام 1868 لتقدم عليه فرقة (الكوميدي فرانسيز) عروضها من روائع موليير.
يعقوب صنوع أول رائد للمسرح المصري:
وظهر أول رواد المسرح المصري، وهو يعقوب صنوع الشهير بأبي نظارة الذي حاول أن يجعل للمسرحية رسالة اجتماعية هادفة رغم أن البداية كانت غنائية حتى لا يصدم مشاعر الجماهير التي اعتادت الطرب، ولاقى صنوع نجاحًا لافتًا للنظر، مما حدا بالخديوي أن يطلق عليه ((موليير مصر))، ولم يدم ذلك طويلًا، إذ اصطدم صنوع بالسلطة عندما تعرض من خلال مسرحياته إلى مناقشة بعض الأوضاع الاجتماعية السائدة، فأدت إلى سخط الخديوى إسماعيل ،وأغلق مسرحه بعد عامين من افتتاحه، ومن أهم الأعمال التي قام بها صنوع إشراك المرأة العربية في التمثيل…. وكان جمهور صنوع في تلك الفترة من الطبقة الجديدة التي تبلورت في صورة كبار الموظفين والضباط، فملكت هذه الطبقة الوقت والمال والتعليم والاختلاط بالأجانب ، وتطلعت إلى الترويح عن نفسها، وظل جمهور المسرح وقفا على هذه الطبقة،ولم ينتشر انتشارا واسعا ليضم قطاعات عريضة من الجماهير المصرية.
مصر ملتقى المسرح العربي:
وانتقل الفن العربي إلى مصر بعد أن اشتد ظلم وتعصب الأتراك في سورية،ومعارضة الكاثوليك للمسرح في لبنان ، فهاجر رواد التمثيل إلى مصر لما فيها من استقلال ذاتي عن الحكم التركي، ومن ثم وفدت فرقة سليم نقاش وقدمت روايات مترجمة ، ثم ترك الفرقة إلى يوسف خياط الأرمنى ليعمل بالصحافة.
ووفدت فرقة أبى خليل القباني الدمشقي إلى مصر عام 1884، وأخذ يمثل في الدانوب، وتجول بفرقته في ربوع محافظات مصر يقدم فيها مواسم كثيرة، ولقي إعجاب الجماهير العريضة، وانفصل إسكندر فرح عن الفرقة وكون فرقته الخاصة وإلى جوارها فرق أخرى مثل قرداحى ورومانو، وإلى جوار هذه الفرق المختلفة قامت جماعات من الهواة مثل (نادي المعارف ( الذي كان يضم هواة من موظفي السكك الحديد.)
خصائص المسرح المصري في القرن التاسع عشر:
كان المسرح المصري في القرن التاسع عشر يغلب عليه طابع التطريب والغناء، واستمر هذا اللون حتى بداية القرن العشرين، وكان الاحتلال البريطاني يشجع هذا الاتجاه، ويطمئن إليه لأنه كان قادرا على السيطرة بحكم الظروف السياسية لأوضاع الشوام القائمين عليه بوصفهم مهاجرين. وخطا المسرح المصري إلى الأمام، إذ دخل في حياة الناس والتصق بنشاطهم السياسي والفني والفكري،وأصبح ظاهرة غير قابلة للانفصال في صلب تركيبة المثقفين الوطنية التي بدأت تأخذ مكانها لتشكل اللبنات الأولى للحركة الوطنية الجديدة،وهى تتبلور لترفع راية التمرد على استمرار الاحتلال،ولذلك رأينا الشيخ سلامة حجازي الذي انفصل عن العمل بالفرق السورية يحول غنائياته إلى صرخة وطنية كانت مكتومة،ويرتفع بمستوى المسرح في مختلف نواحيه،وهذا حدا بجورج أبيض أن يستعين به وقدمه إلى فرقته ليكون فرقة جديدة باسم ((أبيض وحجازي)) وقدمت الفرقة عديدًا من الروايات العالمية في صورة غنائية…
وبفضل جورج أبيض أخذ المسرح وجهته الفنية واستقلاله بأصوله ووسائله الخاصة، فأرسله الخديوى عباس الثاني إلى فرنسا وتلقى تعليمه بها وجلب معه فرقة فرنسية أخذت تمثل الروايات الفرنسية في القاهرة والإسكندرية حتى ألف جوقا للتمثيل العربي، اختار أفرادها من الممثلين الذين كانوا يعملون بالفرق الأخرى.
وقبيل الحرب العالمية الأولى، اختلفت نظرة المصريين إلى التمثيل، فتكونت ((جمعية أنصار التمثيل والتأليف)).
ومع الحرب العالمية الأولى وبسبب ظروف الحرب، اقتصر النشاط على صالات الرقص، والغناء، وإلقاء المونولوجات, وتمثيل الاسكتشات لتسلية جنود الحلفاء، ورغم ذلك فقد استمر جورج أبيض وسلامة حجازي في نشاطهما، وظهر إلى جوارهما أولاد عكاشة، ومسرح منيرة المهدية، وعبد الرحمن رشدي الذي قدم لنا مدرسة البكاء والدموع.
وفى عام1916 خرج علينا من صالات عماد الدين نجيب الريحاني ليؤلف مع صديقه عزيز عيد فرقة كوميدية، وكان يمثل الفودفيل الذي يترجمه له صديقه أمين صدقي، وابتكر شخصية ((كشكش بك)) ونجح في روايات الفرانكو آراب المصرية، ثم تعرف على بديع خيري الذي
كان يؤلف معه الروايات ذات الطابع الاجتماعي.
أثر ثورة 1919 على المسرح المصري:
ولم يتوقف المسرح المصري،وإنما بدأ يتطور ويتشكل ، وتتعدد ألوانه حتى قامت ثورة 1919، فإذا بالمسرح يتحول إلى إلى كتيبة وطنية تتحرك في مواكبة الثورة على وقع ألحان سيد درويش، وفى ظل الثورة راح المسرح يلعب دوره السياسي ،واندمج محمد تيمور مع سيد درويش، فعرب الأوبريت الشهير ((الزوجة الثانية عشرة)) وكان فارسي المسرح في تلك الفترة حينما حملا راية المسرح تأليفا ولحنا.
وكان لأثر الثورة أن بدأ المسرح يأخذ مكانه كأبرز الفنون، وتألفت العديد من الفرق المسرحية ،ومنها فرقة يوسف وهبي التي أثارت ضجة فنية آنذاك بسبب تمثيل ابن الباشا، وقدم يوسف وهبي فنا صادقا معتمدا على ثقافته الرفيعة, وضمت الفرقة فنانين مبدعين أمثال، زينب صدقي، وأمينة رزق، وفاطمة رشدي، وعزيز عيد. ثم ظهر على الكسار الذي ألف فرقة مسرحية بالاشتراك مع مصطفى أمين،وكذلك فاطمة رشدي بعد انفصالها عن فرقة يوسف وهبي تحت إشراف عزيز عيد.
الحرب العالمية الثانية والمسرح المصري:
وفى ثلاثينات القرن العشرين لم يستطع المسرح الصمود أمام الأزمة الاقتصادية العالمية التي داهمت البلاد ، ولم يثبت في هذه المجال كفرقة تجارية مستقلة إلا نجيب الريحاني بمسرحه المزدهر حتى قيام الحرب العالمية الثانية.
وأمام هذه الأزمة تسربت فلول الممثلين من هذه الفرق للعمل فيما يعرف بصالات ومسارح روض الفرج، وخلت القاهرة من النشاط المسرحي، وانتشرت صالات الرقص، وعلى رأسها صالة بديعة مصابنى… وفى تلك الفترة يعلو صوت زكى طليمات بالدعوة لإنشاء المسرح المدرسي وافتتاح معهد التمثيل.
وفى سنة 1935 رأت الدولة الاهتمام بتأسيس فرقة قومية، وكلف مجلس الوزراء خليل مطران بإنشاء الفرقة القومية وإدارتها ،وافتتحت الفرقة موسمها بمسرحية ((أهل الكهف)).
وبوقوع الحرب العالمية الثانية انطفأت أنوار المسرح في القاهرة، وأغلقت جميع المسارح، وتحول رجال المسرح، وعلى رأسهم نجيب الريحاني، ويوسف وهبي، وبقية الممثلين إلى العمل في السينما، وأصبح المسرح في الظل تماما، وإن بقيت الفرقة القومية على حالها تدفع للممثلين مرتباتهم، حتى قيام ثورة يوليو سنة 1952.
المسرح المصري في ظل ثورة يوليو:
قامت ثورة يوليو، وأفرجت عن الطاقات الحبيسة لدى الجماهير والفنانين والكتاب معا، فلقد جاءت بمناخ مسرحي ممتاز هو الذي خلق المسرح الناهض في كل مكان ظهر فيه، ومن حسن حظ المسرح أن وجد المكان خاليًا تمامًا حين قامت ثورة يوليو، فالسينما المصرية قضت على الفرق المسرحية.. والتقى شباب آمن بالثورة والثقافة الثورية، ووضعوا عواطفهم وأحلامهم وعقولهم وأرواحهم في خدمة المسرح المصري، وبعد الثورة اخذ الكتاب يظهرون واحدًا بعد الآخر في صف طويل متنوع الألوان المسرحية.
فظهر نعمان عاشور والذي قدمت أعماله فرقة المسرح الحر فقدمت له (المغناطيس- سيما اونطة- صنف الحريم- عيلة الدوغرى-الناس اللي تحت- الناس اللي فوق).
ثم ظهر يوسف إدريس الذي قدم له المسرح القومي (جمهورية فرحات وملك القطن) والفريد فرج وقدم له المسرح القومي (سقوط فرعون) وظهر لطفى الخولى وميخائيل رومان وفتحي رضوان إلى جوار توفيق الحكيم الذي دعم إنتاجه السابق بلون شعبي من ألوان المسرحيات هو الفانتازيا والأوبريت كما في (الصفقة-السلطان الحائر)..
وعملت الثورة على رعاية هذا الفن إذ أنشأت وزارة الإرشاد القومي، فأنشأت أكاديمية الفنون, وعملت على التوسع في هذا الفن، ونشره في الأقاليم بفضل قصور الثقافة، إلى جوار ذلك توسعت الدولة في إرسال البعثات إلى عواصم البلاد المسرحية (بوخارست-موسكو- بودابست- براغ- بكين) وغيرها من عواصم البلاد الاشتراكية.
ومنذ أوائل الستينات أخذ مبعوثو الوزارة من الفنيين والموسيقيين يفدون إلى البلاد حاملين مكتسباتهم الفنية أمثال (الفنان سعد أردش- كرم مطاوع) اللذان أسهما إسهاما مرموقا في الحركة المسرحية.. فقدم أردش مسرح الجيب وبه كثير من العروض الفنية.. وظهرت المسرحيات التعليمية (عسكر وحرامية لألفريد فرج- شمس النهار لتوفيق الحكيم) وخطا المسرح الشعري خطوات واسعة على يد عبد الرحمن الشرقاوي في مسرحياته (مأساة جميلة- الفتى مهران- الحسين ثائرا- الحسين شهيدا – وطني عكا- النسر الأحمر- الغربان- النسر وقلب الأسد).
وتعتبر مسرحيات صلاح عبد الصبور الميلاد الحقيقي للمسرح الشعري فكتب (مأساة الحلاج- مسافر ليل- ليلى والمجنون- الأميرة تنتظر بعد أن يموت الملك)، وتطورت المسرحية السياسية على يد على سالم كما في (مأساة أوديب)وميخائيل رومان في (الدخان- العرضحالجى- ليلة مصرع جيفارا) ولطفي الخولى في (الأرانب-القضية-قهوة الملوك)، وحلق محمود دياب في أجواء الفانتازيا كما في (باب الفتوح).
وظهر المسرح التراثي الذي استفاد من المأثورات والتراث الشعبي في الصيغة والمضمون ومن أهم كتاب هذا اللون (الفريد فرج- نجيب سرور- شوقي عبد الحكيم- محمود دياب) إلى جانب على أحمد باكثير الذي اتجه إلى اختيار موضوع مسرحياته من التاريخ الفرعوني كما في(أوديب وأوزيريس-الفرعون الموعود) إلى جانب التاريخ الاسلامى … ورشاد رشدى كما في (عيون بهية – بلدي يا بلدي- الفراشة- رحلة خارج السور) ،
وإلى جانب المسرح الجاد كانت هناك العروض الفكاهية التي تقدمها بالتخصص فرقة الريحاني بقيادة بديع خيري، وفرقة إسماعيل ياسين وعلى رأسها إسماعيل ياسين، وكانت نصوص الفرقة اقتباسا وتمصير أبو السعود الإبيارى، وكانت فرقة الريحاني تعمل وفى جعبتها ذكرى الريحاني، وإن تبدد هذا الرصيد بعد وفاة بديع خيري عام 1966 ومارى منيب عام1969.
بظهور مسرح الدولة ظهر الفنانين فؤاد المهندس وشويكاروعبد المنعم مدبولى ومحمد عوض وعبد المنعم إبراهيم وغيرهم من الفنانين .
وظهر مسرح التلفزيون قد بدأ في عام1962 بثلاث فرق مسرحية هي الحرية، والنهضة، والسلام، وفي العام التالي لتأسيس المسرح انضمت 7 فرق جديدة من بينها الكوميدية، والشعب، والنصر، والتحرير.
وأكثر ما لفت الانتباه وقتها أن مسرح التلفزيون كان قد قدم 23 مسرحية عام 1963 عرضت خلال فصلي الشتاء والصيف، وهذا العدد من المسرحيات في عام واحد أفرز واقعاً جديداً في مفهوم المنافسة بين الفرق التي يضمها مسرح التلفزيون، حيث كانت تتبارى في تقديم الأفضل.
ولكن رغم هذا التاريخ المشرف لمسرح التلفزيون كان يواجه أيضاً نقداً حاداً في كثير من الأحيان، وهذا ما برره عصام السيد بأن قوة المنافسة وكثافة الأعمال أدتا إلى اهتمام كبير من النقاد، وخلقتا انتماء روحيا من بعضهم لعدد من الفرق التابعة لمسرح التلفزيون.
وظهرت فرقة ثلاثى أضواء المسرح وكانت من أشهر و أنجح الفرق المسرحية المصرية فى فترة الستينات من القرن الماضى ويرجع الفضل فى أكتشافها للمخرج الراحل رائد فوازير رمضان محمد سالم ..
ولهم الكثير من الأفلام المصرية الكوميدية و العديد من المسرحيات و الاسكتشات الناجحة .
و أعضاء فرقة ثلاثى أضواء المسرح هم:
“الضيف أحمد” ممثل مصري كوميدى ولد بمصر عام 1936وتوفى عام 1970 بدأ الضيف أحمد حياته الفنية كأحد أعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح بالإشتراك مع سمير غانم و جورج سيدهم
“سمير غانم” هو ممثل مصري كوميدي ولد في مصرعام 1943 وحصل على بكالورويس زراعة من جامعة عين شمس 1961 بدأ سمير غانم حياته الفنية كأحد أعضاء فرقة ثلاثي أضواء المسرح بالإشتراك مع الضيف أحمد و جورج سيدهم و قدم الثلاثة معا عددا من الافلام والاسكتشات مثل اسكتش كوتوموتو و عددا من المسرحيات مثل ( حديث فى عزبة الورد) و(الراجل اللى جوز مراته) و(حواديت)
وغيرهم من العروض ثم انفصل عنهم مع نهاية الستينات و بداية السبعينات وانحلت الفرقة بعد وفاة الضيف احمد عام 1970 و اتجه كل من جورج و سمير للتمثيل معا في عدة مسرحيات خلال السبعينات بالاضافة لاشتراك سمير في الافلام و كان اخر عمل مسرحى لجورج و سمير معا هو مسرحية اهلا يا دكتور 1981 و قدم سمير في الثمانينات سلسلة فوازير…
المسرح المصري في السبعينيات:
وفي السبعينيات واصل الرواد عطاءهم فقدم المسرح القومي عام 1972 مسرحية توفيق الحكيم ” الأيدي الناعمة” ، وقدم يوسف إدريس مسرحية ” الجنس الثالث”، وقدم ألفريد فرج ” النار والزيتون ”
ويتمثل مسرح السبعينات في أعمال محمد عناني الذي مال إلى الغوص في النفس البشرية كما في(البر الغربي-ميت حلاوة- السجين والسجان- المجاذيب) وسمير سرحان ومن أهم أعماله (ست الملك)وفوزي فهمي والذي غلبت على أعماله قضايا العدالة والحرية وأصول الحكم كما في (أوديب-الفارس والأسيرة-لعبة السلطان- عودة الغائب) وعبد العزيز حمودة الذي تناول العلاقة بين الحاكم والمحكوم كما في(الناس في طيبة)وعبد الله الطوخى وكذلك السيد حافظ الذي برز عنده الاتجاه التجريبي ومن أهم أعماله(ظهور واختفاء أبى ذر-حكاية الفلاح عبد المطيع.
