تنافس الدول الكبرى على جوهرة العالم السوداء أفريقيا

المفكر أحمد كرفاح

المفكر العربي الأستاذ أحمد كرفاح – الجزائر

طبعا تبقى الحقيقة تقول بأن جوهرة العالم السمراء طبعا القارة الإفريقية هي اليوم محال أطماع كثير من الدول طبعا و محور تنافس بين القوى الكبرى ٠ طبعا يحدث هذا بعد تجاهل وتهميش هاهي اليوم دول القارة السمراء تصبح محجا طبعا لقادة ومسؤولين كبار كالولايات المتحدة وروسيا والصين وغيرها، حيث تعرض مشاريع للتعاون في إطار صراع نفوذ يمتد إلى أنحاء القارة وعينه على ثرواتها ٠ هذا طبعا ويبقى القول بأن بلد إفريقي كأنغولا الذي كان قد عانى طبعا من ولايات حرب أهلية دامت قرابة 3 عقود٠ قد أصبحت طبعا من علامات الاستقطاب الدولي خلال الحرب الباردة، لتتجه في السنوات الأخيرة إلى التعاون مع الصين والبرازيل وغيرهما. كما قامت علاقات مع الصين وروسيا، واستقراء الفرص الممكنة للدول الأفريقية بفعل التنافس الدولي على قارتهم، واحتمالات تحول هذا التنافس إلى صراع بين القوى الكبرى٠ هذ طبعا ويبقى القول بأن معظم دول القارة السمراء قد أصبحت اليوم تتمتع بعلاقات مع كل بلد تقريبا في العالم ٠ طبعا بعد أن أصبحت سياستها طبعا الخارجية منفتحة على كل دول الدول٠ ومع هذا طبعا فإن الشعوب الإفريقية ستظل متمسكة بمبدأها وهو الدول الأفريقية هي ملك للأفارقة فقط ٠ يعني أن هذه الشعوب تفرض تعبية قارتها لهذه الدول الكبرى ٠ علما بأن القارة السمراء تمتلك نحو ثلث ثروات العالم المعدنية، و65% من الأراضي الصالحة للزراعة في العالم٠ لكن طبعاورغم هذه الثروات تعاني شعوبها أسوأ معدلات الفقر فضلا عن صراعات ونزاعات دامية٠ لكنها في هذه المرحلة أصبحت محور اهتمام وتنافس دولي٠ حيث في أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، زار العديد من دولها، الرئيس الفرنسي، والمستشار الألماني، ووزراء خارجية الولايات المتحدة، وروسيا، والصين٠ كما كانت هناك قمة أميركية أفريقية في عاصمة الولايات المتحدة واشطن ٠هذا طبعا وكان قد الغرب من بسط نفوذه على دول القارة الأفريقية خلال القرن الماضي بقوة السلاح؛ إدراكاً منه لما تزخر به تلك القارة البكر من خيرات هائلة جعلت منها على مدار التاريخ محط أنظار القوى الاستعمارية، ولم تخرج القارة السمراء من دائرة اهتمامات ومطامع قوى إقليمية ودولية كبرى حتى بعد نيل دول القارة استقلالها، فعمدت تلك القوى ـ لاسيما خلال العقود الأخيرة ـ إلى استخدام القوى الناعمة والاقتصاد؛ للتغلغل في أفريقيا وبسط النفوذ بها، تحوّل ذلك تدريجياً إلى ما يشبه الحرب الباردة التي تأخذ مكانها على صعيد القارة بين تلك الدول صاحبة المصلحة في التغلغل أفريقياً٠ هذا طبعا ويبقى القول بأن التنافس الدولي من أجل التغلغل داخل دول القارة وبسط النفوذ فيها، تحوّل إلى صراعٍ تُكتب فصوله بصورة ملحوظة في الوقت الراهن، لاسيما على هامش الصراع التجاري ء بشكله الأوسع ء بين الولايات المتحدة الأمريكية والصين، ومع ما يتسبب فيه صعود تلك الأخيرة من مخاوف لدى مختلف القوى الدولية الطامحة.فالصراع في أفريقيا وإن اتخذ في مفهومه المرئي بعداً اقتصادياً تجارياً بحتاً، إلا أن ذلك البعد ينطوي ضمن أبعاد استراتيجية عامة تجعل من القارة دائماً وأبداً محط أنظار العالم، من منطلق المصالح السياسية والأمنية التي تسعى الدول المتنافسة على تأمينها في القارة السمراء الحُبلى بالمشاكل الداخلية والمملوءة بالمخاطر التي تُهدد أمن واستقرار العالم، لاسيما ما يتعلق بقضايا مثل الهجرة والإرهاب.