‏امْرَأَتَان تَسكُنانِ جَسَدًا واحداً

بَعْدَ أَنْ مَضَى مِنْ عُمْرِ الْجَسَدِ عِقْدَانِ

وَبَدَأ الثَّالِثُ فِي الِانْتِهَاءِ

وَهِي تَبْحَثُ عَنِّي

فِي كُلِّ خَلْوَةٍ

تُحَدِّقُ فِي وُجُوهِ الشَّرِّ

لَعَلَّهَا تَجِدُ مَا تَبْحَثُ عَنْهُ

دَخَلَتْ عَلَى سَرِيرٍ مُزْدَوِجٍ

كَي تَنَامَ بِجِوَارِي

تَحْكِي لِي عَنْ بطولاتِها

لَقَد أَعلَنْتُ التَّوْبَةَ عَنْ عالمِكُم الْفَقِيرِ

وَبَعْدَ الْغَدِ سأحتفِلُ بِرَحِيلِ مِن تَسْكُنُ مَعِي

قُلْتُ لَهَا لَا شَأْنَ لِي بِكِ ،

وَلَم تستجِبْ نَامَتْ عَلَى وِسَادَةٍ

تُغَطِّي أَحْلاَمِي

وَبَعْدَ أَنْ حَانَ مَوْعِدُ الحَفْلِ

نظرتُ إلَى الْمِرآَةِ

وَلَمْ أَرَنِي

رَأَيْتُهَا تَرْقُصُ رَقْصَ الْأَفَاعِي

وترتدي فِرَاء الذِّئَابِ

وَأَنَا أَتَوَسَّلُ إلَيْهَا

مُحَاوِلَةً كَسْرَ الْمِرآةِ

وَلَمْ أَرَنِي وَلَا أَرَاهَا

مَدَّتْ يَدَهَا أَمْسَكَتْ بِيَدِي

وَهِيَ تَشْرَبُ مِنْ جيدي

وَقَلْبِي فَقَدَ موسيقاهُ الْمُعْتَادَةِ

تَرَكت جيدي

وقَبَّلَتْني بِدَمٍ بَارِدٍ تَسْقيِنِي مِن ثَغْرِهَا

رَحَلَتْ وَأَنَا مَعَهَا فِي مَلَاهِي السُّكْرِ

نَأْكُلُ ثِمَارَ بَحرِنا الْأَسْوَد

 

بواسطة ‏هدى عز الدين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *