ضحية الإرهاب تحولت إلى إرهابية

الصحفية والشاعرة فابيولا بدوي
بقلم فابيولا بدوي – باريس
لا نملك سوى إرسال تحية عطرة خجلة لكل فتاة وامرأة عربية في يومها العالمي الذي مر قبل أيام. فالوضع الحالي للسواد الأعظم من نسائنا العربيات داخلياً وخارجياً يترجم معاناة مزدوجة بسبب النوع أو التعصب أو الأحداث الجارية، اللهم إلا قلة قليلة منهن تتمتع بمساحات متميزة من الحضور والمكانة اللائقة.
لن نعيد ما كررناه حول الأمهات الثكالى والمعذبات في مخيمات اللجوء، ولن نسوق أي ذكر لقمع أخريات بسبب الردة الحالية ومحاولات التهميش والتقزيم، لكننا سنتحدث عن جراح مختلفة منسية، تعانيها فتياتنا العربيات في الخارج. سنعيد فقط ما ذكرته حنان شريحي (27 عاماً) ابنة أول ضحية لعملية الدهس البشعة التي شهدتها مدينة نيس في صيف العام الماضي. كانت والدتها أول شخص يقتل تحت عجلات الشاحنة المجنونة، وعنها تقول حنان «كانت امرأة على غرار كل النساء محبة ورقيقة وحازمة في آن واحد، كانت تمارس إسلاماً رائعاً ليس شبيهاً بذلك الذي أودى بحياتها».
وتروي حنان «وسط فجيعتي بأمي كانت اللعنات تنطلق تجاهي أنا وإخوتي بسبب ارتدائنا الحجاب، أثناء تجمع تكريم الضحايا (إنكم عار على فرنسا، عودوا إلى بلادكم)». حنان ضحية الإرهاب باتت فجأة إرهابية، وما زالت تردد «الجميع يربطون بين قاتل والدتي وبيني، إنه عقاب مزدوج».
حنان مثال حي نهديه بمناسبة يوم المرأة العالمي لمن يحتفلون ويرددون شعارات لم يعد لها أي وجود حقيقي في حياتنا.