( ما بعد الانطباعية ” فاليريا بريفاليكاينا )

بقلم الناقد المصري أد /عادل عبد الرحمن
أستمر الأنطباعيون في تطوير أساليبهم الشخصية والفردية، مع التزامهم إلى حد كبير بالرسم في الهواء الطلق، وأهتمامهم بالطبيعة بأضوائها وظلالها وألوانها، وتأملهم لمتغيرات سقوط الضوء على الموجودات على مدار اليوم الواحد وتأثيره في تغيير طبيعتها، وأكدوا في عملهم على مبادئ حرية التقنية وتنوع الخامات، ووضع لمسات تعبيرية مختلفة في مساحاتها وأشكالها، إلى جانب التفرد باتباع النهج الشخصي للفنان وليس التقليدي للموضوع، وهكذا حقق الأنطباعيون ثورة في تاريخ الفن، من خلال توفير نقطة إنطلاق تقنية لفنانى ما بعد الانطباعية، وبحلول أواخر ستينيات القرن التاسع عشر، كان فن ” مانيه ” يعكس جمالية جديدة، حيث كان من المفترض أن تكون قوة إرشادية في العمل الانطباعي، فقد تم تقليل أهمية الموضوع التقليدي، وتحول الانتباه إلى تلاعب الفنان بالألوان والأضواء والظلال والملمس وتأكيده في كثير من الأحيان على دسامة اللون وقوته التعبيرية الرمزية الدلالية.
إن الانطباع الأول عند مشاهدة أعمال التصوير للفنانة الروسية “ فاليريا بريفاليكاينا ” يلاحظ براعة التكوين وتوزيع العناصر بإحساس مرهف ورقة رومانسية وحسابات بصرية دقيقة، أكدت فيها على الإيقاع والتنوع ووحدة الأشكال وترابطها، كذلك قدرتها المميزة فى التعبير بشكل غير تقليدى عن المشاهد الطبيعية بما يشعر المتلقى أن اللوحة تنبض بالحياة، تعكس ذلك لوحات الطبيعة الحية أو اللاند سكيب ، كذلك تكوينات الطبيعة الساكنة والعناصر الآدمية، لقد تميزت الفنانة ببراعتها في توظيف تقنياتها ومهاراتها وخاماتها المتعددة من أقلام الرصاص إلى الألوان الزيتية والباستيل والفحم وغيرهم، لمسات الفرشاة وضرباتها السريعة النابضة بالحياة تشعر المشاهد بالديناميكية والحيوية وتعكس رؤية انطباعية تأثيرية، خاصة مع الحسابات البصرية للضوء الساقط فى غالبية لوحاتها على عناصر التكوين، ليؤكد الهارمونية فى العلاقات بين الضوء والظلال فى لوحاتها، إن لوحات الفنانة ” فاليريا بريفاليكينا “ توحى بالبساطة إلا إنها تحمل في طياتها شكل من أشكال الروحانية والتصوف، كما تتضمن انطباعات رمزية ورموز فكرية ودلالات فلسفية وايديولوجية تدعو إلى فك طلاسمها وقراءة أسرارها، كما توظف الفنانة الشابة الألوان ببراعة وتميز بما يؤكد أثر دراستها الأكاديمية وتتلمذها على أيدى كبار الفنانين الروس، بالإضافة إلى زياراتها العديدة إلى إيطاليا ودراسة أعمال رواد الفن التشكيلى بعناية شديدة.
ولدت الفنانة ” فاليريا بريفاليكينا “Valeriya Privalikhina في 2 يوليو 1990 في Divnogorsk ، إقليم كراسنويارسك، وتخرجت في الأكاديمية الإمبراطورية للفنون في سانت بطرسبرغ في عامي 2007 ، 2008 درست في معهد ولاية كراسنويارسك للفنون، ومن 2009 إلى 2012 درست في كلية الفنون الجميلة جامعة هيرزن، كان معلمها في الرسم هو ” سيرجي بين ” ، عام 2013 ، درست في المعهد الأكاديمي الحكومي في ” سانت بطرسبرغ ” للرسم والنحت والعمارة في كلية الرسم في ” إيليا ريبين “، في عام 2015 ، التحقت بورشة عمل خاصة بالفنان فلاديمير بيسيكوف، عام 2014 أقامت معرض “الانطباع الأول” بمعهد إيليا ريبين، (متحف التاريخ والأدب والمناظر الطبيعية التذكارية للدولة – محمية ألكسندر بوشكين “ميخائيلوفسكوي” (محمية بوشكينز)، 2014-2015 معرض أعمال الطلاب (معهد ريبين)، 2015 معرض “حوار الثقافات، روسيا – تركيا” ( سانت بطرسبرغ)، 2016 معرض “شباب سانت بطرسبرغ” (سانت بطرسبرغ ، معرض اتحاد الفنانين)، لها أعمال في محمية Bakhchisaray التاريخية والثقافية والمتحف الأثري ، بتمويل من جامعة وأكاديمية الفنون Hertzen ، و أيضًا لها مقتنيات في روسيا وألمانيا والصين.