توعية النشء بالتراث والمحافظة علي هويتهم الثقافية

دكتورة نورا عبد العظيم – شموس نيوز
لما كان التراث هو الحاضنة التاريخيّة للشعب فمن هنا فإنّ الحفاظ عليه يُعتبر من أولى الأولويات على الإطلاق غير أنّ العولمة ونمط الحياة المتسرع صعَّب المهمة بشكل كبير على المهتمين بحفظ تراثهم وتوريثه للأجيال اللاحقة وبمناسبة احتفال العالم باليوم العالمي للتراث في الثامن عشر من أبريل من كل عام ذلك اليوم الذي حدده المجلس الدولي للمباني والمواقع الأثرية للاحتفاء به كل عام ويتم برعاية منظمة اليونسكو ومنظمة التراث العالمي من أجل اليوم العالمي لحماية التراث الإنساني حسب الاتفاقية التي أقرها المؤتمر العام لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة في باريس في عام 1972م .
وبمناسبة ذلك الحدث العظيم رأينا أنه من الضروري أن نعمل سويًا علي توعية أولادنا ثمار قلوبنا بالتراث وطرق الحفاظ عليه وذلك عن طريق تبسيطه وغرز في داخلهم قيام الحفاظ علي هويتهم الثقافية من الطمس في ظل وسائل العولمة الحديثة التي تعد بمثابة غزو ثقافي يساعد علي طمس الهوية في ظل انشغال الأهالي بأعباء الحياة اليومية .
لذا واجب علينا جميعًا أن نعمل علي توعية أبنائنا بطرق الحفاظ عليه وذلك من خلال تعريف النشء الجديد به في المدارس ومنذ الصغر حيث يكون ذلك من خلال الطرق المناسبة التي تتناسب مع كافة المراحل العمرية إلى جانب ذلك فإنّ مسؤولية الحفاظ على التراث تقع أيضًا على عاتق الأهل في البيت فتنصل الأهل من هذه المسؤولية مع ميل البعض منهم إلى حشو أدمغة الأطفال بمبادئ الثقافات الدخيلة واللإنسانية في بعض الأحيان قد يعمل على استبدال التراث بما يتضمّنه من مكوّنات جميلة وسامية بالأفكار الهدّامة ممّا سيؤدّي في نهاية المطاف إلى ضياع الهويات الخاصّة بالشعوب المختلفة بالإضافة إلى ما سبق فإنّ مسؤولية الحفاظ على التراث تقع أيضًا على عاتق الدولة نفسها فسعي الدولة إلى التطوّر لا يجب أن يمنعها من الحفاظ على تراثها وأصالتها وعاداتها وتقاليدها وهناك العديد من التجارب الناجحة التي تؤكّد على إمكانية القيام بذلك والجمع ما بين الأصالة والمعاصرة .