بذوري نثرتها منتظراً أمطارَ شهوتكِ

بقلم/ كريم عبدالله بغداد ـــ العراق

إرجعي إليَّ سنابلكِ غافيةً على صدرِ حزني , ثغوركِ ملطّخةٌ بخرابِ الأبواقِ المهشّمةِ , تنطرحُ نواعيري تلهجُ بتوديعِ مفارقِ الكلمات .
كانَ الفجرُ ينزلقُ منْ شقوقِ أناملكِ , تتنفسُ الأزهار عطرَ أنوثتكِ المدثّرَ بالياسمين , ورفيف قميصكِ يحملُ أحلامي بياقوتكِ المُشتهى .
ينبضُ العشبُ كلّما تغزوهُ كمنجاتكِ المغدقة , أنفاسكِ تسدُّ منافذّ أفقِ السواقي , وأنتِ تتوقدينَ في ترنّحِ مقابضِ معبدي .
مذاقكِ يندلقُ مزهوّاً فوقَ مناراتي , السماءُ مازالتْ تحتفظُ ببيريقِ عينيكِ , مواسمُ القطفِ تنتظرُ نيسان بشفاهِ الملذّات , بينما بذوري نثرتها منتظراً أمطارَ شهوتكِ .
هذا الأفق لا ينتهي مبتدأً منْ عتبةِ عيونكِ , يمتدُّ بعيداً بعيـــــــــــــداً يهشُّ على طيورِ نرجسيّتي , حينَ تنامُ على قطيفةِ حنّوكِ تغرقُ وتستسلمُ للهذيان .
كلّما يكفهرُ العالم أطوفُ أحملُ وجهكِ شمساً مشرقةً , وبحجولكِ الفضيّة أطرقُ أبوابَ الصباح , أحوكُ منْ فرحي ساريةً يتطايرُ منها تاريخ منسيٌّ
أفتحُ المدنَ بصولجانكِ يلسعُ قبحَ الطرقاتِ , تحتَ أنقاضِ أسوارِ المسافاتِ المنهكةِ أزرعُ عطركِ , خمرتكِ المعتّقةِ بالوفاءِ مباهجٌ تبعثُ الموسيقى , غدرانكِ تهفهفُ وتشقُّ سرابَ المواعيدِ الخشنة , منْ حولها تمتلأُ الجرارَ بالخصبِ والبذخ .
اليومَ عادتْ تحملني أقدامي ولا تجهلني , أيّتها اللذيذةُ في خطواتي أشمُّ فيكِ عطرَ الأرض , كلّما تمطرينَ تتلعثمُ أنهاري وتزدادُ هياجاً , ويذوبُ صوتكِ المشبعَ بالصحوِ في عيوني .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *