مصادر عسكرية أمريكية تقول بأن واشنطن تحدث خططها لتدخل عسكري في سوريا
كشفت مصادر عسكرية مطلعة أن ضباط القيادة الأمريكية الوسطى و قيادة الأركان المشتركة في وزارة الدفاع “البنتاغون”، عملوا بضغط من النواب الديمقراطيين والجمهوريين، على تحديث خطط عسكرية تتضمن تدخلا مباشرا في سوريا، تتنوّع أشكاله بين توفير المساعدات الإنسانية وتوجيه الضربات العسكرية المباشرة.
وقالت المصادر لشبكة أخبار (سي ان ان) الأمريكية، أن “الملامح الأولية للخطة التي تتضمن أدوارا واسعة للقوات الأمريكية قد تظهر خلال الأسبوع المقبل، مع الشهادة المرتقبة لوزير الدفاع، تشاك هاغل، ورئيس الأركان الجنرال مارتن ديمبسي، أمام الكونغرس”، مشيرة إلى أن “الخيارات المطروحة تأتي في إطار تحديث الخطط العسكرية، وأنها لا تدل بالتالي على أن البيت الأبيض على وشك توجيه أوامر بتنفيذها”.
وكانت مصادر امريكية مطلعة قالت في كانون الاول الماضي ان الجيش الأمريكي قام بتحديث مخططات لتوجيه ضربة عسكرية ضد سورية, وذلك بعد توارد تقارير أمنية تفيد بقيام الحكومة السورية بتزويد بعض القنابل المستخدمة في القصف الجوي بغاز السارين السام، وذلك بعد أن انجز (البنتاغون) “خططا تفصيلية” لعمليات عسكرية تستهدف النظام السوري، مبينة أن الخطط جاهزة للتطبيق إذا أصدر البيت الأبيض أوامر بذلك.
بدوره, قال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية طلب عدم كشف اسمه إن “الفريق الأمني في البيت الأبيض على علم بالخطط الجديدة”، مشدداً على أنها “لا تختلف كثيرا عن تلك التي سبق للرئاسة الأمريكية، أن درستها”.
وأضاف المسؤول “نقول منذ فترة طويلة إننا ندرس كل الخيارات الممكنة من أجل إنهاء العنف وتسريع الانتقال السياسي في سوريا.”
وبحسب المصادر، فإن “بين الخيارات المطروحة استخدام صواريخ كروز لضرب القدرات الجوية السورية، وكذلك استخدام الطائرات العسكرية الضخمة لنقل مساعدات إنسانية، وصولا إلى إقامة منطقة عازلة،داخل سوريا، ولكنها كلها خيارات قد تعترضها تحديات كبيرة عند التطبيق”.
وقال مسؤولون ، يوم الأربعاء، إن الرئيس الأمريكي باراك أوباما وافق على حزمة جديدة من المساعدات “غير الفتاكة للثوار السوريين”، مشيرين إلى زيادة مشاركة إدارته في النزاع السوري، وذلك بعد ان قرر الشهر الماضي إرسال مواد غذائية وأدوية إلى الثوار في أول دعم أمريكي مباشر لمقاتلي المعارضة المسلحة.
وحض نواب من الحزبين الجمهوري والديمقراطي في الكونغرس، الإدارة الأمريكية في رسالة الشهر الماضي، على التفكير في خيارات لضرب سلاح الجو والقدرات الصاروخية لـ”النظام السوري”، فيما تعلن الادراة الامريكية بأنها لن تتدخل عسكريا في سوريا دون تفويض أممي.
وكان البنتاغون أيد مشروع وكالة الاستخبارات الأمريكية (سي أي إيه)، الذي أعدته عام 2012، لتسليح المعارضة السورية عن طريق حلفاء الولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط.
وتمارس واشنطن, في الآونة الأخيرة, ضغوطات على سوريا, من خلال فرضها حزم من العقوبات تضمنت أشخاص ومسؤولين وشركات, لدفع النظام السوري إلى وقف ما أسمته أعمال العنف بحق المدنيين في البلاد, في حين ترى الحكومة السورية ان هذه العقوبات ظالمة وغير إنسانية وتستهدف الشعب السوري فقط.
وشددت الولايات المتحدة, في عدة مناسبات, على ضرورة رحيل الرئيس بشار الأسد, من اجل إنهاء أعمال العنف, والبدء بعملية انتقالية سياسية شاملة في البلاد, كما أعلنت عن استعداها تقديم المساعدات للمعارضة.