سيد إبراهيم عميد الخطاطين العرب

كتبت : أميمة حسين – مصر

ما اجمل خطك ايها العميد

عزيزى القارىء هل تذكر كراسة الخط العربى ؟ كم من مرة كتبنا فيها وكم من مرة تجولنا فى صفحاتها ؟ فاذا كنت عزيزى القارىء ممن انعم عليهم الله بحسن الخط فعليك بقراءة هذا المقال
…..
سيد ابراهيم أحد رواد وأعلام فن الخط العربي في مصر والوطن العربي في العصر الحديث وهو المعلم الذي علَّم مئات الخطاطين من كافة أرجاء العالمين العربي والإسلامي، اصول الخط العربى ، و يرجع له الفضل فى تحويل أغلفة الكتب المطبوعة، إلى لوحات خطية رائعة تنطق بالجمال والتناسق البديع صارت
محل عناية من هواة الخط العربي.
…….
ولد الخطاط المصري في منطقة “عرب اليسار” القاهرة عام 1897 وتفتحت عيناه على الآثار الإسلامية التي يمتلئ بها الحي القاهري العريق، الذاخرة بآيات الخط العربي جمالاً وروعة، حيث تلقى تعاليمه الأولى في أحد الكتاتيب التي كانت منتشرة آنذاك، والتى كانت من عادتها أن تعلم الصغار مبادئ القراءة والكتابة على ما كان يعرف بـ «الألواح»، وكانت من الأردواز أو الصفيح، وشاء الله أن يكون شيخ الكتاب الذي يتعلم فيه الطفل الصغير صاحب خط جميل ويشجع تلاميذه على الكتابة الجميلة. ولاحظ الشيخ جمال خط تلميذه الصغير فتعهده بالرعاية والتشجيع.
……..
بعد ان ن اتم درراسته بالكتاب التحق سيد إبراهيم بالقسم النظامي في الأزهر الشريف والذى كان بعتنى بتعليم الخط العربي إلى جانب دراسة العلوم الشرعية واللغوية، فتقدم كثيراً في تعلم الخط، إلى جانب أنه كان يمارس الكتابة حفراً على الرخام في محل لأخيه.
…. …..
بدأت رحلة سيد إبراهيم مع الخط من خلال البيئة الغنية بالآثار الإسلامية التي كان
يعيش فيها، وكانت الخطوط التي تزين المساجد والمباني الأثرية في حي القلعة في قلب القاهرة أول درس يتلقاه في فن الخط، وتأثر أيضاً بصفة خاصة في بداية حياته الفنية بخط الثلث المكتوب على سبيل «أم عباس»، الذي أبدعه الخطاط العثماني الفذ عبدالله بك زهدي، في حي الصليبية في القاهرة، وجامع الرفاعي في حي القلعة.
…..
اعتاد سيد إبراهيم أن يقف أمام خط زهدي ساعات طويلة مبهوراً بجمال فنه، محاولاً
تقليده. كما تأثر بالخط الفارسي المكتوب على جدران مسجد محمد علي في القلعة، وظل حتى نهاية أيامه يزور تلك الأماكن بشغف وحب .
…..
التحق العميد بمدرسة تحسين الخطوط الملكية منذ عام 1935م.كما التحق يكلية دار العلوم منذ عام 1938م حتي 1959م , ودرس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة منذ عام 1970 حتي 1977م. كما درس فى معهد المخطوطات التابع للجامعة العربية.
…..
قام العميد بتدريس الخط على مدار خمسين عاماً في مدرسة تحسين الخطوط العربية في القاهرة، وتخرجت على يديه أجيال متعاقبة من الطلاب المصريين والعرب المسلمين والأجانب .
……
اشتهر العميد بكتابة عناوين المجلات والصحف المصرية والعربية، مثل عناوين
مجلة: الهلال والمصور والبلاغ والإخوان المسلمين والأهرام، اضافة الى العديد من المجلات والصحف اليومية الصادرة في الخليج العربي. كما كان يكتب لوحات ملونة لآيات القرآن الكريم توزع مع مجلة «الإسلام»، وكانت يومئذ أوسع المجلات الإسلامية انتشاراً.
ومن أهم مؤلفاته في الخط:
– كراسة خط النسخ لحكومة السودان عام1913م.
– كتاب فن الخط العربي ويضم نماذج لجميع أنواع الخطوط طبع سنة 1941 وتم اعادة طبعه لست مرات متتالية ونسخ طبعه في باكستان وإيران –
– كراسة الخط الرقعة المقررة بالمدارس المصرية التي قررت وبعد ذلك بمعظم دول الخليج
– روائع الخط العربي الذى تم تصميمه في أمريكا وطبعت بالولايات المتحدة الأمريكية بطاقات تحمل لوحات خطية من مختاراته في القرآن الكريم
– كتاب دلائل الخيرات عام 1345 هجرية
– تاريخ الخط العربي ويضم مجموعة محاضرات مبتكرة ألقيت في معهد المخطوطات
العربية بجامعة الدول العربية
– كما كتب الكثير من شواهد المقابر (قبر الزعيم محمد فريد- قبر أمير الشعراء أحمد
شوقي) وآلاف اللوحات والبطاقات والسندات والإعلانات واللافتات الرخامية لكثير من المنشآت المعمارية بالداخل والخارج.
– كتب لوحات زينت جامع محمد علي- جامع المرسي أبوالعباس وغيرهما.
– كتابة مسجد الفولي وكذا جامع هدي هانم شعراوي بالمنيا في عام 1935
ومسجد العرفان واليوسف بملوي.
– كتابة مسجد السلام بالهرم.
– شارك في كتابة مسجد أحمد زكي باشا بالجيزة.
– كتابة منبر جامع الحسين (حافظوا علي الصلاة والصلوات الوسطي)
– كتابة بوابة قلعة محمد علي باشا بالمقطم.
– كتابة لوح خطية بمتحف الجمعية الجغرافية بمصر.
– اشترك في كتابة مسجد باريس القديم ضمن هدية الملك فؤاد الأول
……….
تعدت شهرة سيد إبراهيم حدود مصر إلى غيرها من البلدان العربية والإسلامية، ففي إحدى زيارات الرئيس الراحل جمال عبد الناصر للهند زار مسجد جاما، وأعلن تبرعه بالسجاد للمسجد، لكن المسلمين هناك طلبوا أن تكون هدية مصر لهم هي خطوط سيد إبراهيم بدلاً من سجاد المسجد، ويعد ما خطه في المسجد هو أعظم آثار هذا الفنان الكبير، وبخاصة سورة الجمعة التي كتبها كاملة في صحن المسجد.

