جيل من الفرسان يرحل (الشهيد الفريق الركن عبد الرزاق المجايدة)

أيها الفارس في كل الميادين , ايها الفارس في كل الساحات , ايها الفارس في كل الحروب والمواجهات ايها الفارس الشجاع في كل مفاصل قواتنا التي كانت بك تنموو بك تكبر , بك تتعزز روحآ متدفقة بطاقتك المعنوية التي هي قدرتها الجماعية في لحظات النزال.
أيها الفارس يا قائد الفرسان لا نعرف من اين نبدأ معك فانت عبقرية الأماكن كلها التى لا حدود لمسافاتها و اتساع فضائها فانت اول المندفعين من جيل التمرد على النكبة وأول من اندفع لتغيير نتائجها فانت الشاهد على تنامي عزة غزة , عزة فلسطين عزة عروبتنا عزة ودفيء و تنامي روح المقاومة فينا , إن تحدثنا عنك نراك ببندقية الضابط الشجاع في الخندق الاول في القطاع متصديآ لتوغلات العدو الاسرائيلي في عام 1956,1955 وأول المندفعين والمدافعين عن حدودنا, عن خنادقنا, عن انتمائنا, عن عزتنا عن مجدنا عن شجاعتنا التي كانت تتدفق بك حيث تكون, فأنت التيار الذي يعطي للمكان الدفئ فان تزكرناك نتزكر فيك و منك مواقف العز القومي لقوات عين جالوت البطلة وهي تقاتل لوحدها ودون غيرها متصدية لعدوان1967 في قطاعنا الابي و نراك من فرسانها متصديآ معهم للهجمات الاسرائيلية اليائسة على ضفاف قناة السويس فشاركت معها و بها في التصدي لها و شاركت في نصر اكتوبر المجيد نتذكرك و نتذكر جيل معك يأتي الينا في ميادين التصدي لظلم الاخوة الذين كانت قسوتهم كبيرة على ثورتنا و كفاحنا فكنت معهم و بهم و على رأسهم تأت بقواتك و سلاحك لتدافع عن انتمائك لاعظم حركة , و اعظم ثورة لاعظم شعب انجبك و انتميت اليه.
يا اخي ابو العبد ، يا سيادة الفريق ، نعم كنت فينا دائما الفريق الذي لم ينفرد بقرار إلا كان صائبا ، كنت فينا الفريق الذي كان يكسب فينا و نكسب به كل معاركنا ، نعم لقد كنت من أبرز من جاؤوا للدفاع عن وجود ثورة تكالب عليها كل اولئك الذين انطفأت سمعتهم ولم تحميهم اسمائهم البراقة و القابهم الطنانة.
نعم يا سيادة الفريق ،اذا تحدثنا عن جبروت التمايز الذي كنت احد ابرز رموزه في ميادين التصدي للاحتلال و ابرز رموزه في ميادين الدفاع عن الثورة في مواجهة القوى المعادية لها ، و ابرز رموز الدفاع عن القرار الفلسطيني المستقل ، نعم عندما نقول انك جيل يرحل فهذا اعتراف قد غرسته فينا و الان نحن نعترف بالفراغ الكبير الذي تركه رحيلك عنا ، فانت فينا ومنا و بيننا ، ذلك الضابط و القائد المتميز الذي منحنا شجاعة امتلاك اللحظة و التفوق و المنافسة بين الرجال الرجال يوم تضعهم حرارة و لهيب المعركة في موضع الاختبار ، نعم لن ننسى يا سيادة الفريق تلك اللحظات الصعبة في مواجهة زحف القوات الاسرائيلية بعد ان تجاوزت ضفاف الاولي شمال صيدا ,لن ننسى روحك الخلاقة و المبدعة, والمبادرة مع اخوانك, فانت من ساهم و شجع و تابع و خطط للدفاع عن بيروت و تحصينها , الم تقل لي اسمع يامازن لتكتب شهادتي للاجيال , واستمعت اليك بكل مالكلماتك من قوة امتلاكها لظروف حدوثها فقلت (كنا نمضي قدما في استعداداتنا داخل المدينة و ناخذ احتياطات لمعركة قد تطول , والتحصينات ليست خنادق , وحقول الغام و متاريس فقط بل تتعدى ذلك الى التحصين الوقائي و هو ادامة مخزون الوقود , والمواد التموينية والمياه و الكهرباء . لن انسى كلماتك , وانت تقول لقد صمدنا في بيروت لان اهتمامنا لم يكن منصبآ على القوات الفلسطينية و اللبنانية و السورية المدافعة عنها بل تعداه الى كل الشعب اللبناني و الفلسطيني في المدينة , نعم لقد شددت على اننا نفذنا اجراءات صارمة , و كانت روحنا المعنوية هي زادنا و اهم تحصين للنفس شحنها بالصبر و الايمان و الصمود , نعم كنت دائمآ تردد الاية الكريمة (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة) فأنت ياسيادة الفريق القائل , لقد وضعنا مسميات لن تغيب من الذاكرة ابدآ , كانت و رفيق دربك القائد العام ياسر عرفات , و سعد صايل , و خليل الوزير و محمود عباس و غيرهم من رفاق الدرب الطويل وضعتم خطة شاملة لكل ماهو عسكري على ارض بيروت و رسمتم حدود المسؤوليات , نعم ياسيادة الفريق كنت و قواتك غرب القنال و شرقها عنوان نصر و صمود , كنت في بيروت عنوان نصر و صمود , الى الحد الذي نقلت فيه الينا كيف الانهيار المعنوي قد اصاب شارون و طلائع قواته ألم تقل لي لقد جلسنا نمازح بعضنا بما يرشح لنا من كلمات تأتي من شارون و أهمها كيف كان يطمح و يخطط لاخذنا بالشباك و يمربنا فوق المستوطنات ثم كيف ارسل لنا عبر فليب حبيب شارحآ ما اصابه من احباط قائلا ( ابلغو عرفات و رفاقه انني قذفتهم بكل شيئ برآ و بحرآ و جوآ و لم يبقى لدي سوى قنبلتي الزرية) نعم لقد انتصرتم علىه بحكمتكم و شجاعتكم و روحكم التي كانت هي روح الفريق.
ايها الاخ الخالد فينا.
انت تنتمي لجيل جميع رموزه كالجبال الراسخة في ثباتها و كالصقور في حدة اندفاعها .. لن انسى و جميع رفاق الدرب الطويل تلك اللحظات التي اشتد فيها الحصار علينا في طرابلس برآ و بحرآ و جوآ و ممن؟؟ من الاشقاء و من اسرائيل ايضآ و بعد ان خسرنا معركة البداوي .. لن ننسى ذالك اللقاء في قيادة فارس الفرسان ابو عمار عندما خاطبنا جميعآ اريدكم ان تتواجدو في الخنادق الامامية . لم يبقى معنا مساحات و الدائرة تضيق كثيرآ كثيرآ . لن ننسى كلماتك المبادرة نعم عندما قلت : يا اخ ابو عمار سأذهب و اضع قيادتي في اول موقع في منطقة التبانة و استاذنت للتنفيذ و تبعك حسين الهيبة و بدأت روح الشجاعة تتفاعل فينا جميعآ و صنعنا بعدها اسطورة الصمود … بل تدفقت فينا طاقة لا حدود لها لا يمكن وصفها و لايمكن رسمها . لا يمكن الوصول لحدودها انها الكرامة انها الانتماء انها شجاعتكم التي تحولت الي شجاعة الفريق فاستحققتم عن جدارة ان تكونوا الفريق الركن عبد الرزاق المجايدة و استحققتم عن جدارة ان تكونوا رحيل جيل يستحق كل الاوسمة على صدور الاجيال التي يجب ان تعرف عنا شيئآ.
وداعآ يا رمز البطولة في بيروت, و داعآ يا رمز البطولة في طرابلس , وداعآ يارفيق الدرب الطويل , وداعا يامن كنا نستظل بشجاعتك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *