مع ذوي “داون”… في هذا اليوم وكل يوم…
بقلم… د. غسان شحرور *
في الحادي والعشرين من آذار/ مارس 2012، شهد العالم أول احتفال للأمم المتحدة بهذا اليوم العالمي، شاركت فيه حكومات العالم ومنظمات المجتمع المدني والأشخاص ذوو “داون”. وقد اختارت “منظمة داون العالمية” اليوم 21 إشارة إلى رقم الصبغي موضع الخلل، واختارت الشهر الثالث من العام، إشارة إلى خلل التثلث، وقد سميت المتلازمة كذلك نسبة إلى مكتشفها، وهي تعرف على نطاق واسع باسم “المنغولية”.
تفيد الدراسات أن حالة متلازمة “داون”، التي أصبح من الممكن اكتشافها خلال الأشهر الأولى من الحمل، تشاهد بين كل 800 – 1000 مولود تقريباً، وتختلف شدة هذه الإعاقة العقلية، والجسمية من شخص إلى آخر، وفق شدة الخلل الصبغي، وعوامل أخرى بيئية، لذلك تتفاوت قدرات وحاجات كل منهم، الأمر الذي يجب أن يكون واضحاً لأسرته ومجتمعه والعاملين معه.
كما هو معروف، يتميز الشخص من ذوي متلازمة “داون” بالخصائص التالية:
- لا يتعلّم أنشطة جديدة بنفس السهولة التي يتعلم بها أقرانه العاديون.
- يميل إلى البطء في الاستجابة إلى المواقف المختلفة.
· صعوبة في التعبير عن احتياجاته وأحاسيسه بطريقة يفهمها الناس.
- لا يفهم بنفس الدقة التي يفهم بها الآخرون ما يمكن أن يسمعه ويراه ويلمسه.
- لديه اضطرابات متفاوتة في عمل الذاكرة.
- لا يتمكن من التركيز والانتباه إلى شخصٍ واحد أو نشاطٍ واحد لمدة طويلة.
- يجد صعوبة في التصرف واتخاذ القرارات المناسبة.
- لديه بعض الاضطرابات في النطق واللغة ولكن بدرجات تتفاوت من شخص إلى آخر.
- يجد صعوبة في السيطرة على أحاسيسه وعواطفه.
بمناسبة هذا اليوم، 21 آذار/ مارس، دعت الأمم المتحدة المنظمات الحكومية والأهلية، والإقليمية والعالمية ذات العلاقة إلى تبادل المعارف والخبرات والدروس المستفادة، من أجل تلبية حاجاتهم وتعزيز حقوقهم في حياة كريمة جنباً إلى جنب مع كافة أبناء المجتمع. هذا ودعت الأشخاص ذوي “”داون” ” ومنظماتهم والعاملين معهم إلى الإسهام في هذا اليوم، ورفع صوتهم عالياً خلال فعالياته المختلفة، في جميع أنحاء العالم.
“أصدقائي، مجتمعي”:
تم اختيار شعار “أصدقائي، مجتمعي” عنواناً لفعاليات يوم ذوي متلازمة “داون” العالمي لهذا العام 2016، وفيه تدعو “منظمة داون العالمية” كل العاملين والأشخاص من ذوي “داون”، كباراً وأطفالاً إلى رفع هذا الشعار، وإقامة الفعاليات التي تبين أهمية الثقافة والبيئة الاحتوائية للمجتمع، للتأكيد على دور أفراد مجتمعنا المحلي في خلق بيئة حاضنة وممكنة لكل منهم، على قدم المساواة مع الآخرين، دون تمييز، أسوة بجميع أفراد المجتمع، وكذلك على حقهم في الحصول على الرعاية الصحية الشاملة، على قدم المساواة مع أقرانهم، وضرورة تقديم المعارف الوافية للأهل والعاملين معهم.
عربياً، هناك العديد من الجمعيات والمؤسسات التي تنشط في هذا الميدان منذ عقود طويلة، تقدم الخدمات التخصصية والتربوية، إضافة إلى برامج التأهيل المجتمعي التي تسعى إلى إشراك كل مكونات المجتمع المحلي في جهود التأهيل والاحتواء وغيرها.
نعم، إن هذا اليوم العالمي فرصة لنلتقي معا…. نراجع تجاربنا، والنجاحات التي تحققت، والتحديات التي نواجه، والعمل معاً على تعزيز التفهم والاحتواء، فالموقف السلبي يؤدي إلى توقعات محدودة سلبية، تقود إلى التمييز، الذي يعني العزل والإقصاء، وهذا اليوم أيضاً مناسبة إعلامية، تسلط خلالها وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية الضوء على حقوق وحاجات وقدرات هذه الفئة من أبناء المجتمع، على طريق تمكينِهم والنهوضِ بواقعهم نحو الأفضل.