عدوا علي أصابع اليد !

بقلم داليا جمال

طبيب شاب نشر علي صفحة الأطباء العاملين في مستشفيات وزارة الصحه انه حاول استخراج رخصة قياده مهنيه ليعمل سائقا لتاكسي ! ولكن جهة عمله ترفض منحه الموافقه ! فهل من حق جهة عمله رفض الطلب !! فنصحه زملاؤه بالعمل برخصة قيادته الخاصه سائقا مع شركة أوبر !
وحيث أننا وصلنا لهذه المرحله ، فعدوا علي أصابع اليدين ، سنوات قليله باقيه ..بل اقل مما نتوقع جميعا ليصبح ما حذرنا منه مرارا وتكرارا واقعا مؤلما ، وحقيقة موجعه لا مفر منها.
سنصحوا جميعا من نومنا ..أو نفيق من غيبوبتنا لنكتشف ان مصر قد أصبحت بلا أطباء !!
ولمن لم ينتبه ..فأطباء مصر يتناقصون بمعدلات مفزعه ، البعض هرب من التخصص في مجالات الطب المعقدة والصعبه بفروعها كتخصصات الباطنه ,والقلب ,والأورام والكبد والجراحه والمخ والاعصاب ، والعظام ، وغيرها من المجالات الدقيقه التي أصبحت ممارستها عبئا علي أصحابها ، نتيجة لما يعانيه شباب الأطباء من بيئة عمل طارده وغير مشجعه لهم ، من ضعف الرواتب ، ونظام عمل في مستشفيات حكوميه تعامل الطبيب علي أنه كائن من الفضاء الخارجي لا يكل ولا يمل ولا يعطل ولا يحتاج الي راحه !
حيث ساعات العمل متواصله تصل الي ٣٦ ساعه دون توقف، كان من نتيجتها سقوط العديد من شباب الأطباء ضحية للإرهاق والأزمات القلبيه المفاجئه !
وهو مادفع الأغلبيه الباقيه لاختيار تخصصات التغذيه والتجميل وزراعة الشعر ونحت القوام هربا من الفقر والإمتهان.
أما الغالبيه العظمي فقد رحبت بهم الدول الأوروبيه والعربيه التي تعاني من نقص الأطباء لديها ، و يمثل الطبيب المصري لهم فرصه رائعه وثروه بعقلية علميه محترمه وأخلاق مميزه ورغبة في النجاح وتحقيق الذات ، ولا يحتاج إلا إلحصول علي بعض الدورات العلميه الحديثه ومتابعة أحدث التقنيات العلميه ، ليصبح إضافة عظيمه لمجتمعه الجديد في الغربه، حيث يتوافر له الأمن والأمان والحياة الكريمه التي تليق بعلمه وقيمته في المجتمع ، وحيث يمكن أن يتابع دراسته ويزداد علما وخبرة وكفاءه.
أما نحن في مصر ..فلنعد لطب العطارين ووصفات الدجالين..فلا عزاء لنا .