هذا طبعا ولقائمة تضم عديداً من الدول المتنافسة، ولكل أهدافها الخاصة التي تتصالح تارة وتتعارض مرّات أخرى عديدة لتأخذ شكلاً من أشكال الصراع الحاد، كما في حالة الصين والولايات المتحدة الأمريكية٠هذا طبعا وتضم القائمة أيضاً كلاً من اليابان والهند بمصالحهما الاقتصادية بالأساس في القارة الأفريقية، علاوة على المصالح الإسرائيلية والإيرانية، والتنافس السياسي والأمني والاقتصادي وحتى العقائدي داخل القارة. وتنضم تركيا للقائمة في ظل التحركات الأخيرة التي كشفت بوضوح عن انخراطها في مضمار المنافسة على القارة السمراء وخيراتها. هذا طبعا ويبقى يُنظر للدور الصيني بالأساس نظرة ريبة من قبل عديد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية، والذين حذروا من مغبة إغراق الصين دول القارة بالديون، وهو ما عبر عنه أكثر من مسؤول أمريكي وأوروبي حيث انتقدوا سياسة التغلغل الصيني في أفريقيا وأهدافها. هذا طبعا ويبقى ينظر إلى ذلك على أنه حلقة من حلقات الحرب والصراع بين تلك القوى التي لا تخفي هي الأخرى جانباً من مطامعها في دول القارة. هذا طبعا ويبقى القول بأن كلاً من الصين وتركيا والهند واليابان والقوى التقليدية الممثلة في الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب كل من إيران وإسرائيل، جميعها دول تتنافس حد الصراع في القارة الأفريقية. هذا طبعاوبينما الصراع البارز تجارياً بشكل خاص طبعا بين الولايات المتحدة والصين، داخل القارة، ثمة صراعات ومنافسة شديدة أخرى تتخذ طابعاً اقتصادياً وسياسياً وأمنياً وحتى عقائدياً، على غرار المنافسة بين إيران وإسرائيل، ليس فقط من منطلق تجاري وأمني وإنما يضاف إليه المنطلق العقائدي، ورغبة كل بل في كسب مزيد من الدول الأفريقية ضد الأخرى كي لا تدعم علاقاتها مع الدولة الأخرى٠ هذا طبعا وتبقى هناك أبعاد سياسية وأمنية واضحة فيما يتعلق بالصراع داخل القارة، من بينها أهداف الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي، إذ ينطلقان أساساً من الرغبة في حفظ أمن الدول الأوروبية وأمريكا من نواحٍ كثيرة داخل أفريقيا، من خلال منع الخطر قبل أن يصل إليهما من القارة، سواء الإرهاب أو تدفقات المهاجرين، وبالتالي تعمل تلك الدول على دعم دول أفريقية في عمليات مكافحة الإرهاب بأشكال مختلفة قبل أن يستفحل الخطر ويصل بشكل أكبر للقارتين، ذلك في خطٍ متوازٍ مع الرغبة في الحفاظ على مصالحهما طبعا أمريكا والاتحاد الأوروبي التجارية، والخامات النادرة التي يحصلان عليها من أفريقيا، وهذا كله له بعد استراتيجي في غاية الأهمية لكل من الطرفين. هذا طبعا وعلاوة على سعي الولايات المتحدة رفقة الاتحاد الأوروبي للحد من أثر النفوذ السياسي والاقتصادي وحتى الأمني للصين في القارة الأفريقية، لأنهم يؤمنون بأن ذلك النفوذ سيصبح في يوم ما على حساب المصالح الأمريكية والأوروبية٠ هذا طبعا ويبقى القول بالنسبة للمصالح التركية في الحقيقة ليست فقط اقتصادية، لكن لها بعدا أمنيا إلى حد كبير، إذ تسعى تركيا إلى كسب كثير من أنظمة الحكم في القارة لجانبها من خلال المساعدات الاقتصادية وغيرها؛ لتسويق منتجاتها في الأسواق الأفريقية وفتح المجال أمام الاستثمارات التركية، بالإضافة لمنافسة أو التصدي للنفوذ الصيني المتسارع تجارياً وسياسياً وأمنياً وكذلك النفوذ الإيراني. كما أن الهند أيضاً لها مصالحها الخاصة، لكنها مصالح اقتصادية بالأساس، كما اليابان٠أما