بـــداية التفكيـــر في مستقبـــل القــــارة السمــراء

المفكر أحمد كرفاح

المفكر العربي الأستاذ أحمد كرفاح – الجزائر

إن هذه العبارات قد تدل على حقبة ماقبل الحرب العالمية ومابعدها ومابعدها وترة الستار الحديدي وتقسيم القارة السمراء أفريقيا وما لكل ذلك من تأثير في الذكريات المشتركة للشعوب الإفريقية إضافة إلى إنعكاسات هذه المرحلة وما حمتله من أحكام مسبقة ولدت طبعا من نسيج هذه الحقبة من تاريخ هذه القارة ستظل تواجه القارة السمراء لذا طبعا فشعوب هذه القارة قد أصبحوا في حاجة إلى إرساء الأسس لمرحلة سياسية واقتصادية وثقافية جديدة ٠فهذا البلد الجار الذي تهدده اليوم موجة من اليأس قد تقوده إلى السير نحو الإنحدار والغرق في مستنقع الفوضى والنهب ووقوعه في أزمة إجتماعية واقتصادية فليبيا في الحقيقة هي ذلك البلد الغني المريض اذي هو بأمس الحاجة إلى المساعدة من أجل الخروج من هذه الحلقة المفرغة ٠ خاصة وأن كل الملمين جيدا بتاريخ القارة السمراء لم يخفوا مخاوفهم من الهديد الذي يمكن أن يتهدد السلام في المنطقة المغاربية وفي كل القارة السمراء إذا ما إنزلقت ليبيا إلى مستنقع خطير٠ كما مكن القول بأن نخب المجتمع الليبي التي مازالت تعيش بعقلية الماضي لن تستطيع أن تعطي حلولا جذرية للأزمة الليبة المتفاقمة والمتشابكة الخيوط ولن تستطيع حتى الدول المجاورة لليبيا بما فيها الجزائر أن تعطي نصائح سياسية أو إقتصادية للشعب الليبي ولن تستطيع أن توفر أي فرصة للنجاح وهو الأمر الذي لن تبدي الشعوب المغاربية تجاه أن نوع من الأمل ٠ لذا طبعا لابد من الإستفادة من العلاقة الخاصة التي تربط ليبيا ببقية الشعوب المغاربية والتي يمكن أن تشكل أرضية صلبة لعلاقات سياسية وأمنية وإقتصادية وثيقة وتعاون مشترك أوسع معها ٠ كما أنه طبعا من جهة ثانية ولإسباب عدة نظرا لصعوبة المرحلة التي تمر بها ليبيا اليوم عليها طبعا أن تقبل المساعدات الضرورية التي تأتيها من الدول المغاربية أو حتى الإفريقية ٠ هذا طبعا مع العمل قبل كل شيئ على إنعاش الإقتصادي الليبي من أجل ضمان دور فاعل للحكومة الليبية المؤقتة وصياغة سياسة أمنية مغاربية إفريقية مشتركة ويبقى الأمل الكبير في هذا المجال معلق على الدول المغاربية وعلى رأس هذه الدول الجزائر طبعا٠ هذا وقد أصبحت طبعا هناك حجج كثير تفتح أمام الإنسان المغاربي والإفريقي العديد من الآفاق أقول هذا طبعا لأن الشعوب المغاربية والإفريقية قد أصبحت على قناعة تامة بأنه طبعا بدون وجود فاهم حقيقي وشامل بين الدول المغاربية والإفريقية يصعب تصور التوصل إلى سلام واستقرار دائمين في القارة السمراء ٠ وهذا طبعا مما قد أصاح يتطلب البحث عن أرضية جيدة للعمل المشترك ٠ أرضية تستطيع بها الدول الإفريقية توقيف الإحتجاجات التي أصبت تظهر في كثير من منطق العالم خاصة طبعا في المنطقة العربية ٠ وإذا كانت طبعا أحداث الحادي عشر من سبتمر 2001 التي ضربت نيويرك وواشطن قد شكلت بدورها محطة ومرحلة جديدتين في تاريخ العالم المعاصر فإن هذه الإحتجاجات طبعا التي ظهرت في كثير من البلدان العربية قد شكلت كذلك بدورها محطة ومرحلة جديدتين في تريخ العالم العربي ٠ كما أنه طبعا لاحد يساوره الشك في عمق العلاقة الي تربط المغرب العربي بالقارة السمراء وأهميتها لكن الشعوب المغاربية هي اليوم على قناعة بأن تعزيز القارة السمرء حضورها على الساحة الدولية وممارستها سياسة تعبر عن مصالحها واستقلاليتها لايمكن أن يأتي إلا من خلال تجميع طاقاتها وإمكانياتها البشرية والجغرافية ولطبيعية إلى جانب مقدرات لمنطقة المغاربية الإقتصادية والثقافية والعسكرية ٠ وحتى وإن كانت هناك بعض الخطوات قد تم إنجازها في الماضي في هذا الإتجاه ٠ فإنه الآن طبعا قد حان الوقت للتفكير في ما يجب القيام به من أجل بناء القارة السمراء الموحدة والآمنة والتي طبعا تبشر بتحقيق الأمن والأمن في كافة بلدانها ٠هذا طبعا ويبقى مجلس الأمن الدولي دائما هو المنبر الوحيد المخول نسج خيوط السلام ووضع الآليات الكفيلة بحل الصراعاب الساخنة كصراع منطقة الشرق الأوسط كما أن تعاونا بين أفريقيا وأوروبا وروسيا في هذا السياق يمكن أن يساهم في عملية دفع عملية السلام إلى الأمام في المنطقة العربية و في القارة السمراء لأن هذه القوى تتمتع بعلاقات تقليدية قوية مع دول المنطقة التي تعيش اليوم الصراع وعدم الإستقرار٠ كماأن تعاون أفريقيا مع كل من روسيا والصين يمكن أن تلعب دورا مهما في عملية الوساطة بين الأطراف المتصارعة في منطقة الشرق الأوسط مثلا ٠ كما أنه في الحقيقة لا يمكن البدء في خطوات حقيقية من أجل تحقيق السلام وتدعيم أركانه إلا إذا توفر حد أدنى من الثقة بالأسس التي يقوم عليها إتفاق المصارعين لأن بناء الثقة بين أطراف الصراع هو شرط رئيسي لكل خطوة مستقبلية حتى ولو كانت صغيرة لأن في مثل هذه القضايا كثيرا ما يتوجب البدء من الصفر٠ كما أنه في هذا السياق طبعا يمكن أن يكون دور كل من روسيا والصين وأوروبا عاملا مساعدا أكثر من دور الولايات المتحدة الأميريكية التي يسيطر على قراراتها وسياستها اللوبي الصهيوني ٠ وهذا مما يجعلها طبعا غير قادرة في الوقت الحاضر على القيام بدور الوسيط والمنظم و الفاعل في المنطقة ٠ كما أن مشكلة السياسية الخارجية الأميريكية بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001 قد أصبحت تتمثل أساسا في أن كثير من الدول العربية والإسلامية ترى نفسها ضحية لسياسة أميريكية تسعى دائما إلى تشكيل تحالف دولي للحرب على ما تسميه بالحرب على الإرهاب الدولي ٠ كما أن كل ماقامت به الولايات المتحدة من إستعمال للقوة العسكرية قد زاد من تأجيج الصراع في العالم بدلا من نزع فتيله ٠ هذا طبعا ويبقى على القادة الأفارقة اليوم التفكير في عملية تنظيم العلاقات بين بلدانهم بشكل جذري من أجل النهوض ببلدانهم بطريقة مثمرة والعمل على إحياء دور القارة السمراء ومقعها على الخريطة الدولية ٠ على أن يشكل هذا النوع من التفكير جزء ا لا يتجزأ من حضارة وثقافة شعوب القارة السمراء ٠ فلمنطقة المغاربية من الناحية الثقافية ومن حيث القيم التي تحملها وتمثلها هي في الحقيقة جزء من القارة السمراء ٠ كما أنه على صعيد السياسة الخارجية التي يجب أن تأخذ في لإعتبار المصالح الإفريقية عند تقييمها لأحداث الخطيرة حدث وتحدث في ظل ما يسمى بالربيع العربي في بعض البلدان العربية الشقيقة و الصديقة للدول الأفريقية كما لا ننسى بأن كثير من الدول الإفريقية لها صداقة وعلاقة مع قوى إقتصادية عالمية لها نفوذ واسع هدفها العمل على تحرير قوانين التجارة العالمية والعلاقات الإقتصادية وجعلها أكثر ليبرالية ٠ فالولايات المتحدة الأميريكية طبعا هي اليوم تقف أمام إنضمم الدول الإفريقية إلى مجموعة الدول الكبرى الصناعية ٠لكن يمكن القول طبعا بأنه على الدول الإفريقية اليوم إذا ما أرادت أن تصبح أداة مهمة على صعيد السياسة الدولية عليها طبعا أن تتبنى لغة حكيمة ومناسبة تعمل على تغليب المصالح العامة على حب الذات والمصالح لإقليمية الضيقة ٠وهذا يتطلب التفكير في إقامة علاقات إفريقية صينية خاصة وأن الصين اليوم تمثل طبعا رابع أكبر إقتصاد في العالم وكذا الهند ٠ هذا طبعا ومادامت منطقة الشرق الأوسط وهي طبعا منطقة عربية هي بمثابة برميل بارود سيعمل إنفجاره حتماعلى إلحاق أضرار جسيمة بمنقطة الشرق الأوسط وحدها بل وحتى بالمناطق المجاورة لها ٠ وبالتالي يصعب تقدير هذا الصراع الدائم على الإقتصاديات العربية والإقتصاد العالمي ٠ كما أن هذا الصراع قد أدى إلى عدم الإنتعاس للإقتصاديات العربية وخاصة تلك التي تعيش تحولات إقتصادية وتنموية ٠ ومن مصلحة الدول العربية والقارة الإفريقية أن يكون للصين وروسيا موقع في التصورات والوجهات العالمية سعيا إلى بناء علاقات شراكة تقوم على منحها إمتيازات خاصة فالصين هي اليوم تعتبر قوة إقتصادية بدون منافس وقد تشكل قطب ثاني بعد إنهيار الإتحاد السوفياتي ٠

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *