كيف ينامُ من تجرُّه الأطيافُ الى عدن…؟

بقلم عبد اللطيف رعري – فرنسا
من يراني أمجِّدُ خجَلي،
و أسوِّي ظلِّي لحاشية تهوى جورَ الخريف ..
أتلذذُ حطَامَ الفراغاتِ على صدري..
ويغلب على خطوي تثاقل الرِّيحِ ..
فليعلم:
أنَّ أخطائي كانت بالقصد المستباح..
ومُوَّلدتي ضريرة
،تحسستْ بعكس الطَّالع
أنِّي قادمٌ
لاقتلعَ الغَضبَ من ظمأ القصيدة..
فاجأها صراخي
،لم ينقطعْ..
تمتمتُ لها بآيةِ الصلاحِ ..
وعدتُ للصُّراخِ..
“”””
فليعلم:
أنَّ أوجاعي أمطَرت في الأرض سنابلَ
أينعَ حبُّها
وتلقفهُ غرابٌ
مسعورٌ
عائدٌ من فرشة السَّقمِ…
أتذكّرُ أنِّي طلبت ُ رغيفاً مقابلَ أعضائي
وفي عزِّ طيشي استهواني عنفواني
وبطولاتي ..
استهوتني الأرقام والأسماءُ …
اغتالتني آخر الصيحات .
.وأثملتني معزوفات الشرق والغرب…
وتملكتني الحيرة حين لطمني الخريف بعزفٍ حزينٍ…
لكنّي هيَّأتُ لنفسي رَشَداَ..
أكلتُ تراباً
شربتُ حنظلاً..
ونمتُ كما الجُردانِ…
“”””
فليعلم:
قأنَّ تشرُّدي ليس ابتلاءاً من أحدٍ..
بل تطاولتُ بالرَّقص مع الإمبراطور
وعيني زاغتْ في مقصورة الأميرة…
قالوا:
هذا مارق…
هذا سارق..
لتنصب لهُ المشانق
وتطرق له الطرائق…
حرروا الجنود من الخنادق….
صففوا رجال البيارق..
امسحوا دموع الأسرى …
واتركوا أبواب القلعة بدون حرس اليوم في القصر حصل طارىء….
“””””
فليعلم:
لقد هاجمني صيَّادُ الذكرياتِ
وأخذ منِّي حُلمي
كسَّر قلمي
شتت حزمتي …
وراحَ منشغلاً برثَاءِ الكرامةِ ..
لقد داهمني شيطان طفولتي بالليل وعزمني الى ماخور الكلاب ..
ترادف على حالي البلاء ..
فخطف منِّي ظلِّي ..
آخرَ سهدي..
أخذَ استعاراتي والصُّورِ…
وراح هو الآخر يلعق ماء الغديرِ..
فليعلم:
أنِّي لستُ قطاً بقرب مدفئة ولا أنتظر ظهور وردة من النافذة…
ولا بريديّاً مصحوباً بالهدايا..
قاموس ميلادي مثخمٌ بالأعطاب….
تكفيني عينُ الشَّمسِ…
ولم يشخ مزماري حتى الان…
في قُبِّ جلبابي وأدتُ الوراء ..
قال أبي:
اخلع جلبابك ونم طويلاً ياطويل الجّبهةِ…
قلت:
أنامُ ووسادتي أثقل من الحاضرِ..!
قال:
كسِّر المصابيح والمزهرياتِ
وكؤوس الطِّلا
ونمْ
قلت:
وكيف ينامُ من تجرُّه الأطيافُ الى عدن…؟