من الحكم العطائية
(ما تَرَك من الجَهْـلِ شيئا مَنْ أراَدَ أن يُظْهِرَ فى الوقتِ غيرَ ما أظْهَرَهُ اللّه فيه)
الجهل هو ضد العلم، وقيل هو عدم العلم بالمقصود. وهو على قسمين: بسيط ومركب، فالبسيط أن يجهل ويعلم أنه جاهل. والمركب أن يجهل جهله، وأقبح الجهل الجهل بالله وإنكاره بعد طلب معرفته.
ومن آداب العارف الحقيقي أن يقر الأشياء في محلها ويسير معها على سيرها، فكلما أبرزته القدرة للعيان فهو في غاية الكمال والإتقان.
وقال أبو الحسن النوري رضي الله عنه: مراد الله من خلقه ما هم عليه، فإذا أقام الله عبداً في مقام من المقامات فالواجب على العارف أن يقره فيه بقلبه كائناً ما كان، وإن كان لا تسلمه الشريعة رغبة في الخروج عنه بالسياسة وينظر ما يفعل الله.
العارف لا ينكر شيئاً ولا يجهل شيئاً، وقد قال بعض العارفين: ليس في الإمكان أبدع مما كان. وتأويله أن ما سبق في علم الله يكون لا يمكن غيره فلا أبدع منه.