للمرة الأولى في الحوادث الإرهابية كافة التي ضربت فرنسا يكون الفاعل عربياً مقيماً، ولا يحمل الجنسية الفرنسية، ما سيزيد الأمور تعقيداً، فالحادث الذي ضرب مدينة نيس وأسفر عن موت 84 شخصاً و200 جريح بينهم العشرات يصارعون من أجل الحياة، لن يجعل الأمور تناقش في إطار التهميش أو الشعور بالظلم داخل مجتمعات المهاجرين، بل ستتخذ مساراً واحداً ألا وهو الخطر الذي يمثله وجود المسلمين عامة والعرب منهم خاصة على فرنسا وبقية البلدان الأوروبية، فحتى المقيم بات يشكل خطراً.
للأسف على هذه الجاليات توقع الأسوأ خلال الفترة المقبلة، وفي الأسبوع المقبل نتائج استطلاعات لقياس شعبية كافة الأحزاب وقيادتها تمهيداً للانتخابات الفرنسية، ويمكننا التكهن منذ الآن بارتفاع النسبة المؤيدة لأقصى اليمين عن آخر استطلاع لقياس الرأي، وها هي زعيمة اليمين المتطرف تصرح في صباح اليوم التالي للحادث (الذين لم يستسيغوا الاندماج في المجتمع الفرنسي يجب عليهم مغادرة البلاد)، وهذا ليس بالجديد فقد كانت أول من بادر بالتصريحات منذ أربع سنوات بعد حادث إرهابي بمدينة تولوز بقولها (هذا ما أوصلتنا إليه سنوات من سياسة الهجرة)، فما بالنا اليوم ونحن نتحدث عمن يقيم فقط، ومن المفترض أن العلاقة التي تربطه بتفاصيل المجتمع الذي يستضيفه هي علاقة تختلف تماماً عن المهاجر؟
إن مفردات كثيرة تغيرت فور وقوع حادث نيس، سواء فيما يخص الهجوم على الحكومة والرئيس وفشل السياسات الأمنية، أو فيما يتعلق بالإسلام والمسلمين، فالتساؤلات لا تدور حول التطرف بقدر ما تدور حول: كيف يمكننا فهم أن كل هؤلاء لا يفهمون عقيدتهم؟ وكافة التحليلات تشير اليوم إلى أن القول بأنهم ليسوا من المسلمين لا يحمل إجابات واضحة يقبلها العقل، فماذا سنفعل بعدما تشوهنا تماماً؟
فرصة ذهبية لليمين المتطرف والخاسر المهاجرون
