على مائدة الوطنِ …. نلتقي

بقلم الشاعرة مرام عطية – سورية
شموس نيوز – خاص
أنا مثلُكَ يازُمرُّدَ الرَّبيعِ أجفِّفُ بالصَّبرِ ملوحةَ الدمعِ ، وأنتظرُ خيوطَ الضياءِ؛ لأحيكَ منديلا لشَعري وأخيطَ فستاناًِ من قصبِ الَّلهفةِ يليقُ ببهاءِ لقياكَ
أحتاجُ شمساً تدحرَ غيوماً سوداءَ عن عيونِ أبنائي ال- يغشاها الضَّبابِ ؛ لأبحثَ عن حباتِ عقدي المبعثرةِ وأجمعها سواراً وثيراً لحسناءَ سوريةٍ أضناها شتاءُ الفراقِ وبكاءُ العصافيرِ .
لا تلمني فأنوثتي تمنعني أن آتي بلا زينةٍ إليكَ
الموعدُ يتكئ على تلةٍ بعيدةٍ على سريرِ الأوجاعِ رصاصةٌ الخيبةِ كسرتْ أباريقَ نبيذهِ و احتقانُ اللامبالاة ثقبَ مراياهُ
لا تجزعْ الزمان مازالَ يعاكسنا بعد أن أوصدَ كلَّ الأبوابِ
وغيَّرَ المساراتِ المفترضةِ ، مساحاتُ الوقتِ متسعةٌ مع قطاركَ البطيءِ تعرضهُ متاريسُ الحربِ على سكةِ القهرِ ، و قلوبنا عامرةٌ بالحبِّ مترعةٌ بالأشواقِ ، فاجمعْ كنوزكَ وتهيَّأ لتبذرَ لهفتكَ في فيافٍ واسعةٍ كانت ذات فرحٍ نضرةً، هناااكَ حلمٌ ورديٌّ علاه الوسنُ و خيمَت عليه الوساوسُ و الأوهامُ .
على مائدةِ الوطن سنلتقي ذاتَ صباحٍ وندعو كل الأصدقاءِ الذين في أفئدتهم حملوا إنجيلَ الجمالِ لنضيءَ الشموعَ أمامَ محرابِ السَّلامِ
——-
مرام عطية – سوريا