عاش سيد إبراهيم حياته موضع تقدير الناس والدولة، فكان عضواً في لجنة تيسير الكتابة العربية في الأربعينات، وعضواً في المجلس الأعلى لرعاية الفنون والآداب، وفي المجلس الأعلى للفنون والثقافة..
…..
– كرمه الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر وكذلك الرئيس التونسي الأسبق حبيب بورقيبة والرئيس السوري الأسبق شكري القوتلي. وكرمته دار الأوبرا عام 1996 وأقامت له معرضا خاصا.
– كرمته مكتبة الإسكندرية عامي 2004، 2006م
– أقامت دار الكتب المصرية احتفالية وتكريم لهه في عام 2001م.
– أطلق اسمه علي مدرسة الخط العربي ببلبيس بمحافظة الشرقية
…….
اعتزل العميد الكتابة بعد اجراء عملية جراحية في عينيه بأسبانيا حتي وفاته في الحادى والعشرين من يناير عمر يناهز السادسة والتسعين . وبعد وفاته قام مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية بتسمية المسابقة العالمية الخامسة للخط العربي بإسطنبول باسمه، وهي التي تقام لتخليد أسماء عظماء فن الخط في التاريخ.
……….
وهكذا كان عميد الخطاطين سيد ابراهيم صاحب رسالة في حفاظه على الخط العربي عبر الزمان والمكان، رحم الله عميد الخط العربى وتغمده فسيح جناته
أميمه حسين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *