د. فادي الكيالي لـ “شموس نيوز”: في ظلمة العالم المادي.. كن نفسًا نورانية

مشاهدة
أخر تحديث : الأحد 5 يوليو 2015 - 6:35 صباحًا
د. فادي الكيالي لـ “شموس نيوز”: في ظلمة العالم المادي.. كن نفسًا نورانية

حوار: عبد الرحمن هاشم

في حياتنا اليومية وعلاقاتنا الإنسانية.. نقابل أناسًا ذوي وجوه نورانية الملامح.. وضيئة القسمات.. يسعى أصحابها بالخير، ويفيضون هِمَّة وإيجابية وتفاؤلاً وإنجازًا .. كما نلقى آخرين تنطق سيماهم بالإحباط .. ينشرون اليأس، ويحتكرون العبوس، وأينما ساروا صحبوا التخاذل والسلبية والتشاؤم والفشل..
ما الفارق بين هذين الصنفين من البشر؟، وما الذي يمتلكه المنتمون إلى الصنف الأول، ويفتقر إليه غيرهم؟
هذا الفارق هو الطاقة الحيوية أو هالة النور الإسلامية..

 
مزيد من المعلومات والتفاصيل عن تلك الهالة نتعرف إليها من الدكتور/ فادي الكيالي – مكتشف علم “العلاج بالأنوار الإلهية” – في حواره الموسع مع “شموس نيوز”:

ـ بداية.. نود التعرف إليك، وإلى قصة تحولك إلى مجال العلاج بالطاقة الحيوية؟
فادي الكيالي طبيب بشري، من مواليد عمان بالأردن عام 1974م، أخصائي جراحة العيون جامعة (نبرايت روكس) بأوكرانيا عام 1999م، وأتيح لي في هذه الجامعة- التي تدرِّس بجانب الطب البشري طب الأسنان والطب التكميلي- أن ألتحق بدورات في الطب التكميلي، مثل دورات الإبر الصينية والإبر الكورية والطاقة الحيوية، وحصلت على شهادة اختصاص في الطب التكميلي، وشدتني الطاقة الحيوية بمراكزها وهالاتها في جسم الإنسان.
التحقت بكورسات البرانيك هيلينج العالمية بالفلبين، وحصلت منها على تخصص العلاج بالطاقة الحيوية، كما حصلت على شهادة مدرب معتمد من الهند.

ـ متى تم اكتشافه؟، وما أهم ما يجب أن نعرفه عنه؟
يعود اكتشاف الطاقة الحيوية كعلم مستقل إلى عام 1911م، وفي سنة 1939م اخترع كلينيل كاميرا كلينيل التي تصور مراكز الطاقة في جسم الإنسان والمجال البيروكهرمغناطيسي، وحصل بها على 14 براءة اختراع.
كما اخترع الدكتور جاك) جهاز (تومس كوك) لقياس نقاط الطاقة في جسم الإنسان، وذلك سنة 1966م، ويعود الفضل في اكتشاف الطاقة الحيوية كعلم طبي إلى العالم تومس ليفر) إثر اكتشافه لخطوط الطاقة التي تسمى ميراديانات أو المراكز التي تمد الجسد بالطاقة الحيوية وكان ذلك عام 1937، واكتشف كذلك أن هذه المراكز المؤثرة تقع في) الوجه والكفين والقدمين) – أعضاء الوضوء في الإسلام – ولها ارتباط بأعضاء الجسد الباطنية.
إذن؛ هو علم منتشر منذ سنين طويلة، وله مستشفياته الخاصة في ألمانيا وكاليفورنيا، وأشهر أساتذته يقيمون الآن في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه يدخل ضمن الطب التكميلي، ولا يغني عن الطب التقليدي والعلاج بالعقاقير.
وهذا العلم له مراكزه المنتشرة في العالم، وتعطى شهادات الاعتماد لمن يلتحقون بها وقد تعتمد الطالب معالجًا – ولو كان تخصصه غير طبيٍ- بعد أن يجتاز معالجة مائة حالة على الأقل بمعايير علمية وطبية سليمة.

