نتائج الانتخابات في بغداد

اظهرت نتائج الانتخابات الاولية ان نسبة المشاركين ممن يحق لهم التصويت في بغداد 25 بالمئة يعني 75 بالمئة عزفوا عن التصويت وهذه ظاهرة تستحق الوقوف
لان ثلاثة ارباع سكان العاصمة لم يذهبوا الى الانتخابات لادلاء اصواتهم يعني ان هناك خلالا كبيرا في اداء حكومة بغداد المحلية ..
ايضا ظهرت انعكاسات السجالات السياسية العقيمة والتي انعكست بشكل سلبي على النسيج المجتمعي البغدادي . اذا ان معظم السياسين العاملين في الساحة هم من المحافظات وهؤلاء لايفرقون بين النسيج الميني لبغداد والنسيج العشائري الذي يطروحه في سجالاتهم السياسية ..
يضاف الى ذلك ان الخدمات في اطراف العاصمة تكاد تكون معدومة مع الفارق في التداخل النسيجي بين قيم المدينة وقيم العشائر التي تهيمن على اطرافها والتي بدورها ابرزت مشكلة صعبة الحل في تقديم نوع الخدمات
وهذا اشار بوضوح الى فشل جميع اعضاء حكومة بغداد المحلية السابقة وخصوصا حينما هطل المطر بغزرارة في الشتاء المنصرم وكشفت ضحالة الخدمات المقدمة وكذلك قلة الحيلة في يد اعضاء الحكومة الذين اعترفوا بعدم تقديرهم لحجم الاهمال الذي تعاني منه العاصمة
النتيجة بالتأكيد ناقوس خطر يدق بقوة ان ما حصل ممكن ان يعيد نفسه في الانتخابات النيابية المقبلة اذ كشفت الاحداث والتعامل مع كل الاحداث التي مرت على العراق وبغداد انه لايوجد من يمكن الاعتماد عليه في ادارة ملف الخدمات والبنى التحتية فما بالك في الملفات الاخرى
وما جرى من ممارسات فاشلة باعتبار بغداد عاصمة الثقافة العربية والتي ابرزت مدى ضحالة القائمين على هذا المشروع عدم مراعاة المثقف البغدادي خاصة والعراقي عموما وكشفت انهم استخدموا هذا المشروع لاغراض شخصية وفئوية وغيرها من الاغراض الغاطسة في الانا المنبوذة لدى القائمين عليها ..
يجب على الذين يمسكون سلطة الادارة المحلية لبغداد مستقبلا ان يعوا جيدا ان بغداد تختلف اختلاف جذريا عن باقي محافظات بغداد لخصوصيتها المميزة كونها عاصمة ومدينة تاريخية ومنبر ثقافي لم يؤسسها مسؤول انما ابنائها هم من يبني صرحها وليس المزيفين والمرتشين والسماسرة وانصاف المثقفين الذين تسيدوا المواقف وكأنهم من بنى بغداد ..
تثبت بغداد مرة اخرى انها عاصمة عراقية عصية على الطارئين عليها من السياسين القادمين من خلف سحب قاتمة ولايعرفون قيمة الثوابت المدينية لهذه المدينة الخالدة ويحاولون فرض اخلاقيات تخالف النمط المعتاد لبغداد واهلها .
انها محاولة لوضع الاصبع على الجراح التي تعاني منها بغداد وان هناك من يحاول تكبيل بغداد بقيمه البالية وعطائه المتيبس من جماليات الامكنة البغدادية التي استحالت الى كراجات وفيترية وعربانات تجرها الاحصنة المنتهية الصلاحية والمتسولين الذين ملاءوا الشوارع والازقة وغيرها من المظاهر المؤلمة ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *