هي كده – مسرحية على مسرح الغد
كتبت : فدوى عطية – القاهرة
هي كده مسرحية تعرض حاليا على مسرح الغد أيقونة الحب والسلام والخير ودعوة لايجاد حلول لمجتمعنا عن مسرحية للكاتب الكبير يوسف إدريس الفرافير .
تدور الأحداث من بداية المسرحية عن المؤلف الشاب عصام شكري ما كتبه في كتاب تم نشره ويتم استجوابه من الضابط الذي يقوم بأداءه طارق شرف .
وفي الكتاب تبدأ المسرحية من تلك اللحظة وتقدم علاقة الفرفور بالسيد في لمحة سياسية عن علاقة الشعب بالحاكم من خلال الفرفورة سامية عاطف والسيد شريف صبحي .
ويزداد احساس التناغم بين أداء الفرفورة الممثلة سامية عاطف والممثل شريف صبحي في العلاقة بين السيد والفرفورة ويدث في كل مشهد تبادل للأحاسيس من الحالة الاجتماعية التي نعيشها وصراعات الدول حاليا يتخلله مشاهد سينما على شاشة بيضاء على هيئة اسطوانة من أداء ممثلة كوميدية برعت في تلوين صوتها وتمثيل دورها وتأدية التعبير الحركي الدرامي من خلال مجموعة راقصين وراقصات بتعبير حركي درامي مناسب للأحداث.
والممثل شريف صبحي برع في أداء دوره السيد في أغلب مشاهد المسرحية في رمزية واضحة لمحاولة ايجاد الحلول في المجتمعات على مستوى العالم وليس على مستوى مصر ليصبح العلاج لمشاكلنا من البطالة والفقر في اطروحة جديدة في البحث عن وظائف خالية فتعمل الفرفورة سامية عاطف ومعها السيد شريف صبحي حانوتي الذي يدفن الموتى ويقوم بتكفينهم .
ويظهر الميت محمود الزيات الممثل الكوميدي في أجمل مشاهد المسرحية الذي أضحك الجمهور عاوز أموت دلوقت ديلفيري يعني اقتلوني ويطلبها من الفرفورة التي ترفض امام السيد من أجل المال فيقتله وهنا يظهر أقوى المشاهد التي تجمع بين الفرفورة سامية عاطف والسيد شريف صبحي الطغيان والديكتاتورية يرافقها شاشة العرض البيضاء في مقدمة المسرح فيها يظهر كل الطغاة مثل إدولف هتلر ولقطات من الحروب العالمية في تميز واضح للعرض السينمائي الذي أراه من أساسيات العرض وجمالياته وليس دخيلا بل أعطى جمالا للعرض المسرحي .
وبعدها يحدث حوار فيستيقظ قلب السيد وضميره فيحاول العمل فرفورا مثل الفرفورة في فلاحة الأرض وزراعتها فتتركه الفرفورة وتتحول هي إلى السيد من خلال ارتداء الجاكت الذي هو عبارة عن رمز في ارتدائه للحاكم وتجلس على كرسي الحكم مثلها مثل أول مشهد شاهدناه عندما جلس السيد شريف صبحي على كرسي الحكم وبدأ يعطي أوامر لها فتبدلت الأدوار وأصبحت مثله تعطي أوامر ليصبح هناك إسقاط سياسي أن الحاكم حين لا يشعر بالمحكوم ولا يحاول سماعه ولا حل مشاكله في المجتمع .. هل من حقه أن يعبر عن رأيه .
وتطرح اطروحة في مجموعة المشاهد التي تجمع بين الضابط والمؤلف لماذا كتبت ولماذا طيب وفي معنى لكلام هتفضل هنا ويتم استجوابك لماذا وضعت البطل والبطلة السيد والفرفور وأسئلة كثير ة فيصرخ المؤلف معبرا عن رأيه فيه يظهر التنوع والتبادل بالنسبة لمخرج شاب استطاع ان يقدم عرضه في ثلاث أماكن بتوالي واضح وتسلسل للأحداث دون ملل له رؤية إخراجية مبدعة خاصة به بتميز في كل مشهد بايقاع سريع في معادلة صعبة وسؤال يطرح نفسه من أول المسرحية .. العلاقة بين السيد والفرفور في لمحة سياسية مميزة أين ومتى وكيف وربط أحداثنا بالعالم من خلال ديكور رجل منحوت من الفوم في الخلفية السوداء يحمل الكرة الأرضية وحوله النجوم في السماء متناثرة بفضيتها واللافتات البيضاء الموجودة على أرض المسرح حين تمسك الفرفورة في احدى مشاهد المسرحية قبل الختام لافتة إضراب في إسقاط سياسي عن كل الاضرابات سواء كانت عن العمال أو الفقراء على مستوى العالم ليصل إلى أن العالم كله يحتاج لحلول حين نمر بازمات من خلال الحوار والتوافق ليختتم لعرض المسرحي بصرخة أننا نلف في دوائر ولا نعرف من أين تبدا وأين تنتهي من خلال الممثلين سامية عاطف وشريف صبحي ويؤكد عليهما تريد البحث عن حلول للخروج من أزماتنا بتعبير حركي مميز للفنان حمد ابراهيم مكملة وتناسب حالة العرض.
وتصميم ديكور مميز للفنانة مايسة محمد وتنفيذه للفنانة سمر أحمد من خلال المؤثرات الخاصة للفنان عز حلمي والتصميم المميز للملابس التي تحمل الجمال والبساطة والمعاصرة في سهولة لبسها بسلاسة أمام الجمهور دون ازعاج لعين المتلقي وملائمتها للعرض المسرحي تصميم أزياء نورهان سمير وتنفيذ الأزياء مي كمال مع رؤية سينمائية أساسية للعرض وملائمة لحالته للفنان طارق شرف وسيناريو الفنان محمد سليم وتصوير مارمينا شلبي وتصوير فوتوغرافي عادل صبري والمخرج المنفذ توفيق ابراهيم وإعداد مميز واخراج محمد سليم .
ولا نغفل األحان الموسيقى للموسيقار التي نجحت في إبراز جمال العرض في مشاهده في رعاية فنية رائعة لمدير المسرح مسرح الغد الفنان اسماعيل مختار ومعه نائب المسرح الفنان معتز السويفي ومدير عام شؤون مالية وادارية محاسن عبد الرحيم ومدير الشؤون الفنية محمودالنقلي الذين شكرهم المخرج في نهاية العرض المسرحي يوم الافتتاح هي كده عن رواية الفرافير في إطروحة جديدة في رمزية ساخرة تبحث في أسئلة عن ايجاد حلول وتحقق المعادلة الصعبة في أساسيات العرض المسرحي من إخراج وديكور وملابس وأداء ممثلين كل برع في أداء دوره بإقتدار .
تحية اجلال وتقدير في محاولة جادة لعودة مسرح الدولة ليناقش مشاكل المجتمع لأن المسرح سيظل أبو الفنون دوما.