فى عماه – On his blindness

فى عماه
****
شعر / جون ميلتون
ترجمة : حسن حجازي
عضو اتحاد كتاب مصر
////
عندما أتذكر فى حسرةٍ
كيف فقدتُ بصرى ,
قبل أن ينتصفَ ,
للأسفِ , عمرى ،
فى هذا العالم المظلم الفسيح ,
فضياع نعمة البصر نقمة
تعادل الموت ,
محاصر بعجزى ، بالرغم أنني
كنتً أسعى لأخدمكَ يا خالقى،
يا ربي , وأقدم كتابى بيمينى ،
خوفاً من بطشك وسخطك ,
هل تطلب مني ربي
خدمة عبادك وأنا فاقدٌ لبصري.
سألتُ بحمقٍ لكن الصبرَ
منعني من الشكوى
أخبرني الصبر أن الله
لا يحتاج لعمل العبد
ولا استخدام أنعمه
وهباته وعطاياه ,
هؤلاء الناس الذين يطيعونه
و يخضعون لمشيئته ,
هم الذين يخدمونه
بصدق , فهو الملك الأعظم ,
آلافٌ من عبيده
يُسَبحون بحمدهِ
في البر والبحر بلا كلل :
و الذين يصبرون وينتظرون أوامره
بلا ملل ,
هم أيضاً بكل بساطة
يخدمون الله .
///////////
On his blindness
By
John Milton
/////
When I consider how my light is spent
Ere half my days in this dark world and wide,
And that one talent which is death to hide
Lodg’d with me useless, though my soul more bent
To serve therewith my Maker, and present
My true account, lest he returning chide,
“Doth God exact day-labour, light denied?”
I fondly ask. But Patience, to prevent
That murmur, soon replies: “God doth not need
Either man’s work or his own gifts: who best
Bear his mild yoke, they serve him best. His state
Is kingly; thousands at his bidding speed
And post o’er land and ocean without rest:
They also serve who only stand and wait.”
///
John Milton
جون ميلتون (1608- 1674م)
///////
ولد جون ميلتون في لندن في أسرة متدينة .من سن المراهقة كَرَسَ نفسه للشعر وعندما تجاوز العشرين بسنة كتب رائعته : أغنية في الصباح لميلاد المسيح ..كان يؤمن بان لديه رسالة في الحياة وان ثمة عمل ما أختاره الله سبحانه وتعالى له ليقوم به .وضع في اعتباره أن يصبح قسيساً لكنه لإعتبارات معينة قرر عكس ذلك لإعتراضه على بعض المفاهيم السائدة في الكنيسة في ذلك الوقت .فكان في قرارة نفسه أنه كونه شاعراً سيقوم بتلك الرسالة أفضل من كونه قسيساً .
في شعره يمتزج تياران هامان عصر النهضة الأوروبية و الخاص بإصلاح نتج عنهما تفرد وتميز شعره .عندما نشب الصراع والنزاع بين الملك والبرلمان أتخذ جانب البرلمان حيث أنه كان يؤمن بالإصلاح . شغل وظيقة حكومية تعادل وظيفة وزير إعلام , كتب الكثير من المقالات السياسية والإجتماعية بالنثر وهجر الشعر فيما عدا القليل من السونيتات الخاصة بالمناسبات .
في عام 1643م وقع في الحب وتزوج من الأبنة الكبرى التي تبلغ من العمر سبعة عشر ربيعاً لأحد المؤيدين للملك .لكنها بعد شهر من الزواج تركت البيت وعادت لوالدها بالدموع تاركة الشاعر ميلتون يكتب رسائل ثائرة مطالبا ً ومؤيداً الطلاق , بالرغم من عودتها إلا أن ميلتون تزوج بعد ذلك مرتين وكان سعيداً .لكن المرارة الأولى بقيت وظل مطالبا ً بأن المرأة يجب أن تكون فى حالة خضوع وطاعة تامة لزوجها. لكن الفاجعة الكبرى عندما أصيب بالعمى في عز قوته .ولكونه يعتقد أن الله قد اختاره لرسالة ما فقد وجد نفسه يجادل ان الله قد ابتلاه بهذا العجز والذى من الممكن أن يمنعه من آداء رسالته .استمر في عمله بمساعدة زوجاته وبناته فيما بعد .عام 1660م عندما تهاوت حكومة البرلمان وعادت الملكية استقال واعتزل فقيرا ً ضريراً عاد لشعره وكتب ملاحمه العظيمة مثل الفردوس المفقود والفردوس المسترد .
///////