توتر في الضفة الغربية بعد وفاة الأسير الفلسطيني أبو حمدية

وقعت اشتباكات بين قوات الجيش الإسرائيلي وشبان فلسطينيين مساء الثلاثاء، في عدة مدن بالضفة الغربية، بعد دعوة أطلقتها حركة “حماس” لتظاهرات واسعة احتجاجا على موت الأسير ميسرة أبو حمدية، وسط دعوات لاستمرار الإضراب، في وقت حمّلت السلطة إسرائيل مسؤولية وفاته وسط مطالبات بتدخل دولي.

“أنباء موسكو”
واندلعت مواجهات في عدة مدن بالضفة الغربية، وسجل أشدها في مدينة الخليل – مسقط رأس أبو حمدية، حيث أصيب عدد من الشبان الفلسطينيين بحالات اختناق وبالرصاص المطاطي، كما قام شبان برشق قوات الأمن بالزجاجات الحارقة بحسب موقع “عرب 48 الفلسطيني”.

ويتخوف جهاز الأمن الإسرائيلي، من حدوث تصعيد أمني في الضفة الغربية، خاصة مع اقتراب يوم الأسير الفلسطيني بعد أسبوعين 17 نيسان / إبريل الحالي.

وانطلقت مسيرة مركزية في مدينة غزة باتجاه خيمة العزاء، التي أقيمت للأسير أبو حمدية في ساحة السرايا، وجمعت آلاف المشاركين، فيما رددوا هتافات تطالب فصائل المقاومة بالعمل لنصرة الأسرى وتحريرهم من سجون الاحتلال، بحسب وكالة معا الإخبارية الفلسطينية.

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال الثلاثاء، أن إسرائيل رفعت درجة تأهب قواتها في المنطقة الجنوبية المحاذية لقطاع غزة في ظل وفاة أبو حمدية في مشفى سوروركا الإسرائيلي في مدينة بئر السبع وفقا لصحيفة القدس العربي.

واعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء، أن “تعنت” إسرائيل هو السبب في رفض التجاوب مع الجهود الفلسطينية لإنقاذ حياة الأسير ميسرة أبو حمدية المصاب بالسرطان” .

وحمّلت الرئاسة الفلسطينية وقوى وطنية وإسلامية، حكومة الاحتلال مسؤولية وفاة الأسير ميسرة أبو حمدية صباح أمس الثلاثاء في مستشفى إسرائيلي فيما دانت حركة حماس في بيان وفاة الأسير والخطر، الذي يهدد حياة الأسرى في السجون الإسرائيلية، ودعت لتظاهرات  للتضامن معهم بحسب ما ذكر موقع عرب 48.

ودعت حماس رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، إلى التوجه إلى محكمة الجنايات الدولية لـ”ضمان محاكمة قادة الاحتلال القتلة، وتطالب القاهرة وجميع الأطراف العربية والدولية تحمل مسؤولياتهم لوقف الانتهاكات والجرائم الإسرائيلية بحق الأسرى” بحسب البيان.

كما دعت المجتمع الدولي إلى “تحمل مسؤولياته في حماية الأسرى، والخروج عن حالة الصمت والضغط على الاحتلال لإنهاء معاناة الأسرى”.

وبعد الإعلان عن موت الأسير أبو حمدية، 64 عاما، بدأ الأسرى الفلسطينيون في سجون كتسيعوت وإيشل ورمون ونفحة يقرعون على أبواب الزنازين، وإلقاء حاجيات، فيما هاجمت قوات خاصة تابعة لمصلحة السجون الإسرائيلية الأسرى في الزنازين.

وقالت تقارير إسرائيلية إن قسما من الأسرى ألقوا زجاجات حارقة، وأن 6 سجانين إسرائيليين أصيبوا جراء استنشاق غاز مسيل للدموع بعد إلقاء قنابل باتجاه زنازين الأسرى.

وكانت محكمة عسكرية إسرائيلية قد حكمت، في العام 2002، على أبو حمدية بالسجن المؤبد بعد إدانته بمحاولة القتل والعضوية في حركة حماس وحيازة السلاح، وبالمشاركة في التخطيط لعملية تفجيرية في مقهى في القدس، علما أن هذه العملية لم تنفذ.

وقال وزير الأسرى الفلسطيني، عيسى قراقع، في وقت سابق الثلاثاء إن أبو حمدية توفي إثر تدهور حالته الصحية، معتبراً الوفاة “جريمة بشعة وخطيرة عن سبق الإصرار ارتكبت بحق الأسير ميسرة بسبب الإهمال الطبي والتلكؤ بالإفراج عنه”.

وأبو حمدية هو الأسير الفلسطيني الثاني الذي يتوفى في السجون الإسرائيلية منذ مطلع العام الجاري، حيث كان توفي في أواخر فبراير/ شباط الماضي الأسير عرفات جرادات خلال التحقيق معه في سجن مجدو الإسرائيلي، ليرتفع بذلك عدد الأسرى الذين قضوا بالسجون الإسرائيلية إلى 207 فلسطينيين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *