روح … على مسرح الطليعة

مشاهدة
أخر تحديث : الأحد 12 يوليو 2015 - 5:00 صباحًا
روح … على مسرح الطليعة

القاهرة – من فدوى عطية

 حالة خاصة حين تدخل المسرح من الداخل ويتم العزف على اوتار احاسيسك مختلف احساسك روح خاصة بالمكان في لحظة دخولك تلمح البار بترابيزاته من الامام تجد نفسك في عالم مختلف تسرح بذاتك وروحك يأتي لك شاب وهو شخصية ( (barman ساقي الشراب فريد داخل البار ويؤديها الممثل الشاب حسن نوح فيستقبلك بلطف مقدما لك شراب العناب مع التفاح على طبق وهكذا على ترابيزات أخرى الديكور وسط الجمهور في حالة كسر الحاجز الايهامي بين الجمهور والممثلين ثم تبدأ الموسيقى في حالة الاضاءة المتوالية بين الأصفر والأحمر والأزرق في اعطاء ومضاتها الحساسة من خلال الزجاجات المتوالية على الترابيزات بين الجمهور وانا جالسة على كرسي بار من الجمهور أراقب في داخل ديكور تميز بالتوظيف السليم في استخدامه وتلائمه مع حركة الممثلين .

ويبدأ برجل ويجلس على كرسي البار من الجانب الأيمن وممسكا جريدته ويقرأ فيها بانغماس ويطلب شرابه شخصية أستون في الخمسينات الذي يعمل سباكا ويؤديها الممثل ياسر عزت بملابسه البسيطة البنطلون البني والقميص الابيض من البارمان فريد التي يؤديها الممثل حسن نوح فيحضره له وهنا تظهر المغنية مس ريد في الأربعينات التي تحلم بالغناء طوال حياتها وتؤديها الممثلة فاطمة محمد علي وبفستانها الاسود الطويل باكمامه الطويلة وتطلب شرابها ايضا وتحاول استفزاز استون وفي مشهد كوميدي تطلب منه اصلاح بالوعتها ومواسير بيتها فيرفض ردا على اهانتها وعدم دفع فلوس الاصلاح معبرا انه كل مرة يصلحها على حسابه ولاتدفع فلوسها فترد عليه انها تريد حماما مثل جارة لها شكله كذاو كذا في أجمل حالة فيخبرها أنها السيدة التي تتحدث عنها غنية وتدفع وليس مثلها بخيلة من خلال كوميديا الموقف الذي يؤديها بتعبيرات وجهه وتلوين في نبرات صوته معبرا عن شخصية حزينة ونكدية على طول باقتدار من خلال ممثل متمكن من ادواته وتحدث ضحكات من داخل الصالة حيث تنتقل فاطمة على ترابيزة اخرى بعيدة عنه في وسط الجمهور فالديكور حقق جمالا في شكله ووظيفته انه وسط الجمهور وحدث تفاعلا بينه وبين الجمهور.

ثم تبدأ في الغناء اغنية معبرة عن احساسها بالالم باقتدار وتمكن من ادوات فاطمة محمد علي الاستعراضية وانه تتمنى ان تجد سعادتها في ان يسمعها الناس وتجلس وفي تلك اللحظة يدخل رجل وزوجته في الثلاثينات وهو يدعى بير سي ويؤديه محمد يوسف (أو زو)ومعه زوجته ايفي وتؤديها سماح سليم بفستانها الأخضر ا لليموني القصير وبرقة متناهية ويطلبان الشراب فيطلب أرخص ما يكون من الشراب لا مكانيات زوجها وترفض ان تطلب النبيذ وهنا تأتي مس ريد للتعرف عليها والكلام مع ايفي وتأخذها على طاولة بعيدة باقتدار ليصبح الحديث بينهما ويأخذ استون بيرسي بجانبه ومحاولا التحدث معه في تلك اللحظة تحاول مس ريد التدخل بينهما حيث كانت تتحدث عن تاجر انه ليس برجل جيد فيختلف معها أستون فيفك اشتباكهما وترتفع الضحكات من كوميديا الموقف ثم تأتي الزوجة ايفي لتشد زوجها بعيدا عن الاثنين ثم يرقصان بيرسي وايفي برقصة حالمة باقتدار.

في الطرف الثالث من المسرح حيث استطاع المخرج ان تكون مناطق اخراجه الثلاثة في منظور ثلاثي وسط الجمهور من مخرج متميز وبعد الرقصة الحالمة يتمنى الزوج بيرسي ألا يعيش لأنه ليس سعيدا بل حزين ودائما ممسك كتابه والبايب ومن كثر ثقافته دوما ولا يستطيع اسعاد الزوجة ايفي مع أنهما في بداية زواجهما في عز الشباب وتعبر عن حبها له دوما في تلك اللحظة هنا يدخل الغريب الذي يؤديها الممثل أحمد الرافعي أثناء دخول البار في لمحة سريعة ويسمع حال كل واحد وبغموض في صوته ويطلب شرابا ويمر بجانبهم ويقول انه ذاهب لأمر ما ويصمت الجميع ويرحل في هدوء وكل منهم حزين على حاله فأستون يعبر عن حزنه من غلاء المعيشة واخبار الصحف وحياته حزينة ومس ريد تعبر عن حزنها انها لم تحقق حلمها في الغناء كأشهر مغنية فهي تغني في البار لوحدها وبيرسي حزين لا يعرف كيف يسعد زوجته بعكس ايفي فهي تعبر انها تحبه وتخاف عليه وسعيدة معه .

في تلك اللحظة تظهر العجوز الارملة ما بك والتي تؤديها في تلوين صوتها وقدرتها على اضافة حركات بالعصا لجسدها بلياقة عالية واحساس العجوز الارملة لبنى ونس بعبقرية وفي تمكن من أداء دورها وتضحك الجمهور مع دخلتها على المسرح وفي وسط المسرح يحدث النقاش عن السعادة في حياتها فتأتي وتهاجمها مس ريد حين تنتقدها وفي مشهد كوميدي يتسابقان كل سيدة تنا فس الاخرى بلهجة النساء وتعاير الأخري بلغة’ النساء ويفض الاشتباك أيضا بينهما بيرسي وزوجته وهنا يظهر موظف الاتصالات هاري الذي يؤديه الممثل فتحي سالم بسلاسة وعذوبة الذ ي يقلب المكان بحب وضحك رغم ألمه ومرضه بالقلب فيرقص ويغني تارة مع العجوز الارملة مابك ليشعرها بسعادته ثم يرقص بعدها مع زوجة بيرسي ايفي ليحرك زوجها من حزنه حتى يشعره بالسعادة تجاه زوجته وبعدها يرقص مع ريد ويشرب الشراب ويطلب النبيذ لكل المو جوديين في البار على حسابه الشخصي رغم وجعه فيواجهه بنكده المعتاد السباك أستون ألست حزينا الفتاة التي تحبها تتزوج اليوم وبرغم مرضك بالقلب ترقص وتغني ولكنه يصمت ويرقص ويغني تارة باْيقاعات سريعة مع مابك وتارة اخرى بلمح البصر بخفة ورشاقة مع المغنية ريد ومع كله وايقاع موسيقى فيه لحن السعادة بعكس ايقاعات الموسيقى الحزينة في لحظات والتي يملاها الشجن حالة موسيقية متناغمة مع العرض المسرحي من اول دخولك العرض المسرحي قبل بدءه لتشعرك بالحالة الخاصة بروح كل منا في حياته ومكنون احساسنا .

وينقل السعادة لكل من حوله بالحب ليصبح ايقونة السعادة داخل العرض المسرحي وفي لحظة يظهر الغريب وهوكناية عن عزرائيل ملك الموت ويسلم عليهم وهنا نقطة التحول في المسرحية كلها والغريب الذي يؤديها أحمد الرافعي باقتدار يقول لهم كيف مات فلان امس وانت تعرفونه وانا هنا ليرحل احدكم معي من الحياة للموت ليموت مثله هناتصرخ ريد وتبكي وتمسك التليفون وتحاول الاتصال بالشرطة ولكن خط التليفون مقطوع ويكفهر السباك أستون وتصرخ العجوز ما بك وتصرخ ايفي زوجة بيرسي وتقول لزوجها انا خائفة فيطمئنها وتمنعه من الذهاب للغريب بصراخ وخوف وكله هالة خوف كبيرة وترقب ويكرر جملته حان وقت الرحيل والصراخ يشتد فكلهم يرفضون الرحيل فيسمعهم جميعا اصواتهم وانهم يريدون الرحيل من حياتهم في اقسى لحظات حزنهم وهم المغنية ريد والعجوز مابك والسباك استون وبيرسي الزوج المتزوج حديثا والصراخ وحالة الهلع تزداد كل منهم يرفض الرحيل ويصمم الغريب ويرفض استون ان يذهب معه برغم حالة النكد ويرفض الموت وكذلك المغنية ريد التي كانت تقول انها ليست سعيدة لأنها لم تحقق ذاتها في الغناء وتصبح مشهورة وهنا تصرخ زوجة بيرسي ايفي وتطلب أن تموت مع زوجها بيرسي في نفس اللحظة فيرفض الغريب بحجة انها لم تطلب الموت هي وهاري موظف الاتصالات فيطلب كلامن المغنية ريد والسباك أستون من العجوز الارملة مابك هي ان تموت لاتها عاشت ايامها وتمتعت بها اما هم مازال هناك أمامهم الحياة طويلة فترفض التضحية بحياتها ويزيد بكاءهم امام الغريب كلهم فيظهر بعد ان قال لهم هل الحياة تستحق ان نعيشها .

ووجدنا فيها السعادة وهي محور حدث العرض المسرحي فيخبرهم هاري موظف الاتصالات اطيبهم واكرمهم واكثرهم سعادة انه سيرحل مع الغريب تاركا العجوز الارملة مابك مطمئنا اياها ثم يمسك يد ايفي مطمئنا اياها انه يتمنى لها ولزوجها بيرسي السعادة من بعده وويقرر الر حيل مع الغريب هنا يجري السباك استون من البار خارجا من المسرح وبعده الارملة العجوز مابك وبعده المغنية ريد وبعده الزوجة الشابة ايفي وزوجها بيرسي ويذهب مع الغريب وبعدها يختتم المسرحية بعودتهم جميعا للبار ويسال السباك استون ساقي الشراب فريد الم تشاهد هاري وهو الذي رحل سابقا مع الغريب ومات فيقهقه كل من في العرض المسرحي على مشهد النهاية لتصل حالة الخوف والحزن من خلال رسالة ان الموت حين تحين ساعته فنحن نبحث عن الحياة وان الحياة تستحق ان نعيشها والسعادة والحب اساس الحياة وانه لابد ان نعيش كل يوم ونستمتع به والا نجعل الالم والحزن في كل لحظة في حياتنا وان الروح اعطاها الله لنا لنستغلها بالخير دوما فالخوف والحزن يجب ان تكون لحظات وتنتهي حتى تستحق الحياة ان نعيشها بسعادة انه كل ذلك في عرض مسرحي يدعى روح عرض في الطليعة ولاقى حضورا من النقاد والكتاب كل يوم هذا العرض.

نجح المخرج باسم قناوي في توظيف كل ممثل بادواته بتمكن نكد السباك استون ياسر عزت بخفة دم وغناء وواداء تمثيلي متمكن المغنية ريد فاطمة محمدعلى انها ممثلة اعتبرها شاملة استعراض وغناء وتمثيل ورائعة وروعة اداء وخفة حركة الارملة العجوز وتمكن باحترافية عالية من مابك لبنى ونس وقدرة على اقناعك بعبقرية تمثيلهاواحساس الصوت الرخيم والتميز بهدوءه وسكون لحظة الرحيل الغريب احمد الرافعي رغم انه مشهدين لكنه نجح في اداء دوره باقتدار وساقي الشراب حسن نوح فريد الذي يستقبلك بسلاسة وهدوء بوعي وبابتسامة واثقة كانه ساقي شراب حقيقي في بار من قبل ان يبدا العرض وهو يستقبل الجمهور والزوج الشاب حديثا بيرسي محمد يوسف (اوزو)واحلامه المثقف الذي يمسك الكتاب والبايب وهو حزين بعفوية في اداءه وايفي سماح سليم تؤديها بانفعالها ورقتها ورومانسيتها في زوجة محبة خائفة على زوجها وبرشاقة وهاري موظف الاتصالات فتحي سالم الفتى الرومانسي برقصه واستعراضه على كل جنبات المسرح رغم انه في الظهور في المشهد قبل الاخير .

ولكنه اوصل حالة الفرح وهو في قمة الالم حقا متميز كل هؤلاء عزفوا بأرواحهم على روح الحب والسعادة والخير واستمتعنا بعلاقات انسانية من شخصيات حقيقة تعيش داخل حياتنا لقد دخلنا مجتمع باكمله من خلال علاقات انسانية وموجودة وتعبر عن حالة انسانية وبحثنا الدائم عن السعادة من خلال درا ماتورج ياسر أبو العينين عن قصة الوردة والتاج للمؤلف ج.ب.بريستلي وديكور متميز وملابس محمد جابر الذي قدم بخطوط بسيطة في تصميمات راقية من خلال الفستان الاسود لكل من ريد و مابك مع الاحساس بالحزن والفستان ذو اللون الفاتح لايفي المفعمة بالحياة واللبس الابيض مع الاسود للمثقف بيرسي وايضا اللبس الاسود للغريب وملائمته للحدث وايضا لبس ساقي الشراب فريد و البيريه كل خطوط بسيطة في التصميمات وملائمة للحدث وللنص المسرحي وعلاقة اللونين الابيض والاسود في تصميمات الملابس وتنفيذ ملابس علا علي والاضاءة المستخدمة بتمكن في كل مكان من الزجاجات الموضوعة على التر ابيزات وفي لحظات المواجهة والغناء وغيره وتنفيذديكور ياسمين جان و في تنقل سريع اضاءة ابو بكر الشريف وتنفيذ اضاءة محمد محمود وتنفيذ صوت مصطفى لبيب وموسيقى تحرك مشاعرنا من قبل الدخول وبداية العرض وهي رؤية موسيقية حاتم عزت وأشعار محمد زناتي ومخرج مساعد تامر مجدي وضياء سليمان ومخرج منفذ ياسر ابو العينين ليجعلنا نطرح سؤال هل الحياة نستحق ان نعيشها وهل وجدنا السعادة اطروحة طرحها المخرج باسم قناوي في حالة مجتمع باكمله جعل الجمهور عاش معه وتفاعل فنجح العرض نجاحا باهرا ولانغفل حين سالنا مصمم الديكور والملابس محمدجابرعن المجهود المبذول فيه شكر كل فريق عمل الطليعة فردا فردا وخاصة الفنييين من الديكور والاكسسوار وغيره كل المجالات داخل مسرح الطليعة لتعبهم معه في كل تفاصيل الديكور والملابس ليصل عرض روح لقلوبنا عرض روح soulbarاخراج باسم قناوي عشقنا الحياة من خلال روح فاستحقت السعادة حقا دون خوف ودعوة لمراجعة حياتنا باحساس صادق

رابط مختصر

أضـف تـعـلـيق 0 تـعـلـيـقـات

* الإسم
* البريد الألكتروني
* حقل مطلوب

البريد الالكتروني لن يتم نشره في الموقع

شروط النشر:

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.


ان كل ما يندرج ضمن تعليقات القرّاء لا يعبّر بأي شكل من الأشكال عن آراء اسرة بوابة شموس نيوز الالكترونية وهي تلزم بمضمونها كاتبها حصرياً.