تأثير ذلك التنافس الذي يصل إلى حد الصراع والحرب الباردة بين قوى إقليمية ودولية على القارة الأفريقية، فإن المنافسة في حد ذاتها جيدة إذا ما استطاعت الحكومات الأفريقية أن تُحسن استغلالها، فيمكنها تحقيق الكثير من الفوائد في سياق تصدير خاماتها بأعلى الأسعار واستيراد السلع المصنعة أو المصنعة جزئياً بأسعار أقل، مع تخفيف شروط الاستثمار، لكن بموازاة ذلك هناك مخاوف من أن تتحول الاستثمارات والقروض طبعا لاسيما الصينية إلى عبء على الدول الأفريقية، يمكن استخدامها ضدها بصورة كبيرة٠ هذا طبعا ويبقى هناك إحتمال تحوّل أفريقيا لساحة للحروب التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى حول العالم، ففي الوقت الذي أقر التقرير بتراجع ملحوظ، للسنة الثالثة على التوالي، في تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر بتدن وصلت نسبته إلى 13 في المئة خلال العام المنصرم، إلا أن الاستثمارات الأجنبية صاحبها نمو في أفريقيا، قدّرها تقرير مؤتمر الأمم المتحدة للتجارة والتنمية بحوالي 46 مليار دولار في العام 2018، بزيادة قدرها 11 في المئة عن العام 2017. وتتربع مصر على قائمة الدول الأكثر استقطاباً للاستثمارات الأجنبية بالمنطقة، تليها جنوب أفريقيا والكونغو والمغرب وإثيوبيا. وفيما جاءت الولايات المتحدة بالمرتبة الأولى كأكبر التدفقات الاستثمارية المباشرة بحوالي 252 مليار دولار، تليها الصين بـ139 مليار دولار، فقد جسدت الاستراتيجية الأمريكية الجديدة للعلاقات مع أفريقيا، والتي أعلنت عنها إدارة ترامب قبل نهاية العام الماضي، سعي الولايات المتحدة إلى مواجهة النفوذ السياسي والاقتصادي للصين في الدول الأفريقية طبيعة الصراعات بالقارة وتحوّلها إلى مسرح جديد للحرب التجارية بين الولايات المتحدة و الصين٠ هذا طبعا وكان قد عزز من التنافس الدولي على القارة السمراء الظروف التي تعاني منها عديد من دولها، مع تزايد معدلات الفقر، والمشاكل الداخلية بداية من الفساد وحتى خطر الإرهاب الداهم وغيرها من المشكلات المختلفة التي جعلت من دول أفريقية لقمة سائغة أمام طموحات القوى الطامعة والتي تتسلل إلى القارة عبر ستار المساعدات أو الاستثمارات وبقواها الناعمة.هذا طبعا ويبقى القول بأن هناك تزايد بشكل ملحوظ، مؤشرات صراع الدول الكبرى على القارة الأفريقية، حتى بدا الأمر وكأن حربا باردة جديدة بين الكبار تلوح في الأفق، فما تشهده القارّة من حركية دبلوماسية نشيطة قد أصبح طبعا يوحي بأن هذه القوى في صراع مع الزمن، من أجل الظفر بوِد الدول الأفريقية. طبعا، ليس حبّا في سواد أعين الأفارقة، بقدر ما هو باكورة تبعات الحرب الروسية ضد أوكرانيا، التي خلخلت موازين القوى على الصعيد الدولي، تمهيدا لميلاد عالم جديد. هذا طبعا وحتى وإن هذا التهافت على أفريقيا ليس وليد اليوم، لكن مجريات الحرب الروسية على أوكرانيا سرّعت من إيقاعه، وكشفت تفاصيله بجلاء على مسرح الأحداث، بعدما اكتشفت الدول الكبرى أنها، بشكل أو بآخر منطلقة من المقولة الفرنسية من دون أفريقيا، فرنسا لن تملك أي تاريخ في القرن الواحد والعشرين٠

هذا طبعا وتبقى تتوالى زيارات مسؤولي القوى الكبرى ومع اختلاف وجهات كل جولة على حدة، وكأنهم بصدد عملية توزيع جديدة للنفوذ داخل القارة. ٠لكن طبعا يبقى يفرض هذا الرهان على ممثلي الدول حسن تسويق الخطط والبرامج والاستراتيجيات.. أملا في إقناع الزعماء الأفارقة بمزايا الشراكة، وعوائد الاصطفاف إلى جانبهم. لا تخلو تلك المساعي من الهجوم على الآخرين٠ حيث تتحدث روسيا عن مواجهة الغرب الاستعماري والجرائم التي ارتكبها بمواقف الاتحاد السوفييتي الداعمة لحركات التحرّر في أفريقيا، ومتعهدة بدعم استقلالية بلدان القارّة السمراء. وحتى الولايات المتحدة من جهتها لا ترغب بإملاء خياراتٍ على أفريقيا ٠طبعا طمعا في العودة سريعا إلى القارّة، بعد سنوات من الإهمال، جرّاء فقدانها استراتيجية واضحة بشأن القارّة. هذا طبعا في وقت يتّجه فيه الأفارقة نحو تكرار سيناريو أميركا اللاتينية، بين المعسكرين الشرقي والغربي زمن الحرب الباردة أما فرنسا التي تقهقر نفوذ ها في أكثر من عشرين دولة وخسارتها للشراكة التجارية في المنطقة المغاربية٠حيث كانت قد أعلنت تونس إيطاليا شريكا تجاريا أول لها. وسبق ذلك قرار مالي قطع العلاقات الدبلوماسية مع فرنسا. وهو ما جعل فرنسا تحاول بكل الطرق إقناع الأفارقة بإستراتيجيتها تجاه أفريقيا والتي ترتكز طبعا مكافحة الإرهاب، وتجديد العلاقات الفرنسية الأفريقية، والأمن الغذائي. هذا طبعا ويبقى يتراوح الصراع على أفريقيا بين كفاح الحلفاء التقليديين، من أجل استعادة النفوذ طبعا كفرنسا والولايات المتحدة تحديدا إضافة إلى الصين وروسيا بالدرجة الأولى٠ طبعا تنافسية تتيح أمام الدول الأفريقية فرصة اختيار التموقع، بما يتوافق مع مصالح بلدانهم٠ هذا طبعا وتبقى تتمسك الولايات المتحدة بالدبلوماسية الناعمة، من خلال سعيها طبعا إلى شراكة حقيقية مع أفريقيا، من دون أن يكون ذلك على حساب نفوذ القوى العالمية الأخرى طبعا كل هذا سعيا وراء النفوذ وصونا للمصالح.

هذا طبعا وتبقى تزيد معضلة الانتشار المكثف لشركة الأمن الروسية الخاصة، المعروفة باسم فاغنر في كل من ليبيا وأفريقيا الوسطى وموزمبيق ٠ هذا طبعا وتعزّزها مساعي الصين نحو دعم الغزو الاقتصادي للقارّة الأفريقية، بتسجيل الحضور العسكري في أول قاعدة عسكرية صينية في جيبوتي، عام 2017. والبحث حاليا عن تدشين قاعدة عسكرية مماثلة في غينيا الاستوائية. إضافة إلى الوجود العسكري الفرنسي، منذ عقود، في كلّ من جيبوتي والسنغال والغابون.ه ذاطبعا ويبقى القول بأن التهافت على أفريقيا ليس وليد اليوم، لكن مجريات الحرب الروسية على أوكرانيا سرّعت من إيقاعه٠ هذا طبعا ويبقى الأفارقة على دراية بأن فالولايات المتحدة في الحلف التقليدي تدير العالم بمنهج عقابي٠ خاصة وأنه لا تزال العقوبات الأميركية سارية على تسع دول أفريقية. أما فرنسا شريكتها فهي تعد طبعا قوة استعمارية ناهبة للثروات من جهة وعقبة أمام تحرّر الشعوب ونهضة الأمم الأفريقية من جهة ثانية وفي المقابل تبدو الصين، الدولة العابرة للأيديولوجية قد تكون بديلا وحتى روسيا فتظهر طبعا في موقع الدولة التي لا تخذل حلفاءها. هذا طبعا و قد يتّجه الأفارقة نحو تكرار سيناريو أميركا اللاتينية، بين المعسكرين الشرقي والغربي زمن الحرب الباردة، ما لم يعقلوا أن هرولة الأوروبيين، هي بالأساس، نحو مواردها من الطاقة، طمعا في أن تصبح بديلا عن روسيا. وتبكير الصين بحضورها الاقتصادي، نتيجة إدراكها أن الأسواق واعدة في قارّة المستقبل. وإمعان روسيا في تسجيل حضورها الخشن بالقارة، خطوة في معركة تغيير قواعد اللعب على الصعيد الدولي، التي تتطلب داعمين ومناصرين يشدّون أزرها. وعودة الولايات المتحدة بوعي متأخر لأهمية الصوت الأفريقي، بعد تحفظ دول أفريقية على التنديد بالحرب الروسية على أوكرانيا.
مشاهد بارزة من القمة الإفريقية الـ 28 بأديس أبابا (إطار)