وازدهر المسرح التجاري متمثلا في مسارح القطاع الخاص لتسلية الطبقة الجديدة التي امتلكت المال،واعتمد المسرح التجاري على الإثارة والاقتباس واتجاه نجوم السينما إلى المسرح للترفيه
المسرح المصري في الثمانينات:
ومال مسرح الثمانينات إلى القضايا السياسية والاجتماعية،كما عند نبيل بدران في(السود- باى باى ياعرب –باى باى لندن-انتبهوا أيها السادة)ومحفوظ عبد الرحمن الذي تركز اهتمامه حول الديمقراطية والقومية العربية كما في (حفلة على الخازوق- عريس لبنت السلطان- كوكب الفئران ،وصلاح عبد السيد ومن أهم أعماله (الأرشيفجى- الجرح يغنى- الوطاويط- العرايس)وصفوت شعلان في(عجوزان في المنفى- المزاد وحكمت امرأة) وعبد اللطيف أبو دربالة كما في(الخلاص- ما وراء السقوط- الخروج-الخال حمزة-زواج الشيخ جاب الله) وصلاح فضل الذي مال إلى التعبير عن القيم السياسية كالحرية ، والعدالة ،ومن أهم أعماله(بلغني أيها الملك السعيد- فارس عند السلطان) ومحمد الشربينى كما في(ولاد الايه)وأمير سلامةكما في (الحواجز-عالم قش-كفر سعيد)والقضايا الاجتماعية عند صلاح الغمرى كما في(بيت الأصول- في الحفظ والصون) ومحمد الجمل ومن أهم أعماله (الإنسان الكورفيللى-الملهى والعشاق-الفرافيش) ومال أبو العلا السلامونى إلى استدعاء الظواهر التراثية كما في (هوجة الزعيم-مآذن المحروسة) والعدالة الاجتماعية والحرية كما في (رجل في القلعة). ويسرى الجندي الذي أولع بالسيرة الشعبية والأسطورة ويظهر ذلك في (حكاية جحا والواد قلة- بغل البدلية- على الزيبق- رابعة العدوية- اليهودي التائه-أبو زيد الهلالي-حكاوي الزمان ياعنتر)
وكذلك سمير عبد الباقي مثل (سيرة شحاتة ذى اليزل-الليلة فنطزية) ويهتم رأفت الدويرى بالأنثروبولوجيا والفلكلور الشعبي والملاحم الشعبية كما في (كفر التنهدات- الواغش) ومحمد سلماوى الذي مال إلى التجديد كما في (سالومى فوت علينا بكرة_اللي بعده سأقول لكم جميعا) هذا إلى جانب عبد الغفار مكاوي ونهاد جاد ومحمد كمال ويحيى عبد الله وأحمد عتمان جمال عبد المقصود ويبرز المسرح الشعري إلى جانب المسرح النثري، وغلب عليه المضمون السياسي والولع بالتراث ومن أبرز كتاب المسرح الشعرىيسرى خميس، ومهران السيد، وأحمد سويلم، وفتحي سعيد، وفاروق جويدة،وأنس داوود، ومصطفى عبد الغنى، ومهدي بندق ،وشوقي خميس، ومحمد إبراهيم أبوسنه
وفى الثمانينات اعتمد المسرح على ظاهرة النجم الأوحد، وكانت مسرحيات عادل إمام أبرز مثال حيث اعتمد على نجوميته دون أن تقدم شيئا اللهم غسل هموم المتفرجين.
المسرح المصري في التسعينات:
وتشهد التسعينات موجة انحسار للحركة المسرحية وغياب المسرح الهادف إلى هزليات مثل (سلامة سلم نفسك- بوم شيكا بوم- المليم بأربعة- بأحبك يامجرم) وفى عام 1991 تم عرض 20 مسرحية هابطة، ويشهد موت النص، فنجد أنفسنا أمام (4غجر والخامس جدع- إفرض- شارع محمد على- دستور يأسيادنا- تتجوزينى ياعسل- عطوة أبومطوة- حب في التخشيبة).
هذا بالإضافة الى استمرار ظاهرة النجم الأوحد متمثلة في عادل إمام الذي اعتمد على نجوميته في استمرار عرض مسرحية (الواد سيد الشغال) أكثر من ثماني سنوات.