علي كل لون يا تسول !!

بقلم داليا جمال

شايف حضرتك الست اللي بتلف حوالين عربيتك في إشارة المرور وشايله علي إيدها طفل صغير نائم دائما وبتطلب منك حاجه لله !! إوعي تديها فلوس .لأن الطفل اللي معاها ده متأجر باليوم ، أو مخطوف من أهله غالبا ، وهذه السيده متسوله محترفه ،وأكثر ثراء مني ومن حضرتك .
وشايف سعادتك الراجل الغلبان اللي لابس ملابس مقطعه وبيمشي علي كرسي متحرك بيطلب منك ومن غيرك فلوس ! ده بقي في أول كبسه لشرطة التسول تلاقيه قام علي رجليه ، وطلع يجري وكأن معجزة من السماء حدثت ، فأطلق ساقيه للريح ، واختفي في لمح البصر !
أما الست العجوزه اللي واقفه في مطلع الكوبري متكأة علي شومه قديمه ، تبكي وتنوح وتدعي لك بالستر والصحه لو نفحتها صدقه ثمينه ، وتدعي عليك وعلي عيلتك بالكامل لو تجاهلتها ، فأحب أقول لحضرتك إنها صاحبة عمارات وأملاك لا تعد ولا تحصي ، والتسول عندها ليس مجرد مهنه ، بل تجاره وبيزنس يدر عليها ملايين ، ولايمكن تترك مكانها لمتسوله غيرها، ولو حدث وزاحمها فيه متسول تاني ..فالموضوع ممكن تطير فيه رقاب!
والأيام دي ظهر شكل جديد من المتسولين المحترفين يناسب المناطق الراقيه ، فتلاقي راجل ببدله أنيقه بيقرب منك وبيطلب مساعده بحجة أن الحال اتدهور بيه ، وعنده اولاد مش قادر يصرف عليهم فبيشحت بس بشياكه !! وده بقي تحديدا التطور المنطقي للتسول ، لأن الناس اللي ساءت أحوالهم وهم أولاد أصول ،مستحيل يتسولوا في الشوارع ويمدوا اديهم ، الناس المحترمين لما تضيق بيهم الدنيا بيلزموا بيوتهم ، وبيحاولوا يشتغلوا أي حاجه لتوفير لقمة العيش لأولادهم ، ومش سهل عليهم يسألوا الناس صدقه أو إحسان في الشارع !
ولأننا في أيام وليالي رمضان ، شهر الكرم والزكاه، أدعوكم جميعا لتحري المحتاجين الأحق بأموالكم من هؤلاء ، اذهبوا بزكاتكم الي الجيران المتعففين، اذهبوا الي مستشفيات الأطفال التي لايجد أهلهم ثمن العلاج، وجهوا زكاتكم لأيتام قراكم وأسركم ، وتجاهلوا دعوات التبرع للجمعيات التي تتاجر بصور الفقراء والمحتاجين ، وفكروا الف مره قبل التبرع لأي جهات غير أمينه علي أموال الزكاه والصدقات.. فكلنا مسؤولون أمام الله عن أموالنا فيما أنفقناها.. وقليل من تحري الدقه ، ينفع ولن يضر. خاصة ونحن نري ونسمع ونعيش التسول علي كل لون يا باتستا !