موت الطاقة
ـ متى يبدأ الجسم في تكوين طاقته الحيوية؟
عقب نفخ الروح فيه؛ فتنبعث الطاقة في الخلية، وتكون محفزة لوظائفها العضوية والنفسية معًا.
وهناك فارق بين الطاقة الحرارية والطاقة الحيوية، فالأولى تصدر عن كل عضو في جسم الإنسان وتأتي نتيجة التبادل الخلوي الموجود في كل خلية، بينما الطاقة الحيوية تنبعث من الخلايا العصبية والغدد الهرمونية ولها 7 نقاط أو مراكز رئيسة على شكل خط يبدأ من أعلى الجسم إلى أسفله متخذة مظهرًا أماميًا وخلفًا، وتكون مسؤولة عن الحالة الشعورية النفسية الوجدانية وعن الحالة العضوية عمومًا.

ـ وهل تموت هذه الطاقة بموت الإنسان؟
تموت الطاقة الحيوية بموت الإنسان ولا يبقى لها أثر؛ ذلك أنها تختلف عن الروح، فالطاقة كتلة أو مادة تتغذى على الماء والهواء والغذاء، وتتكون من شحنات موجبة وسالبة، فإذا مات الإنسان اختفت كليًا، ولذا؛ يخف وزن الميت نحو 12 جرامًا نتيجة فقده طاقته الحيوية.

ـ وكيف تحولت من العلاج بالطاقة الحيوية إلى العلاج بالنور الإسلامي أو النور الإلهي؟
بالبناء على ما تعلمته في الطاقة الحيوية وبتطويره وربطه بالعقيدة الإسلامية استطعت أن أتناوله من منطلق إسلامي، وبالمناسبة فقد نصحني بذلك أستاذي د. دريدبيل الذي درَّس لي هذا العلم في أوكرانيا، ورغم أنه يهودي الديانة، فقد اقترح عليَّ أن أرد قواعد هذا العلم إلى النصوص الإسلامية.
وعلى ذلك؛ فالهالة غير النور، والطاقة غير النور؛ لأن الهالة مادة بيلازمية يكون لها مجالها البيومغناطيسي وتصدر عن أعضاء الجسم، فإذا كان الجسم سليما كانت سليمة، وإذا أصيب عضو من الجسم بمرض أثر ذلك على هالته.
أما النور فهو يصدر نتيجة التمسك بحبل الله تعالى ونتيجة اليقين بالله سبحانه، قال تعالى واصفًا من يتمسك بذلك: {نورهم يسعى بين أيديهم وبأيمانهم} (التحريم، من آية: 8)، ومثل ذلك قوله تعالى: {ومن لم يجعل الله له نورًا فما له من نور}، وعلى ذلك، فالنور يرتبط بالعمل إيجابًا وسلبًا، وضعف هذا النور يؤدي إلى المرض العضوي والمرض النفسي، وعندما يهتز الإنسان نفسيًا ربما تأتيه الأفكار السيئة السلبية في صورة مجسمة فيتخيل أنها جان أو شيطان مريد، ويحدث هذا الضعف عندما يتبع الإنسان هوى نفسه ويندفع في تلبية شهواتها، فيعمل للدنيا وينسى الآخرة.

 
والعلاج يكون بتنظيف مراكز الطاقة الحيوية في الإنسان، وذلك يكون عن طريق التخلية والتحلية، التخلية من الأفكار السفلية الضارة الشريرة وهوى النفس وشهواتها المهلكة، والتحلية بالنور واليقين والإيمان والذِّكر والقرآن والدُّعاء وأعمال الخير التي تقربنا من الله (عزَّ وجلَّ).

 
وعليه؛ فإن السحر عبارة عن طاقة ملوثة تسلط من إنسان على إنسان أو إنسان يستعين بساحر على إنسان .. هذه الطاقة السلبية الملوثة تدخل الجسم عن طريق الماء أو الغذاء المشبع بها فتملأ خلايا البدن وينتج عنها ما نشاهده عليه من اضطراب، ويكون العلاج بأن نقرأ القرآن على الماء فيشربه المصاب ليطهر خلاياه من جميع الشوائب.. إذن، بالطعام المقروء عليه والشراب المقروء عليه والنفس الطاهرة بالذِّكر نستطيع بسهولة ويسر التخلص ـــــ بإذن الله ـــــ من أي سحر علق بالإنسان.

ـ يعتبر الطعام من أقوى شهوات النفس، فهل الإسراف فيه يمكن أن يؤثر بالسلب على الطاقة الحيوية؟
نعم، بالقطع، ولذلك؛ فإن النظام الأمثل لتقوية هذه الطاقة عبر الغذاء هو النظام المرتبط بأوقات الصلوات الخمس في مواعيدها بانتظام، قال تعالى: {يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد وكلوا واشربوا ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين}.

 
ولمزيد من التوضيح نستطيع أن نقسم يوم الإنسان إلى أوقات للتغذية العضوية وأوقات للتغذية الروحية، فأما أوقات التغذية العضوية فهي المرتبطة بشروق الشمس وحركتها في السماء، وأوقات التغذية الروحية هي المرتبطة بغياب الشمس.

 
فمثلاً بعد الشروق يحتاج الجسم إلى التغذية بالفواكه، وبعد الظهر ومع وجود الشمس في وسط السماء يحتاج الجسم إلى الخضروات، وعندما تميل الشمس إلى الاصفرار بعد العصر يحتاج الجسم إلى المواد الكربوهيدراتية، وبعد المغرب يحتاج الجسم إلى السوائل الدافئة، وبعد العشاء مع ذهاب الشفق الأحمر يحتاج الجسم إلى البروتين.

 
أما التغذية الروحية، بجانب الصلوات الخمس بالنهار وما يسبقها من وضوء، هناك قيام الليل والتهجد الذي يبدأ وقته مع انتصاف الليل ويستمر حتى طلوع الفجر. وهناك اتباع الهدي النَّبويِّ في أعمال اليوم والليلة، من نوم ويقظة، وأذكار في الصباح والمساء، وعند دخول المسجد والخروج منه، ودخول المنزل والخروج منه، ودخول دورة المياه والخروج منها، ولبس الثياب وخلعها، وأذكار قبل النوم وبعد الاستيقاظ من النوم، وهناك الاغتسال الواجب والمسنون، وقد أوصل الفقهاء أنواع الغسل المسنون إلى 24 غسلًا، وهناك اتباع الهدي النَّبويِّ في استخدام اليد اليمنى في الأشياء الإيجابية واليد اليسرى في الأشياء السلبية، وارتداء الثياب البيضاء في الأماكن الحاشدة بطاقات البشر حتى تعكس الطاقات السلبية فلا تمتصها، وذلك مثل المساجد وأماكن العزاء والجنازات، وقبل ذلك هناك الورد اليومي من القرآن الكريم تلاوةً أو حفظًا أو مراجعةً؛ الأمر الذي يجعلك تدور في فلك الله سبحانه مسبحًا مع المسبحين، ومتطهرًا مع المطهرين، وعابدًا مع العابدين.

ـ إذا كان لعلم الطاقة الحيوية كل هذا الأثر على النفس، فهل يمكن اعتباره نوعًا من العلاج النفسي؟
علم الطاقة والطب النفسي متكاملان، لا يوجد تعارض بينهما، ذلك؛ أن العلاج النفسي يعتمد في الأغلب على الأدوية وهي تعمل على تبديل الهرمونات في جسم الإنسان، وهذا يعني الإخلال بتوازنه، وهنا تأتي مهمة طب الطاقة الحيوية أو العلاج بالنور الإلهي، فعن طريق التغذية الروحية والنفسية والعضوية يستعيد الجسم توازنه وطاقته، ويتخلص من جميع الشوائب والذنوب، ويتحلى بالفضائل والأنوار الإلهية والأعمال الصالحة.

سبعة أنفس
ـ ما الفرق بين أنوار الروح، وأنوار النفس، وأنوار الجسد؟

 
الجسد تنعكس عليه أنوار الأعمال الصالحة التي يقوم بها، والروح منفوخة في الجسد وهي التي تبث فيه الحياة فإذا ما خرجت من الجسد مات هذا الجسد وعاد ترابًا.
هذه الروح يتولد منها سبعة أنفس هي: النفس الكاملة، والنفس المرضية، والنفس الراضية، والنفس المطمئنة، والنفس الملهَمة، والنفس اللوامة، والنفس الأمارة بالسوء.
وأنوار النفس تتكون حسب موقفها من هواها إيجابًا وسلبًا، فمن أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني دون عمل صالح ينجيه أظلمت نفسه وتحولت إلى نفس أمارة بالسوء، ومن راضَ نفسه وفطمها عن الشهوات ودفعها دفعًا نحو الطاعات أصبحت نفسه نورانية تتدرج نحو الكمال البشري.

ـ ما السبيل إلى الاعتراف بهذا العلم، والاستفادة منه في مجتمعاتنا العربية؟
على الجامعات العربية أن تنهض بهذه المهمة بأن تتعرف إلى مراكز تدريس علم الطاقة الحيوية في دول شرق آسيا وأوروبا وأمريكا وتتعاون معها، مع العلم أنه لا يتخرج أخصائي في الصحة النفسية في أمريكا إلا بعد أن يجتاز دورات في الطاقة الحيوية، وأنصح بتدريس هذا العلم في كليات الطب والتمريض والزراعة والتربية الرياضية، وكل ما له علاقة بصحة الإنسان.

ـ ما تكلفة جلسة العلاج بالطاقة الحيوية؟
في الولايات المتحدة الأمريكية تتكلف الجلسة الواحدة نحو 225 دولارًا.

ـ علمت أن الجلسة يمكن أن تتم عن بُعد، فما إمكانية ذلك؟
هذه حقيقة، لأن العلاج بالطاقة عبارة عن نية وتوجيه، ولها سرعة تصل إلى 900 مليار كيلو متر في الثانية الواحدة، ويتطلب مرسلًا ومستقبلًا، ولكي أقرب الأمر فهو مثل الدُّعاء بظهر الغيب، ومثل حادثة سيدنا عمربن الخطاب (رضي الله عنه) عندما صاح قاطعًا خطبته بمقولته الشهيرة: يا سارية.. الجبل الجبل”!. يتم الشفاء بإذن الله إذا توافر اليقين بأن الشافي هو الله تعالى، قال تعالى على لسان سيدنا إبراهيم: {وإذا مرضت فهو يشفين}.

كن مراسلًا جيدًا
ـ هل اشتراط المقابل المادي يؤثر في هذه النية التي لابد من توافرها في قلب المعالج؟
كلا، وإلا انطبق هذا الأمر على كل عمل شريف يأخذ عليه الإنسان مقابلًا أو أجرًا، ثم إن الإخلاص مطلوب في كل عمل ومهنة، وقد تعارف الناس وتعارفت المجتمعات على أنه لا تقدم خدمة بدون مقابل، فلا تقيس هذا الزمان بالزمان الأول، وما أدراك أن الزمان الأول لم يكن يعرف الأجرة مقابل العمل، والرسول الكريم(صلى الله عليه وسلم) يقول: “أعطوا الأجير أجره قبل أن يجف عرقه”.

ـ بمَ تنصح من يدرس هذا العلم، ومن يعالج به؟
أنصح المتعلم والمعالج بأن يدرب نفسه على أن تكون نفسًا مرسِلة جيدة؛ وذلك لن يتم إلا بالتحلية والتخلية، التحلية بالأعمال الصالحة، والتخلية من الأعمال السيئة. ذلك؛ أن أي مريض هو في الحقيقة إنسان ضعيف جدًا، وإذا لم يراعِ فيه الطبيب الأمانة المطلوبة التي عاهد الله تعالى عليها انحرف هذا الطبيب انحرافًا ليس بعده رجعة فأفسد نفسه وأفسد المريض وخان الله وخان أمانته، والله لا يحب الخائنين.

كلمات دليلية
رابط مختصر

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات

* الإسم
* البريد الألكتروني
* حقل مطلوب

البريد الالكتروني لن يتم نشره في الموقع

شروط النشر:

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة بوابة شموس نيوز الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.