هل حققت سياسية الفوضى الخلاقة الأميريكية أهدافها ؟

المفكر أحمد كرفاح
المفكر العربي الأستاذ أحمد كرفاح – الجزائر
إن البلد الذي خرج منتصرا من الحرب العالمية الثانية هو الولايات المتحدة الأميريكية الأميريكية التي إستطاعت أن تتولى مسئولية العالم والتي طبعا قد كانت كثير من الدول تنتظر هذا البلد الذي خرج منتصرا سيقود العالم ٠ والدارس اليوم لخيطة العالم بدقةحتى لا تخدعه المعطيات المتوفرة لدراسة أحوال العالم ٠
فهذه إحدى العناصر الأساسية التي كان يستعملها الجنرال ديغول في دراسة أحوال العالم وسياسته٠ حيث قد كان يستعين بالخريطة في التمعن بدقة وبجدية في خريطة العالم ٠ ونحن اليوم طبعا عندما نتمعن نجد أن بحرية البحر المتوسط تمثل الرئيسي في العالم٠ حيث هذه البحرية قد شاهدت صراعات الإمبراطوريات منذ خمس مائة سنة تقريبا وظل البحر الأبيض المتوسط يعيش ثورة الصراعات ٠ لأنه يعتبر أهم طرق التجارة الدولية خاصة في القرن الخامس عشر الذي يعتبر طبعا عصر الإكتشافات العلمية٠ هذا العصر الذي شهدت فيه الدول العربية والإسلامية نوعا من الضعف ٠
في وقت قداكانت فيه التجارة الدولية تبحث عن طرق جديدة بعيدة عن خطر الدول الإسلامية من جهة ومن جهة ثانية قد كانت هناك بداية نشوء الإمبراطوريات الأوروبية من جهة ثانية ونها طبعا الإمبراطورية الأميريكية٠التي بدأت ترى منذ عام 2006 بأن وسيلة الغزو والقصف المدمر ضد دول الشرق الأوسط لأجل خلخلة أنظمتها مكلف وباهظ ماليا وبشريا كما حدث في العراق وأفغانستان ٠ فلقد ظلت الولايات المتحدة الأميريكية ومن معها من الدول الغربية تحلم بالشرق الأوسط الجديد شرقا مقسما ومتشيظا أكثر مما هو عليه ولا علاقة له بالقومية العربية ولا بالأديولوجية الدينية شرقا ليصبح بعد ذلك من السهل التحكم فيه أكثر مما هو عليه الآن حيث شرقا يضمن أمن الدولة الإسرائيلية ومتودد للغرب وقيمه ٠
هذا طبعا وقد بدأت وزيرة الخارجية الأميريكية السابقة كوندا ليزا رايس الحديث عن المصطلح الجديد الفوضى الخلاقة في عام 2006 حيث قد كانت يومها قنابل الصهايينة تمزق أجساد الشعب اللبناني الأعزل ٠ كما كانت ترى كوندا ليزا رايس يومها أيضا بأنه من خلال هذه الحرب المدمرة للبنية التحتية للدولة البنانية يخلق شرق أوسط جديد ٠
متناسية طبعا بأن الولايات المتحدة هي في الحقيقة عاجزة تماما عن تحريك الشارع العربي لأنه طبعا يعرفها على حقيقتها ويعاديها ٠ فأنى للولايات المتحدة أن تحدث تلك الفوضى الخلاقة ٠ ولقد بحثت الولايات المتحدة الأميريكية ومن ورائها الغرب عن الوصفة السحرية لخلخلة الأنظمة العربية أولا وإحلال الفوضى فيها ثانيا حيث لم تهتدي إلى ضالتها إلا من بعد العودة إلى التاريخ ونبش الكتب الفلسفية ونظرياتها المعقدة ٠ وخاصة المتعلقة بعلم المجتمعات العربية ٠
فكانت طبعا خطوتها الأولى هي طبعا المشروع الجديد الذى بدأته طبعا من السودان عام 2009 بإصدار مذكرة توقيف للرئيس عمر البشير من طرف المحكمة الجنائية الدولية أثناء وجوده في الحكم ٠ هذا من جهة ومن جهة ثانية فإن الرد الروسي على هذه المذكرة بأنه يعد سابقة خطيرة٠ مع أن النظام العنصري في جنوب أفريقيا لم يحاكم ٠
كما أنه لم يتم إصدار مذكرات الإعتقال ضد القيادات الإسرائيلية التي كانت قد إرتكبت جرائم في كل من لبنان وفلسطين ٠ كما أن هذه المحكمة الجنائية الدولية طبعا لم تصدر مذكرة توقيف ضد الرئيس الأميريكي جورج بوش عن الجرائم التي إرتكبها في كل من أفغانستان والعراق بحجة إمتلاك العراق لأسلحة الدمارو التي قد بينت التحقيقات والتفتيشات أنها غير موجودة إطلاقا٠
كما أن مذكرة التوقيف هذه التي كانت قد صدرت ضد الرئيس السوداني عمر البشير كانت طبعا تعتبر إرسال رسالة قوية وشديدة اللهجة ضد رؤساء دول الشرق الأوسط ٠ مفادها طبعا بأنكم ستحاسبون وستحاكمون دوليا إن قمتم بقمع شعوبكم ولم تسمحوا لهم بإستنشاق حرية التعبير والمطالبة بحقوقهم حتى وإن كان من هذه الشعوب من يطالب بالإنقسام٠
كما الأنظمة الغربية إستطاعت أن تستخدم المنظمات الأممية للولوج من خلالها إلى ما يسمى بالشرق الأوسط الجديد حيث دمت هذه المنظمات وجعلتها تتفاعل حتى أصبحت تتدخل في أبسط القضايا وتهدد هذه الدول وأنظمتها والقائمين عليها ٠ فلقد كانت الخطة فءي إحلال الفوضى الخلاقة تقتضى منح المجتمعات العربية جرعة هائلة من الحرية لم تتعاطها من قل على مر حياتها ٠ خاصة وأن المجتمعات العربية قد عاشت فترات طويلة تحت الحكم الشمولي يعني في ظل الحزب الواحد والرأي الواحد٠ فلم تستع أن تمارس حرية النقد والتظاهر ضد أنظمتها ٠
وهذا هو طبعا حال الإنسان على مر التاريخ حيث ناضل من أجل الظفر بالحرية التي تعد أساس وجوده ٠ ولكن ما أن يحصل عليها وبصورة مفاجئة سرعان ما تتحول ممارستها إلى أشكال جديدة فإما أن تتخذ شكل الفوضى والتدمير والقتل وإما أن يسيطر عليها الأغلبية لقهر الأقلية ومذابخ الثورة الفرنسية لعام 1798 أكبر دليل وعبرة وآية ٠هذا طبعا ويبقى القول بأن الحرية سلاح ذو حدين فالحرية طبعا تتميز عادة بالإستقلالية الكاملة والإستقلالية المقننة التي تعني القبول الطوعي بضوابط معينة متفق عليها وكذا الفوضى العارمة التي تعني طبعا الغياب الكامل للنظام الشرعي ٠
وهذه الخيرة هي تخطط لها الولايات المتحدة الأميريكية من أجل تسود في منطقة الشرق الأوسط ٠ كما أنه قد قيل بأنه في حالة حدوث الحرية الداعية للفوضى ستتفجر المنطقة وتتصاعد أصوليات مختلفة سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وعرقية ومذهبية وغيرها ٠ طبعا هذا ما ساعت إليه الولايات المتحدة الأميريكية في منطقة الشرق الأوسط بإطلاق مشروعها الجديد الفوضى الخلاقة و التي قالت عنها وزيرة خارجياتها كوندا ليزا رايس يومها بأنها فوضى خلاقة تؤسس للديموقراطية وتبشر بالديموقراطية وانضمت إلى هذا المشروع الأميريكي كل من الجمهورية الفرنسية وكذا حلائها الأوروبين هذا المشروع الذي وقع في مستنقع العراق تحت وهم أنها ستكون شريكا للولايات المتحدة الأميريكية في العائدات ٠
ووقع يومها الرئيس الفرنسي جاك شيراك على قرار إعدام أصدقائه الثلاثه في منطقة الشرق الأوسط وهم طبعا الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات والرئيس العراقي صدام حسين ورئيس حكومة لبنان رفيق الحريري مقابل إطلاق هذه الفوضى٠ ليأتي فيما بعد محمود عباس والعلاوي الذي جاء بعده نوري المالكي وفؤاد السنيورة فكانت طبعا هذه هي ديموقراطيتهم حتى طبعا وإن كانوا قد تفاجأو بمجيئ حركه حماس في فلسطين على ظهر هذه الديموقراطية ٠
ثم بعد ذلك أصبحت الفوضى طبعا فوضى عربية ٠ هذا طبعا ويبقى القول بأن السلطة في عالمنا هي طبعا في صراع مستمر مع الحرية وتنازع لا يكاد أن يهدأ إلا وسرعان ما يتفجر من جديد ٠ نقول هذا حتى وإن كنا طبعا نرى في تأكيد السلطة للحفاظ على الحياة والحرية ٠ حتى طبعا وأن كانت الرية لا وجود دون ضرورة دفعها وتوجيهها٠ وأن الحرية لا تستقيم إلا بوجود سلة تنظمها إلا طبعا تحولت إلا فوضى ٠ وهذا مما أدى طبعا وجود مؤامرة إصطلح على تسميتها بالفوضى الخلاقة والتي ربما تعني منح الشعوب جرعة هائلة حتى وإن كانت مفاجئة من الحرية ٠
كما يمكنا القول بأنه بعد مذكرة إعتقال الرئيس السوداني عمر البشير قد كانت هنا لعبة إرهاب الحكام العرب إن هم إعتدوا حاولوا قمع حرية التعبير التي بدأت تتعالى في كثير من البلدان العربية وتهدد أنظمهم ٠ ماعد الصين الشيوعة التي لم تتأثر بموجة الفوضى الخلاقة ٠